أدوية المستقبل*

وسن زهير حسن

لا يمكننا إنكار سيطرة التكنولوجيا علينا في الآونة الأخيرة؛ فقد أصبح أطفالنا من أوائل المتابعين لأخبارها وآخر إصداراتها، بل ومن المحترفين في استخدامها أيضاً. اضافة اعلان
وقد أثبتت دراسة ألمانية من جامعة "مانهايم" أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، يزيد من التوتر لدى الأطفال والمراهقين، وقد يزيد أيضا من فرصة إصابتهم بقصر النظر، بالإضافة إلى أن نحو 20 % منهم يعاني من مشاكل في تحصيله الدراسي،
و15 % تجاهلوا أصدقاءهم الحقيقيين بسبب هذه الأجهزة.
واعترف بعض الطلبة الذين أجريت عليهم هذه الدراسة، بمعاناتهم من تراجع في المستوى الدراسي.
إن دور الأهل في حل هذه المشكلة يتمثل في التقليل من عدد الأجهزة في المنزل، والحد من استخدامها، بخاصة في أيام الدراسة، لكي لا ينشغل الطفل بها، ولا يؤثر ذلك التطور التكنولوجي على تقدمه العقلي.
فبعض الأطفال في المراحل المتقدمة وصلوا إلى حد أنهم حين يريدون معرفة مجموع 1+1، يلجأون لذلك إلى الحاسبات.. نعم، فقد طغت تكنولوجيا التصنيع على تكنولوجيا عقولهم الموهوبة لهم من الله تعالى. وأصبح حديثهم الشاغل حول آخر ما صنع وآخر ما عرض في الأسواق. وهنا لا بد لنا من القيام بحملات توعوية إرشادية للحد من هذه الآفة التي تنتشر في أجساد ابنائنا يوماً بعد يوم من دون أن نشعر.
وعلى صعيد الآباء، لا بد من توعيتهم بإيجابيات وسلبيات هذه التكنولوجيا، وحجب المواقع المُخلّةِ بقِيمنا، ولفت الانتباه لمواقع تحُثنا على كل ما هو مفيد لنا ولأطفالنا، فضلا عن توجيهِهم للعب مع أقرانهم بدلا من هدر الوقت والصِحّةِ أمام شاشات تلك الأجهزة.
وهنا أضرب مثلا؛ فلو عُدنا في الزمن، لنستذكر كيف كان يومُنا بين المدرسة والكتب والأصدقاء ودفء العائلة، لتمنينا رجوع تلك الأيام الخالية من التشوهات التكنولوجية، والتي كانت تتميز بالترابط بين أفراد الأسر.
ومع كل هذا التقدم ماذا سيُكتب عن أبناء الزمن الحالي؟
أكانوا أول من تهافتوا لاقتناء كل ما هو جديد؟ أم أول من يتابعون آخر التحديثات وتثبيتها؟ أم أنهم سيصنعون أدوية لنا تُغرس في أجسادنا لتقوم بعمل هذا كله؟

*المقالة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة المقالة الإلكترونية التي أطلقها نادي الثقافة والإعلام بجامعة العلوم والتكنولوجيا