سليموف: إرادة سياسية بتطوير العلاقات بين الأردن وأذربيجان

إيمان الفارس

عمان - أكد سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة إيلدار سليموف، اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الأذربيجانية - الأردنية على كافة الصعد التجارية والاقتصادية والسياحية، مشيرا إلى أن الإرادة السياسية موجودة لإعادة تقوية تلك العلاقات المشتركة بين البلدين.

اضافة اعلان


وقال سليموف، في لقاء مع "الغد" تزامنا مع احتفال جمهورية أذربيجان بيوم الاستقلال الذي يصادف 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، إن "العلاقات الاقتصادية المشتركة بين كل من أذربيجان والأردن حاليا، لا تصل لمستوى الطموح"، مضيفا أن "أذربيجان تسعى لتطوير تلك العلاقات، لاسيما وأن الإحصاءات الرسمية تظهر أن قيم التبادل التجاري المسجلة ضعيفة ولا ترتقي لمستوى الطموح المطلوب لبلاده".


وأشار السفير الأذربيجاني، إلى أنه من خلال التمثيل الدبلوماسي لأذربيجان في المملكة، "سنمضي نحو رفع قيمة التجارة المتبادلة بين البلدين"، مبينا ان ذلك يتطلب ذلك جهودا أكبر.


وأوضح أن الجهد سيتركز خلال الفترة المقبلة من خلال منتديات ومجتمعات الأعمال سعيا للمعرفة المشتركة بشكل أفضل بهدف إمكانية تأسيس اتصال مباشر بين تلك المجتمعات، وفهم مستوى التطلعات أو التوقعات من قبل الجانب الأردني في هذا المجال والعكس من حيث اهتمامات الجانب الأذربيجاني من نظيره الأردني".


وأوضح سليموف، أن الجانبين الأذربيجاني والأردني وقعا عددا كبيرا من الاتفاقيات الحكومية، والتي تعد أساسا قانونيا للتعاون في كافة المجالات، لافتا لأن العلاقات الثنائية قائمة على المصالح والقيم والتقاليد المشتركة، وممتدة لأساس بدئها من خلال جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال والرئيس الأذربيجاني الراحل حيدر علييف.


وأكد أهمية استمراريتها من خلال العلاقة الطيبة بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الأذربيجاني الحالي إلهام علييف.


وبخصوص الأولويات التي تسعى أذربيجان لتعزيز الاستثمار المشترك من خلالها مع الأردن، أشار السفير إلى "فتح مجالات السياحة المشتركة بين البلدين من خلال التنظيم المشترك مع وكالات السياحة والسفر وذلك بعد مراقبة الاستقرار ما بعد جائحة كورونا، وتعزيز الصادرات من أذربيجان للأردن، خاصة الإنتاج الزراعي ومنتجات الصناعة الغذائية وما تشملها من خضراوات وفواكه موسمية، إلى جانب إمكانية تزويد السوق الأردني ببعض الصناعات البتروكيماوية، بالإضافة للتعاون المشترك في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والتعليم والاستعانة بالخبرات الأكاديمية بين الجانبين"، وفق سليموف.


وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين أذربيجان والأردن، قال السفير، إن "نسبها متدنية جدا ولا تعكس مدى عمق العلاقات السياسية الحقيقية بين الدولتين وإمكانياتهما، لاسيما وأنها لا تتعدى ملايين محدودة من الدولارات، مشيرا إلى أن ظروف جائحة كوفيد 19 حالت دون إمكانية تطوير تلك المؤشرات بين الجانبين خلال الفترة الماضية".


واستبعد سليموف، أن تشكل جائحة كورونا عقبة لتطوير العلاقات التجارية التي يسعى إليها كل من الأردن وأذربيجان.


وبخصوص أي ترتيبات رسمية تتعلق بإجراءات تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين أذربيجان والأردن، كشف سليموف أنه "تم تنسيق العمل من خلال التواصل بين جمعية رجال الأعمال الأردنيين ومجلس الأعمال الصغيرة والمتوسطة في أذربيجان، انطلاقا من أن أساس الاقتصاد يكمن في المشاريع الصغيرة والمتوسطة".

وقال إنه "سيتم عقد لقاء مشترك، عن بعد، بين الجانبين الممثلين عن البلدين لبحث تنسيق الأعمال التشاركية بينهما خلال الفترة المقبلة، منوها إلى أن التعاون بين الجانبين لن يقتصر فقط على المستوى الحكومي إنما أيضا على مستوى المحافظات".


من جانب آخر، قال السفير "إن خطة إعادة تأهيل الأراضي والمناطق التي حررها الجيش الأذربيجاني الباسل بقيادة الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلهام علييف خلال عملية الهجوم المضاد التي أطلقها جيشنا المجيد في 27 أيلول (سبتمبر) العام 2020 والتي توقفت نتيجة توقيع البيان الثلاثي بين أذربيجان وروسيا وأرمينيا في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2020، تشمل تأهيل بنية تحتية متكاملة وترميم البناء وتوفير العودة الآمنة والكريمة للاجئين والنازحين منها".


وأوضح أنه "نتيجة لاحتلال ما يقارب 20 % من أراضيها المتمثلة في إقليم قره باغ الجبلية وسبع مناطق مجاورة له منذ نحو 30 عاما، نزح نحو مليون لاجئ وهجروا من منازلهم وأراضيهم".


وأشار السفير الأذري لأنه "في إطار إعادة البناء وتأهيل الأراضي المحررة، خصصت الحكومة الأذربيجانية نحو 1.3 مليار دولار في المرحلة الأولى".

وبين سليموف أن "حكومة أذربيجان تمكنت خلال ستة أشهر وضمن أعمالها لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، من بناء مطار دولي جديد في مدينة فضولي، كما استطاعت تعبيد طرق جديدة وتشييد أبنية حديثة، لافتا لأن القرى والبلدات في المنطقة الجديدة التي سيتم تأهيلها، ستكون منطقة طاقة خضراء باستخدام الطاقة البديلة كالشمس والرياح".


ونوه سفير جمهورية أذربيجان الى أن "التحدي الحقيقي الذي تواجهه بلاده حاليا، هو وجود مئات الآلاف من الألغام والتي زرعت على مدار30 عاما ماضية، والتي تسببت بوفاة وجرح 150 شخصا من ضمنهم السكان المدنيون".

إقرأ المزيد :