أزمات سير

خلال الأيام الماضية، وبعد أن أخرت الحكومة دوام الموظفين إلى الساعة العاشرة صباحا بسبب الظروف الجوية وحالة الانجماد ولحماية المواطنين من حوادث الطرقات، شهدت شوارع العاصمة عمان أزمة سير خانقة. والغريب أن أزمة السير لم تكن في الأوقات التي من المتوقع أن تحدث فيها مثل هذه الأزمات. اضافة اعلان
فبحسب ما هو متوقع، فإن أزمات السير يجب أن تقع فيما بين الساعة التاسعة والنصف والعاشرة صباحا، أي قبل موعد الدوام الرسمي بنصف ساعة، وليس بعد ذلك، لأنه من المفروض أن تشهد نصف الساعة هذه توجه الموظفين إلى أماكن عملهم من وزارات ومؤسسات وبنوك وغيرها. وفي حال تأخر بعض الموظفين، فإن الأزمة تمتد لنصف ساعة بعد العاشرة صباحا. لكن أن تحدث الأزمة بعد العاشرة، وتكون في أقصى حالتها ما بين الحادية عشرة والثانية عشرة، فهذا الواقع غير مفهوم وغير مبرر على الإطلاق.
فخلال الأيام الماضية، شهدت الشوارع في غالبية مناطق العاصمة، ما بين الساعة العاشرة والثانية عشرة، أزمات سير خانقة وشديدة، أدت إلى مشاكل وتسببت بأضرار للكثير من المواطنين الذين اضطروا للخروج في مثل هذه الأوقات.
إن تكرار الأزمات الخانقة في الأوقات التي ذكرناها، يعني أن الكثير من الموظفين لم يلتزموا بموعد الدوام المحدد من قبل رئيس الوزراء د. عبدالله النسور، وأن الغالبية تأخرت في الذهاب إلى المؤسسات والهيئات والوزارات التي تعمل فيها. وقد يكون هذا السبب الأبرز لأزمات السير التي حدثت مؤخرا، لكن أكيد أن هناك أسبابا أخرى، منها عدم دقة برمجة بعض إشارات المرور. وهذا سبب أزمات غير متوقعة في بعض التقاطعات التي لم تشهد سابقا أي أزمة سير. فبعض المسارب خصص لها وقت قليل من فتح الإشارة باللون الأخضر وحتى إغلاقها باللون الأحمر، ما أدى مع كثافة أعداد السيارات إلى أزمة سير خانقة على هذه الإشارات، بحيث كان تجاوز هذه الإشارات لا يستغرق دقائق معدودة، فارتفع ليصل إلى 40 دقيقة بالحد الأدنى. لذلك، من الضروري أن تعيد الجهات المختصة في أمانة عمان الكبرى النظر ببرمجة إشارات المرور، وخصوصا على التقاطعات التي تشهد أزمة سير دائمة، بحيث تتم زيادة الوقت المخصص للمسارب التي تشهد كثافة مرورية.
طبعا، أزمات السير الحالية كانت في ظل ظروف استثنائية وطوارئ، ولكن كما نعرف جميعا، فإن أزمات السير صفة دائمة لشوارع العاصمة، وخصوصا في الصباح وفي ساعات بعد الظهيرة، عقب انتهاء دوام الموظفين.