"أدب الرحلات" محاضرة في منتدى الرواد

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

عزيزة علي

عمان - ألقت الدكتورة رشا الخطيب محاضرة بعنوان "إطلالة على أدب الرحلات ورحلات عربية مبكرة الى الغرب"، وذلك في منتدى الرواد الكبار، ادارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص وحضرها جمهور مهتم بأدب الرحلات.اضافة اعلان
مديرة المنتدى هيفاء البشير رحبت بالخطيب الحاصلة على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات في العام 2017، وبالحضور، مشيرة الى أن أدب الرحلات يُعدّ من الآداب المميزة بما يحمله في طياته من اسلوب خاص وتوجه معين للقارئ.
وأضافت أن هذا الأدب يتحدث عن رحلة حقيقية للكاتب شاهدها بأم عينه، وتعرض فيها لمصادفات ومخاطر وتضيف الناس الذين صادفهم، والبلدان التي زارها، وما جرى في رحلته من أحداث، كما ان هناك رحلات اسطورية من خيال الكاتب ولا علاقة لها في الواقع ويريد أن يبث من خلالها فكرة ما، مثل رحلة السندباد.
من جانبها لفتت الخطيب التي تعمل محاضرة غير متفرغة، وتدرّس مواد اللغة العربية والحضارة العربية الإسلامية، في الجامعة العربية المفتوحة؛ إلى أن للرحلة أهمية كبيرة في التراث العربي، وأغنت علم الجغرافيا من خلال كتب المسالك والممالك، وكذلك قدمت للأدب أساليب أدبية وفنية متنوعة في الكتابة السردية والقصصية.
وبينت أن كثيرا مما أورده الرحالة في مذكراتهم يمكن أن يأخذ سبيله إلى عالم الأدب والخيال كأنموذج على الوصف الحي، وهو يمتاز بشيء نفتقده في أدبنا ألا وهو الانصراف عن الزخارف اللفظية والاهتمام بالتعبير السهل والتجربة الشخصية، مما لا نجده أحيانا عند كبار الأدباء.
ولفتت الخطيب الى أن الرحلة كانت أحد أعمدة الحضارة العربية الإسلامية؛ لأنها وسيلة من وسائل جمع المعارف واكتشاف الآخر، وكذلك إثارة الشعور بالمنافسة والرغبة في التفوق.
وتحدثت عن ثلاث رحالات هي؛ "رحلة أفوقاي الأندلسي إلى فرنسا وهولندا 1611-1613"، "ورحلة الأمير فخر الدين المعني إلى إيطاليا 1613-1618"، "ورحلة الخوري إلياس بن حنا الموصلي إلى أميركا سنة 1675-1683"، مشيرة الى انها من الرحلات العربية المبكرة إلى الغرب، وهي تجعل الحكم الشائع بأن الرحلات في القرن السابع عشر قد توقفت أو تراجعت إلى حد كبير- حكما غير دقيق.
وأضافت الخطيب: تشترك ثلاثتها في أنها مكتوبة بلغة متواضعة الأسلوب، بما يكشف عن مستوى التعليم في ذلك العهد، حتى بين من نعتقد أنهم كانوا في وضع يختلف عن عامة الناس، مبينة ان الرحلة في أصل معناها انتقالٌ حقيقي في المكان، وهذا يحدث لكثير من الناس، كما ان الرحلات التي يهتم بها أدب الرحلة هي الرحلات الواقعية التي تمَّت- وليست الخيالية مثلا.
وأشارت المحاضرة الى ان أبسط تعريف لأدب الرحلة هو النوع الأدبي الذي يتخذ الرحلة موضوعاً، لافتة إلى أن الرحلةُ لا تعد أدبا إلا إذا مزج الرحالةُ فيها بين التسجيل وبين الشعور الخاص. كما أن إنجاز الرحلة كتابةً، يتطلب أن يكون الرحالةُ على قدر من الثقافة يؤهله لنقل أحداث سفره إلى كتابة.
كما تناولت الخطيب أنماط كتابة الرحلة وهي: نمط متزامن مع الرحلة، وهو عادة لا يغطي مراحلها كاملة "مثل رحلة الخوري إلياس الموصلي، والبطريريك مكاريوس الزعيم، وابن جبير.."، واخر لاحق للرحلة بعد انتهائها، مثل رحلة ابن بطوطة، وأفوقاي، وفخر الدين المعني، وغيرها. وإذا ما دُوِّنت الرحلة بعد سنوات، فإن هذا يجعل الإدراك الفني لما وقع فيها مختلفاً في ذاكرة الرحالة.
وخلصت المحاضرة الى ان أدب الرحلة استطاع فرض وجوده الأدبي، وأصبح انتماءُ الرحلة إلى حقول الأدب مُسَلَّمةً ثابتة. وتبرز الأدبية في نص الرحلة من خلال توظيف الأسلوب القصصي واستعمال الأدوات التي يستعين بها الأدباء في صياغة نصوصهم كالسرد والوصف والحوار، كما وينفتح نص الرحلة على أشكال متعددة "أدبية وغير أدبية"، منها: "السيرة الذاتية، التراجم، التاريخ، الجغرافيا السجلات الاجتماعية، الخانة الفارغة".
وقد صدر للخطيب مجموعة من المؤلفات منها "تجربة السجن في الشعر الأندلسي"، "الأدب الأندلسي في الدراسات الاسشتراقية"، كما فازت بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة للعام 2017-2018 عن كتابها الجديد "أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي أفوقاي: المترجِم والرحّالة والسفير".