أسئلة متشددة لرئيس الأركان

أسرة التحرير: هآرتس

في ظل التطورات السريعة في القضية التي لقبت باسم "وثيقة غلانت"، في غير مصلحة اللواء قائد المنطقة الجنوبية، والتعتيم الشرطي الذي يصدر عنه فتات من المعلومات حقيقتها موضع شك جزئي او كامل، ينبغي الامتناع عن اقوال قاطعة قبل انتهاء التحقيق. مفهوم تخوف رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي من التدخل العلني في اجراءات التحقيق، ولكن عليه أن يعرف أن الجمهور ينتظر بفارغ الصبر شروحاته. الجنود الذين يأتمرون بإمرته والمواطنون الذين ثقتهم حيوية لأداء الجيش يستحقون الاجوبة؛ وذلك ايضا لأنه يسترق الشك من أن تكون أمور امنية اخرى، في التزود بالسلاح بل وفي العمليات، تتضرر من الاجواء الصعبة في جهاز الأمن.

اضافة اعلان

الى يد اشكنازي وصلت قبل اشهر خطة مزعومة من مكتب مدني للعلاقات العامة لإعطاء دفع لترشيح اللواء يوآف غلانت لرئاسة الاركان التالي، تشويه سمعة اشكنازي، المس بالألوية المنافسين لغلانت وذكر ضباط آخرين. وقد امتنع اشكنازي عن استيضاح الأمر الى أن جاء كشف الوثيقة في القناة 2 وانفجرت أمام ناظر الجميع القنبلة اليدوية التي وضعت على طاولة رئيس الأركان. في الوقت الذي مر تعكرت الاجواء في قيادة الجيش ونشأت قطيعة بين رئيس الاركان ووزير الدفاع. فقط عندما دعي لتقديم إفادته سلم اشكنازي الوثيقة لمحققي الشرطة.

لماذا لم يعمل رئيس الاركان؟ ما الذي انتظره بالضبط؟ كيف تصرف في السنوات الثلاث السابقة حين كان يرى أوراقا مشكوكا فيها، مصدرها ليس معروفا ولكن تأثيرها مدوٍ، بمثابة "لا دخان بدون نار"، في الوقت الذي من يحتمل أن يتضرر منها غير عالمين بالهمس من خلف ظهورهم؟

هل حرب الجنرالات في القيادة الاسرائيلية خطيرة جدا لدرجة أن رئيس الاركان لا يتجرأ على الحديث في ذلك مع وزير الدفاع بل ولا يستدعي إليه اللواء الذي يشك في ان مؤيديه هم الذين وضعوا الخطة، ووضعها امامه ومطالبته بالشروحات؟ ولماذا تظاهر اشكنازي بالسذاجة ولم يبشر الجمهور عند بدء التحقيق بان الورقة كانت لديه على مدى فترة طويلة؟

يمكن لنا أن نتوقع من الفريق اشكنازي، كموظف يخدم الجمهور بتفان بالبزة العسكرية، ان يجد في أقرب وقت ممكن السبيل لايضاح موقفه وتطهير الاجواء في الجيش الاسرائيلي.