أردن أنت الهوى والعشق

362497_8_1589744538
362497_8_1589744538
ميس أحمد العبداللات في هذا الصباح الأردني البهي، تعود بنا الذاكرة أربعة وسبعين عاما الى الوراء، يوم ارتفعت الراية الأردنية الهاشمية خفاقة من قصر رغدان العامر. أربعة وسبعون عاما مضت على ارتفاع راية الحرية في سماء المملكة الأردنية الهاشمية معلنة فجرا مشرقا يحمل كل معاني العزة والفخر والمجد والكرامة. عمل الأردنيون والأردنيات منذ استقلال المملكة الأردنية الهاشمية على ارساء دعائم الدولة الأردنية الحديثة وترسيخ ركائز المؤسسية ليزهو أردننا الغالي بالانجازات الكبيرة والمكاسب الوطنية، وتجاوز أردننا ولا يزال العقبات التي تقف عائقا أمامه. وفي هذا الصدد، أذكر تألق أردننا الحبيب في مواجهة انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) بحكمة واحتواء لم يسبق له نظير رغم امكاناته المتواضعة،حيث تم فرض اجراءات استثنائية ومبكرة وصارمة على أكثر من صعيد. ومن ابرزها اقرار قانون الدفاع الصادر سنة 1992، وحظر التجول، واغلاق المساجد والكنائس وابقاء القادمين من الخارج بالحجر الصحي لمدة 14 يوما ومنع التجمعات، وتحول التعليم الى تعلم عن بعد،وإيقاف تحصيل القروض وتخفيض الفوائد ومتابعة طريقة تعامل الشركات الخاصة مع موظفيها بعدم المساس بحقوقهم ومتابعة شؤون الطلاب المغتربين وتشكيل خلية ادارة الازمات لمتابعة التطورات المتعلقة بانتشار الفيروس واصدار القرارات والوقوف على المستجدات وادارة شؤؤن البلاد في ظل هذه الأزمة. وتم أنشاء فريق عمل الرعاية الطبية وفريق عمل متابعة وسائل الإعلام وفريق عمل الاحتياطي الاستراتيجي (الغذاء والدواء). ان ما يملؤنا بالامل على تجاوز تحديات اليوم هو تعاضد شعبنا الأردني ووحدته، فلا نذيع سراً عندما نقول ان مثل بنات وأبناء الأردن في تكاتفهم وتلاحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .اليوم، وبعد أربعة وسبعين عاما من العمل الدؤوب المستدام ، يحتل الاردن مكانة مرموقة في المنطقة والعالم، يتمكن من خلالها الاستجابة للضغوطات المتلاحقة الناتجة عن الأزمات الإقليمية،والاقتصادية والصحية التي فرضت على الشعب الأردني المضياف اعباءا اقتصادية واجتماعية لا يستطيع وحده تحملها، الا ان فعالية العمل الجماعي، ساعد الدولة الاردنية على تحمل اثقال ما تلاقيه من ازمات ضجت دول كبرى من مواجهتها.و في هذا المقام أقتبس كلمات صاحب الجلالة، الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم للأسرة الأردنية بتاريخ 10 نيسان 2020 إذ قال " نعم، أيها الأهل والعزوة، سنتجاوز، بإذن الله، هذا الظرف الذي نعيشه، لأن المعدن الحقيقي للأردنيين يظهر عند الصعاب، ولأنكم أصحاب العزم والإرادة، لأنكم الأقدر على تحمل المسؤولية، ولأن الانتماء والوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها نهجكم، ولأنكم مؤمنون أن التكاتف يقود إلى القوة والمستقبل الأفضل، سنتجاوز، بعون الله، كل التحديات.." انتهى الإقتباس. ولا نغفل في ذكرى الاستقلال بأن نترحم على شهداء المعارك الخالدة الذين استطاعوا أن يحافظوا على أردننا حصنا منيعا بهمتهم، ونرفع القبعة احتراما وتقديرا لقواتنا المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية المختلفة وقوات الدرك والدفاع المدني. نرفع في هذا اليوم جبيننا عاليا فرحين بوطن الصمود والعز والفخر. هنيئا لأردننا بعيد استقلاله المجيد وكل عام وشعبنا الأردني بخير راجية من الله ان يرفع عنا هذا البلاء والوباء وان يحفظ الانسانية جمعاء.اضافة اعلان