أداء مقلق للوحدات قبل الاستحقاق الآسيوي.. و"عقدة الوصافة" تلازم الجزيرة

فريق الوحدات يتوج بلقب كأس السوبر أول من أمس - (تصوير: أمجد الطويل)
فريق الوحدات يتوج بلقب كأس السوبر أول من أمس - (تصوير: أمجد الطويل)
تيسير محمود العميري عمان- رغم فوزه بلقب كأس السوبر على حساب فريق الجزيرة 2-0، أول من أمس، إلا أن فريق الوحدات لم يظهر بعد بتلك الشخصية القوية وذلك المستوى الفني المطمئن، قبل بضعة أيام من مشاركته التاريخية المنتظرة في دور المجموعات بدوري أبطال آسيا لكرة القدم. خسارة لقب درع الاتحاد بفارق ركلات الترجيح أمام الجليل الشهر الماضي، والأداء المتذبذب في لقاء السوبر، جعلا أنصار الفريق يعيشون في خوف وقلق، ذلك أن الاستحقاق الآسيوي يعد استثنائيا من مختلف الوجوه، فالفريق سيخوض ست مباريات في غضون أسبوعين فقط، وهو أمر غير معهود، كما أن نوعية الفرق التي سيواجهها أفضل فنيا وبدنيا ومهاريا من الفرق المحلية بما فيها الوحدات، كما أن جميع المباريات ستقام في شهر رمضان المبارك. تلك التحديات تجعل من مهمة الوحدات في العاصمة السعودية الرياض، صعبة للغاية وليست مستحيلة، ذلك أن لعبة كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، وتفتح الطريق لمن يجزل في العطاء لتحقيق طموحاته وتطلعاته، ولعل الفوز على الجزيرة منح الوحدات دافعا معنويا لتجاوز الآثار السلبية التي تركتها خسارة لقب الدرع، الذي كان “نظريا” في متناول اليد، قبل أن يتحول سرابا، لكن ذلك الفوز يجب أن لا يكون “كاذبا”، بل يجب أن يفسح المجال للوقوف على مجمل نقاط القوة والضعف. ولأن كثافة عدد المباريات في الاستحقاق الآسيوي، غير معهودة بالنسبة لفريق الوحدات، ويضاف لها تحد آخر يتمثل في احتمال حدوث إصابات بفيروس كورونا كما يحدث مع معظم الفرق، فإن الوحدات يجب أن يحمل حمولة مناسبة من اللاعبين في طريقه إلى السعودية، لا أن يكون التواجد الإداري على حساب اللاعبين، لأن الفريق قد يكون بحاجة إلى جهد جميع اللاعبين للتغلب على الإجهاد واحتمال حدوث إصابات لا قدر الله. وإذا ما صح أن أسلوب وخطة لعب الفريق في مباراته أمام الجزيرة، بنيا على أساس التكيف لتنفيذ ذلك في المباريات الآسيوية المقبلة، فإن ذلك يعد خطأ فادحا لا يجوز أن يقع به المدرب المجتهد عبدالله أبوزمع، لأن الجزيرة، ورغم ظروفه الصعبة وغياباته المؤثرة، إلا أنه وقف ندا قويا للوحدات وهدد مرماه بكرات عدة كانت من الممكن أن تتحول إلى أهداف، وكاد “استدراج” الجزيرة إلى نصف ملعب الوحدات، أن يحقق أهدافا عكسية، والأصل أن لكل مباراة ظروفها وحساباتها وحتى أسلوب اللعب والخطة التي تنفذ من خلاله، بما يتوافق مع إمكانيات الفريق وقدرات الفريق المنافس أيضا. باختصار، فإن الاعتماد على الأسلوب الدفاعي ومن ثم التحول إلى الهجوم المرتد السريع، وهو بالمناسبة الأسلوب المكشوف ذاته الذي ينتهجه المنتخب الوطني في مبارياته مع المنتخبات الكبيرة والقوية، قد يحقق الهدف المنشود إن تم تنفيذه بنجاح وباغت المنافس، وقد يسبب نتائج عكسية وخسائر قاسية، لأنه سيجعل مرمى الفريق عرضة للتهديد المستمر من قبل المنافس. وكما هو معلوم، فإن الفرق التي سيواجهها الوحدات في البطولة الآسيوية “النصر السعودي والسد القطري وفولاذ الإيراني أو العين الإماراتي”، تعد من الأندية الآسيوية القوية التي يجب أن يُحسب لها حساب دقيق لا مبالغة فيه، وتلك الفرق تملك ميزة وجود محترفين من الخارج يشكلون ثقلا ملموسا وفارقا ملحوظا، بخلاف محترفي الوحدات الثلاثة الذين يمكن اعتبارهم بمستوى اللاعبين المحليين، ويمكن للسنغالي عبدالعزيز نداي واللبنانيين سوني سعد وأحمد زريق، أن يشكلوا إضافة نوعية في المسابقات المحلية، لكن الأمر سيكون مشكوكا به على المستوى الآسيوي، ما لم يظهر الوحدات صورة مخالفة لتلك الحاضرة، بحيث يمتلك الفريق مقومات الفوز، المتمثلة بالإرادة والعزيمة القوية، والجاهزية الفنية والبدنية والنفسية، والقدرة على فرض أسلوب اللعب وتسيير دفة المباراة في الاتجاه الذي يمكن أن يحقق للفريق مبتغاه. لقب كأس السوبر، يشكل إضافة جديدة في رصيد الفريق من ألقاب المسابقات المحلية، لتصبح 51 لقبا في 41 عاما، منذ أن دخل الوحدات سجل شرف أبطال المسابقات المحلية الأربع منذ العام 1980؛ حيث فاز بلقب الدوري 17 مرة وكأس السوبر 14 مرة وكأس الأردن 10 مرات ودرع الاتحاد 10 مرات. وعلى الجانب الآخر، ورغم نظرات الاحترام التي تلقاها الجزيرة على الأداء الذي لم تعكسه بدقة النتيجة النهائية للمباراة، إلا أنه يواصل المعاناة من “عقدة الوصافة”، خصوصا في بطولة كأس السوبر، التي فشل في نيل لقبها في المواسم الأربعة الماضية، وخسر اللقب مرتين أمام الفيصلي ومثلهما أمام الوحدات.اضافة اعلان