"أسئلة الإبداع وإشكالاته" لجمعة.. البحث عن الشخصية المبدعة

Untitled-1
Untitled-1
عمان-الغد - أقامت جمعية النقاد الأردنيين بالتعاون مع منتدى الرواد الكبار، أول من أمس ندوة حول كتاب "أسئلة الإبداع وإشكالاته"، للدكتور حسين جمعة الصادر بدعم من وزارة الثقافة، حيث أدارتها الدكتورة دلال عنبتاوي. وقدم المؤلف شهادة حول الكتاب، فبين، أنه حاول في هذا الكتاب الولوج لإشكالية معقدة تتمحور حول قضية الإنسان وجهوده الإبداعية في الحياة والفن -أي الشخصية المبدعة- ودورها في الواقع والمجتمع وكيفية تبلور مقاصدها الفنية وتطورها وانجازها في اعمال ابداعية متكاملة. وأشار جمعة إلى أنه سعى لتتبع العمل الفني عند المبدع من البداية حتى الانتهاء منه، وظهوره في شكل ملموس كتاب، أو لوحة فنية، أو معزوفة موسيقية، أو تحفة معمارية. وبين أن بحثه اتسم بالموضوعية والتقصي الدقيق واتخذ من المنهجية الجدلية سبيلا لبلوغ أهدافه. واوضح جمعة، أنه ارتكز في ذلك على المقاربة النسقية المتكاملة لإنجاز رؤيته وتجسيد مأربه المأمول، وتجلت في تحليل اشكال الوعي المجتمعي والظواهر الاجتماعية والإبداعية، مع الاخذ بالاعتبار مادة هذه الظاهرة أو تلك وخصوصيتها الوظيفية التي تؤديها وفق الترابط الجدلي بين الإنسان والطبيعة؛ أي البيئة والوسط الاجتماعي المحيط بالمبدع/ الانسان، وتقديم تفسيرات علمية لهذه الظواهر. وأشار جمعة إلى أنه اجتهد لإثراء بحثه واكتمال الصورة في أن ينقل بعض الدراسات والأبحاث القيمة والمفيدة في هذا المجال، منها "مراحل العملية الابداعية"، "والالهام". كما بين أنه أتحف عمله بوضع عدد من الملاحق وأهمها ملحق عن "التراث الشعبي"، لاسيما التراث الفلسطيني لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اقتلاع وتشريد وسرقة من قبل الصهاينة، وفي هذا الملحق قدم ترجمة لبحث من أشهر الدراسات في الفولكلور، وهو "الفولكلور.. شكل خاص من اشكال الإبداع" لبيتر بوغاتيرييف ورومان ياكبسون كان قد نشر لأول مرة باللغة الالمانية في العام 1929. واعتبر جمعة، أن مكانة المبدع في العهد الرأسمالي أصبحت في أدنى مستوياتها، "لأن الرأسمالية عدوة للإبداع عامة والفكر خاصة، بعد أن تحولت جميع الأشياء والقيم إلى سلع تباع وتشترى، وأصبح المبدع أسير السلطة ولسان حالها، وفي حالة عدم الخضوع لهيمنة السلطة، فانه يتعرض للفاقة والموت جوعا". وتابع "وهنا نرى بعض حالات هرولة المبدع نحو السلطة والركض وراء الجوائز التي تمنحها السلطة والمؤسسات الدولية المشكوك في نواياها"، كما حصل مع الكاتب الروسي جنكيز ايتماتوف الذي زار الكيان الصهيوني ظنا منه أن الزيارة تمنحه جائزة "نوبل" مما أضر بسمعته ومكانته الإبداعية. بدوره، استعرض د. زهير توفيق أبرز ملامح الكتاب، مشيرا إلى أن فكرته تقوم على البحث عن مفهوم الإبداع، والسعي لتقصي بعض أسرار الإبداع الروحي التي ما يزال يكتنفها الغموض والالتباس وتثير كنوز النشاط الإبداعي. وبين توفيق أن المؤلف ربط بين الجمال والوعي الجمالي والذائقة الجمالية المتطورة والخيال الواسع الفسيح والتخيل الفني العميق الذي ينتشل الأحاسيس الجمالية الخارجية ويثريها ويحولها إلى مكابدة تسمو بها إلى ما هو رفيع وسام ومثالي. وزاد توفيق، أن المؤلف، بين أن الخيال من أهم منابع الإبداع وأخطرها في سائر مجالات الحياة، وأن حضوره في الإبداع الفني له أريج خاص ووهج لافت لا يستغنى عنه؛ فالإبداع لا يقوى بدون تخيل؛ لأن التخيل ميزة الوعي الإنساني وأهم صفاته وملامحه وإنجازاته المنوطة بقوة التجربة واتساعها، فالمخيلة الإبداعية شرط أساسي للإبداع والانتاج المثمر ودورها أساسي في شتى مجالات الحياة والنشاط العقلي والعملي للناس جميعا. وقال توفيق، إن الحدس الفني، بحسب الكتاب "من أهم ركائز الموهبة وأنه سيرورة بدون وعي أو منطق تتأتى نتيجة الوعي الباطن المعتم، فإن معظم الدارسين يجمعون على وجود تناقض حاد بين الحدس والتفكير المنطقي العقلي، وأن أخطر من تابع تلك المسألة هو الفيلسوف الفرنسي هنري بيرغسون.اضافة اعلان