أساطير داحضة

يديعوت أحرونوت

 

اسحق بن يسرائيل 15/8/2012

 

1 - ايران الذرية هي تهديد وجودي لإسرائيل. وقنبلة ذرية واحدة ستقضي علينا. إن قطر القتل للقنبلة الذرية من النوع الذي تطوره ايران اذا أصابت مركز تل ابيب يتراوح بين 500 متر الى 1000 متر، وعدد القتلى المتوقع نحو من 20 ألف انسان. هذا عدد كبير فظيع لكن ليس الحديث عن القضاء على الدولة ولا القضاء على المدينة. ففي العالم قنابل أكبر (القنابل الهيدروجينية) لكنها ليست في حوزة ايران.اضافة اعلان
2 - سيكون لايران قنبلة ذرية بعد بضعة اشهر. يتعلق الوقت الذي سيكون لإيران فيه قنبلة ذرية بعاملين هما قرار ايراني ورد العالم. عند الايرانيين اليوم عدد كاف من الآلات (آلات الطرد المركزي) والمواد الخام (اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة) كي يُنتجوا في غضون بضعة اشهر الى سنة مادة انشطارية (التخصيب بدرجة عالية) للقنبلة الذرية الاولى. لكن الايرانيين لا يفعلون هذا. فهم يخشون (وبحق) من أنهم اذا انتقلوا الى التخصيب العالي فإن العالم (اسرائيل والولايات المتحدة) سيهاجم المنشآت في خلال الزمن المطلوب لاستخلاص اليورانيوم ولن تكون عندهم قنبلة في نهاية الامر. ولهذا ينتظرون ويجمعون في اثناء ذلك قدرا يزداد من المادة الخام، وهذا هو الوضع منذ بضع سنين وقد يستمر ما بقي التهديد بالهجوم يغشاهم.
3  - ان قصف منشآت التخصيب سيمنح زمنا ضئيلا ولهذا لا يُستحسن. وقد كان هذا ايضا زعم معارضي القصف للعراق في 1981. فقد أحرز القصف هناك ايضا "ربح زمن": فقد اتجه صدام حسين الى التخصيب الالكترومغناطيسي وفي 1991 بدأ انتاج اليورانيوم المخصب. بيد أنه جاءت آنذاك حرب الخليج الاولى التي قُصفت فيها منشآت التخصيب، وأُتيح ربح زمن آخر. والنهاية معلومة فقد تم القضاء على صدام قبل ان يحرز قدرة ذرية. ولقد قال حكماؤنا من قبل ان الزمن ليس أمرا يُستهان به؛ وفي الاثناء إما ان يموت الكلب وإما ان يموت السارق.
4 -  يحسن ان يقصف الاميركيون لا نحن لأنه سيقل آنذاك خطر رد ايراني علينا. لا يرى الايرانيون فرقا بيننا وبين الاميركيين. فقد أعلنوا، ويُقدر جميع الخبراء أنهم سيفون بكلامهم، إنهم في كل حال قصف سيردون على اسرائيل ايضا وعلى القوات الاميركية في الخليج.
5 - القصف سيبدأ حربا فظيعة بين ايران واسرائيل تضر بالجبهة الداخلية اضرارا شديدا. ليست القدرة الايرانية على اصابتنا اليوم (دون سلاح ذري) كبيرة. يستطيعون بالطبع اطلاق صواريخ الارض – ارض التي لديهم. واذا أخذنا منظومة صاروخ "حيتس" في الحسبان فإنه يمكن ان نفترض ان يكون عدد الصواريخ التي تخترقها في الأكثر ضعف أو ثلاثة أضعاف ما أصابنا في حرب الخليج الاولى. ورؤوس الصواريخ ودقتها مشابهة، ولهذا سيكون الضرر في اسوأ الحالات معادلا ضعفي أو أربعة أضعاف ما كان آنذاك. وعدد القتلى المتوقع هو من منزلتين. وقد يكون ضعف ذلك في حالة سوء حظ. ان 100 قتيل أو 200 أمر فظيع لكن ليس الحديث عن "كارثة" قومية. هذا إلى أن زمن الانذار سيكون هذه المرة أكثر من عشر دقائق. ومن المحتمل ان ينضم حزب الله الى الاحتفال ويطلق قذائفه الصاروخية، لكن اذا افترضنا ان الجيش الاسرائيلي لن يكرر خطأ 2006 وسيعمل على سيطرة سريعة على مناطق اطلاق الصواريخ في لبنان – فإنه يمكن ان نفترض ان يكون الضرر ضئيلا في سعته ومدته.
6 - لا تساعد العقوبات لأن الايرانيين ليسوا عقلانيين. للعقوبات تأثير ملحوظ في الاقتصاد الايراني المنطلق الى الأمام في مسار مائل: فهناك تضخم مالي يبلغ مئات الدرجات المئوية كل سنة وتحديد لمقادير الوقود وانخفاض حاد للانتاج الوطني وما أشبه. وقد استُعملت العقوبات المؤلمة حقا الآن فقط وأصبحت علاماتها واضحة. صحيح ان المسارات الاقتصادية بطيئة نسبيا لكن حينما تنضج قد تفضي حتى الى تبديل نظام الحكم. ان النظام في ايران ديني متطرف لكنه ليس غير عقلاني بل بالعكس لأن قراراته وأعماله الى الآن عقلانية بيقين. وصحيح ان له أهدافا وسلم قيم تختلف جوهريا عن القيم الديمقراطية الغربية لكنه أظهر الى الآن قدرة على المرونة والبراغماتية ملحوظة بقصد احراز أهدافه. ويرى العالم ان اسرائيل أصبحت قوة من القوى الذرية وهذا تقدير يعيه الايرانيون مهما يكن النظام متطرفا.
7 - يُحتاج الى قرار حاسم – فإما الهجوم وإما التسليم لايران الذرية. السؤال الحقيقي هو ما هي الطريقة الصحيحة للوصول الى غاية ان تكون ايران بلا قنبلة ذرية. ان جميع خبراء الأمن يعارضون ان تكون ايران ذرية لا بسبب خطر إلقاء قنبلة ذرية على تل ابيب بل بسبب المسار المتسلسل الذي سيفضي الى شرق اوسط ذري وامكانية انتقال القنبلة الذرية أو تسليمها الى منظمة ارهاب. ان الاختلاف هو في التوقيت وفي أفضل بديل للوصول الى الهدف فقط.
والخلاصة هي ان الواقع ليس فيه تأييد لميل المؤيدين للهجوم الى رؤيته ضرورة حيوية لا يوجد شيء أهم منها وتجاهلهم سائر الاعتبارات، وكذلك ايضا ميل معارضي الهجوم الى ان يرونه كارثة قومية. فالحديث عن أمر مركب له وجوه الى هنا وهناك.