"أريكسون" تنفق 3.6 مليار يورو على البحث والتطوير خلال العام 2011

شبان يرتادون مقهى إنترنت في عمان - (أرشيفية)
شبان يرتادون مقهى إنترنت في عمان - (أرشيفية)

ابراهيم المبيضين

عمّان - قال المدير الإقليمي لشركة "إريكسون" لمنطقة شمال الشرق الأوسط طارق السعدي ان الشركة انفقت 3.6 مليار يورو (4.5 مليار دولار) على البحث والتطوير خلال العام 2011، لافتا الى أن الشركة تملك أكثر من 30 ألف براءة اختراع. اضافة اعلان
وقال السعدي قطاع الاتصالات سيشهد نموا كبيرا خلال السنوات المقبلة حول العالم وفي المنطقة، سيعزّز ذلك ثلاثة عوامل رئيسية: الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت عريضة النطاق فائقة السرعة، وانتشار استخدام الاجهزة المتنقلة، والاتجاهات المتزايد لتبني تقنية الحوسبة السحابية.
وتوقّع في حديث صحفي لـ "الغد" ان تشهد السنوات القليلة المقبلة انتشارا واستخداما متزايدا لخدمات الإنترنت عريضة النطاق فائقة السرعة والتي تعتمد على شبكات الجيل الثالث وما بعد الجيل الثالث وحتى الجيل الرابع، ما سينجم عنه تضاعف حجوم البيانات التي يجري تداولها عبر الشبكة العنكبوتية، مشيراً الى انّ الدراسات تشير الى انّ اكثر من 80 % من مستخدمي اجهزة المحمول سيكون بامكانهم الحصول على الإنترنت المتنقل فائق السرعة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقال السعدي "أصبحت الشبكات المتنقلة ذات النطاق العريض واحدة من ضرورات الحياة"، وذلك لما توفره هذه الشبكات من إمكانيات للوصول إلى الإنترنت أينما ذهب المستخدم.
واضاف ان قطاعات الاتصالات تنمو بشكل سريع جدا، لتتيح خدمات ومنتجات جديدة تركز أكثر فأكثر على حاجات واهتمامات العملاء المتوعة والمتطورة ، لافتا الى ان "سرعة التغيير"  تعتبر ابرز ميزة للقطاع؛ مضيفاً " ونعتقد أن شركات الاتصالات ستستمر في تبني أحدث وأفضل الحلول التكنولوجية لتواكب التغيير المتسارع لاهتمامات واحتياجات المستخدمين والعملاء".
وبالنسبة للأردن؛ قال السعدي " إن الطلب على خدمات الاتصال بالإنترنت عبر الهواتف الخلوية، هي في تزايد مستمر، ومن هنا كان تركيز مشغلي الاتصالات المحليين على تلبية احتياجات قاعدة العملاء المتزايدة وتزويدهم بأفضل خدمات التغطية والاتصال الإلكتروني عبر الهواتف".
  واضاف"نؤمن في اريكسون بأن المنطقة عامة والأردن خاصة يتمتع بإمكانات عالية"، مشيرا الى ان الشركة العالمية - سويدية الاصل -  كان لها حضور في السوق الأردنية على مدار 30 عاما.
وقال " نسعى للاستمرار في اعمالنا على مدى سنوات مماثلة، وسنستمر في بذل كل جهد للمساهمة في تطوير قطاع الاتصالات الأردني".
وكان تقرير أعدته شركة "إريكسون" حول "حجم تدفق البيانات وسوقها" في ايلول 2011 أن منطقة الشرق الأوسط تتمتّع بأحد أعلى المعدلات في عدد مشتركي المحمول في العالم، اذ يبلغ هذا المعدل
96 % للسكان ممن يتمتعون بخدمات الاتصالات المتنقلة، وبالمقارنة نجد أن متوسط عدد مشتركي المحمول يبلغ عالمياً في الوقت الحالي 82 ٪.
وقامت إريكسون بتأسيس مكتب إقليمي في الأردن العام 1983 لتسيير فرص الأعمال المتاحة في الأردن والعراق. وكان هذا المكتب خاملا بعض الشيء حتى العام 1999 عندما عادت الحياة من جديد إلى هذا المكتب نتيجة لمنح الحكومة الأردنية تراخيص هواتف متنقلة جديدة وإطلاقها لمشغل اتصالات جديد في ذلك الوقت.
وعلى صعيد متصل، أكّد السعدي على أهمية البحث والتطوير في جميع القطاعات الاقتصادية وفي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على وجه الخصوص.
ولكن هذه الأهمية تتزايد بحسب ما اشار السعدي مع وجود ثلاثة اسباب اهمها التطور المتسارع في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتطور حاجات ورغبات مستخدمي وسائل الاتصالات الى جانب المنافسة الكبيرة التي يشهدها القطاع والتي اعتبرها ثلاثية تضغط على شركات الاتصالات للتركيز والانفاق على البحث والتطوير والابتكار للخروج بمنتجات وحلول وخدمات تلبي هذه الاسباب.
ويجري استخدام تجهيزات شبكات إريكسون فيما يزيد على ألف شبكة في أكثر من 175 دولة، علماً بأنه يتم إجراء 40 % من جميع الاتصالات النقالة من خلال أنظمة إريكسون. كما تعد إريكسون من الشركات القليلة القادرة على تقديم حلول متكاملة لجميع معايير الاتصالات النقالة الأساسية على المستوى العالمي. وعن مفهوم الاندماج تحدث السعدي قائلاً " نشهد في الوقت الحالي دخول السوق في عهد التقارب، فالفرص باتت متوفرة لكافة اللاعبين الرئيسيين مع ظهور أنواع جديدة من الخدمات، ومن بين هذه الفرص المتاحة زيادة العائدات وتنويع مصادر الدخل والحد من التكاليف الإجمالية للامتلاك، والأهم من ذلك كله الحفاظ على رضا العملاء وتعزيز ولائهم واجتذابهم إلى المزيد من الخدمات، حيث تعد الشبكة السمة المميزة الرئيسة حيث أصبحت توفر سرعة أكبر وقدرات أوسع الآن من العوامل المهمة التي يعتمد عليها تميز الحلول التي يوفرها مزودو خدمات الاتصالات".
وأكد ان الاندماج يشكل فرصة للشركات والافراد، عندما قال " اننا نؤمن أن الاندماج سيفتح آفاقا جديدة أمام الشركات ويلهم الكثيرين لإنشاء مشاريع جديدة ومختلفة للأسواق مما سيعزز من روح الابداع والريادية".  واوضح  انّ " الإندماج يقود الى مجتمع متطور شبكياً"؛ من خلال الجمع بين الإمكانات المتنقلة، وخدمات النطاق العريض، وتقنيات الحوسبة السحابية، والتطبيقات والخدمات، سيكون لدينا مجتمع متمكن يتوفر فيه المزيد من فرص العمل والرخاء للناس في مختلف أنواع الاقتصادات".
واضاف السعدي " لكي نحقق رؤية التحول الى مجتمع شبكي بالكامل والوصول إلى عالم متقارب تكنولوجياً، نحتاج إلى التفكير في آفاق أوسع خارج حدود التكنولوجيا التقليدية من أجل ابتكار نماذج أعمال جديدة يمكن أن تساعد في تحقيق النمو المستدام للجميع، حيث تعتبر خدمات الإنترنت المتنقل عريض النطاق نقطة البداية بالنسبة لنا في الشرق الأوسط حيث ستساعدنا على الارتقاء بمستوى حياتنا واقتصاداتنا نحو الأفضل".
وقال " تتيح التكنولوجيا الرقمية حالياً الوصول إلى كل من خدمات الاتصالات التقليدية والجديدة، سواء المتعلقة بالبيانات أو الصوت أو الصورة، التي يجري تقديمها عبر شبكات مختلفة. وتمثل التطورات الجديدة مثل الخدمات عبر الإنترنت إلى جانب الأنظمة التلفزيونية الحديثة مثل تصفح الإنترنت عبر التلفزيون، فضلاً عن نقل المحتوى عبر الأقمار الصناعية الرقمية وأجهزة مودم كابلات الاشتراكات التلفزيونية، والبريد الإلكتروني والبيانات وتقنيات الوصول إلى الشبكة العالمية عبر شبكات الهاتف المحمول، أمثلة ملموسة على الإمكانات الواسعة التي يمكن أن يسهم من خلالها التقارب في إثراء حياة مختلف شرائح المجتمع، كما تسلط هذه التطورات الضوء على التغيير الذي طرأ على نطاق وتنوع الاتصالات التقليدية والخدمات الإعلامية".
واشار السعدي ان تقنية الحوسبة السحابية تعد فرصة كبيرة لشركات الاتصالات نظراً لتعزيزها لقيمة شبكات تلك الشركات بطرق متعددة، وإسهامها في خلق وظائف جديدة وتحقيق إيرادات إضافية، وفي الوقت نفسه تسريع الرحلة نحو المجتمع الشبكي ومن خلال تقديمها للخدمات السحابية، تحظى شركات الاتصالات بفرصة توليد مصادر دخل متعددة من نفس الوظيفة؛ واحتساب رسوم على المستخدمين النهائيين لمستوى معين من جودة الخدمة واحتساب رسوم أخرى على مقدمي الخدمات السحابية لجودة الخدمة كذلك"
وقامت اريكسون سعيا منها في دعم خدمات الحوسبة السحابية بالإعلان عن اتفاقية حصرية واستراتيجية مع "اكامي"  لتحسين مستويات الأداء الفني لخدمات الحوسبة السحابية بما يسهم في تمكين المجتمع الشبكي من خلال تقديم افضل منصة متكاملة ومتطورة لخدمات وأداء الهواتف المحمولة وتطبيقاتها الى جانب التحسين المستمر للأداء الفني للحوسبة السحابية لعملاء اريكسون.
اضافة الى ذلك، شاركت إريكسون مؤخراً مع المجتمع التنظيمي في جميع أنحاء المنطقة من أجل المساعدة في وضع سياسات تسهم في تطوير نظام بيئي سحابي صحي، ولا سيما في مجالات مثل الأمن، والموثوقية، والخصوصية، والأداء والصلاحيات، على سبيل المثال لا الحصر.

[email protected]