أزمة لبنان تخلخل محور الشر

يديعوت أحرونوت

سمدار بيري 23/7/2010

العلاقات الوثيقة بين إيران وسورية أصبحت على شفا أزمة. والشرخ هو نتيجة المواجهة الداخلية في لبنان، بين الحكومة بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري وقيادة حزب الله. في الحرس الثوري يقدرون بأن الرئيس السوري بشار الأسد يعتزم هجر حزب الله كي يدفع الى الأمام بخطته لإعادة السيطرة على لبنان.

اضافة اعلان

"السيطرة السورية على لبنان قد تفشل خطة الإيرانيين استغلال لبنان كقاعدة استراتيجية متقدمة في حالة مواجهة عسكرية أو الهجوم على أهداف في إيران" يشرح مصدر اسرائيلي مطلع. وحسب أقواله فإنه "على الرغم من الحلف الاستراتيجي الوثيق والتعاون الأمني بين إيران وسورية، فإن علاقة الملالي الإيرانيين بالأسد فترت. ولو أن الأمر بأيديهم لاختاروا التعامل مع رئيس سوري غيره"، خصوصا أحد قيادات "جماعة الإخوان المسلمين السورية".

الأزمة الداخلية في لبنان بلغت هذا الأسبوع ذروة جديدة، في أثنائها استدعى الأسد رئيس الوزراء الحريري الى "لقاء لتنسيق الخطوات". وفي الأيام القريبة المقبلة سيجري الأسد زيارة رسمية الى لبنان. وبالتوازي استدعى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مسؤولين كبارا في الحكم اللبناني كي يحذر من أن لبنان يتعاون مع "لجنة التحقيق الصهيونية"، على حد تعبيره، التي تحقق في ملابسات اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري التي يفترض أن تنشر قريبا استنتاجاتها.

في دمشق، في بيروت وفي طهران يستعدون للنتيجة: سوف يلقي رئيس اللجنة الدولية القاضي الكندي دانييل بلمر، المسؤولية عن اغتيال الحريري الأب على حزب الله، وهذا يبرئ سورية من التهمة. استنتاجات اللجنة ستنشر على مرحلتين: في أيلول المقبل ستعلن أسماء ثلاثة حتى خمسة أشخاص من حزب الله كمذنبين في الاغتيال، فيما أنه مع نهاية هذه السنة سيعلن عن أسماء نحو 20 من رجال حزب الله الكبار والصغار ممن شاركوا في العملية. ولاستباق المرض بالعلاج اعتزم نصرالله الكشف عن "قضية التجسس الهاتفي" التي استخدمها الموساد زعما في لبنان ليثبت ادعاءه بأن حكومات لبنان في الـ 15 سنة الأخيرة - وعلى رأسها حكومة الحريري - تعاونت مع الاستخبارات الإسرائيلية. حكومة لبنان، التي كشفت عن نيته، قررت أن تنشر بنفسها القضية وتنفذ موجة من الاعتقالات.

في مؤتمر صحافي عقده أمس في بيروت أوضح نصرالله بأنه لن يقبل باستنتاجات اللجنة واتهم حكومة الحريري قائلا: "باعونا من أجل مؤامرة اسرائيلية - أميركية. لفقوا ضدنا براهين على تصفية الحريري. استأجروا شهودا ضدنا. دفعوا لهم الأموال وعلموهم ما يقولونه للمحققين كي يحيكوا لنا قضية". وحذر من أن "لبنان سيرتعد" مع نشر الاستنتاجات.

والى هذه المعمعة السياسية والأمنية في لبنان دخل الرئيس السوري، الذي يسعى الى إعادة السيطرة على الدولة التي اضطر جنوده الى تركها قبل خمس سنوات فقط. على هذه الخلفية حذر الإيرانيون الأسد والرئيس اللبناني ميشيل سليمان: "لا تزعجوا حزب الله". ولكن الايرانيين لا تقلقهم فقط خطوات الأسد في لبنان - بل وايضا تحسن الوضع الإقليمي لسورية في أعقاب التحالف مع تركيا والمصالحة مع المملكة السعودية.