‘‘أسبوع الأكل الأردني‘‘ يستحضر بيوت الجدات بنكهة شبابية - فيديو

ديما محبوبة

عمان- على كل أردني لا يعرف المكمورة.. الكعاكيل.. المجللة.. اللزاقيات.. الرشوف.. وأقراص العيد، مراجعة حساباته، والتوجه مباشرة إلى جاليري رأس العين، خلال الفترة بين 18 و24 من الشهر الحالي.اضافة اعلان
هناك سيجد منتجا أردنيا أصيلا، لم نعد نرى منه الكثير سوى في القرى وبيوت الأجداد؛ إذ سيستمتع الزائر بتذوق مأكولات بلدية أصيلة، صنعتها سيدات ماهرات يتبعن أساليب صحية وعضوية في الطهي.
روعة التجربة تبدأ من الشارع الرئيسي؛ حيث يقف شباب ورجال سير يحملون راياتهم الحمراء، لمساعدة الزائرين على الوصول إلى الجاليري، من دون التعرض إلى خطر حوادث الدهس من السيارات الدالفة من منطقة المهاجرين إلى وسط البلد.
تقابل الزائر بعدها روائح الطعم الأردني الأصيل الممزوجة بسلاسة ببعض أنواع الطعام العالمي، يتصدرها البرغر والبيتزا وأجنحة الدجاج، التي باتت جزءا لا بتجزأ من تقاليد طعام الشباب الأردني.
في "أسبوع الأكل الأردني"، يحاول القائمون عليه التعريف بالعادات والتقاليد الأردنية من خلال مأكولات شعبية؛ إذ تحاول البلدان الحفاظ على تراثها وتاريخها بكل ما يمكن من الشخصيات والقصص، والأزياء والعادات والتقاليد والطعام.
هذا الأسبوع يهدف أيضا إلى ربط أصحاب المشاريع الغذائية المنزلية بأسواق جديدة، بتنظيم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID" واستضافة أمانة عمان الكبرى، برعاية وزيرة السياحة لينا عناب، وأمين عمان الدكتور يوسف الشواربة.
ويعد "أسبوع الأكل الأردني" احتفالا وطنيا على مدار أسبوع كامل بالمطبخ المحلي والأغذية الحرفية وتجارب فن الطهي، ويعرض الأطباق التقليدية، مع التركيز على الجودة غير المسبوقة لمنتجات أصحاب المشاريع المنزلية.
وسيضمّ الحدث أكثر من 100 منتج ومنتجة للأغذية الحرفية و30 مطعما من مختلف أنحاء المملكة سيبيعون منتجاتهم الغذائية المصنعة بمكوّنات محلية.
واحتلت العديد من الجمعيات الخيرية من جميع مناطق المملكة مساحة كبيرة في "أسبوع الأكل الأردني"، فعرضت جمعية سيدات تل الرمان بإشراف السيدة إلهام العدوان والقادمة من قرية تل الرمان، العديد من المعجنات كـ"أقراص الزعتر البلدي المعجونة بطحين القمح البلدي وزيت الزيتون البلدي والسماق البلدي".
وعبرت عن مدى سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية، وتحدثت عن أهميتها بأن يتم الترويج للعديد من المأكولات الأردنية الأصيلة ذات الصنع اليدوي وبجودة عالية، وبينت أنه وعلى مدى سبعة أيام ستعرض أصنافا متنوعة بأيدي سيدات المطبخ الإنتاجي في جمعية سيدات تل الرمان.
وستروج للمنسف والمقلوبة وأقراص العيد والزعتر وخبز الشراك المخبوز بالقمح البلدي المشهورين به في قريتهم وسيتم الترويج للمصنوعات الغذائية للجمعية.
ومن اللافت للانتباه وجود عدد من المروجين للمزروعات العضوية الفريدة في الأردن، ومن ضمنها مزارع الموجب العضوية لصاحبها عبد الرحيم جردانة الذي كانت بدايته بمزرعة خاصة يزرع فيها الكثير من أنواع الخضار والفواكه، وهي زراعة عضوية لأهل بيته فقط، لكن تم توسعة المشروع وبات يبيع منها محاصيل فريدة.
فتحدث أحدث المسؤولين في نقطة البيع لهذه المزرعة، محمود هزاع، أنهم يهتمون بزراعة بعض أنواع الفواكه المميزة والفريدة غير الموجودة في الأردن، كـ"الشمام شانيين" والتوت البري.
وأشار إلى اهتمامهم بالدواجن في المزرعة والابتعاد عن الأعلاف المصنعة؛ إذ تتم تربيتهم كما في القرى، وينطلقون للبحث عن طعامهم في المزرعة.
ويؤكد أن المشاركة في هذه الفعالية ستسهم في تمكين أصحاب المشاريع المنزلية من الوصول إلى أسواق جديدة وزيادة عوائدهم، وإبراز مكانة الأطعمة الأردنية التقليدية، وتكوين انطباعات جديدة حول المطبخ الأردني لدى كل من المستهلكين المحليين والسوق العالمية.
ومن المطابخ الأردنية التي كانت في فعالية أسبوع الأكل الأردني مطبخ سوسن للتواصي، وهو مطبخ إنتاجي بدأ بسوسن التي شجعت والدتها كثيرا على هذه الخطوة لما لها "نفس في طهي الطعام"، حسب وصفها.
وبدأتا العمل من المنزل بطهي الطعام الأردني؛ كالمنسف والخرفان المحشية والمعجنات والقراص وورق العنب والكثير من المأكولات الشعبية، ومع زيادة التواصي وكثرة الزبائن وجدتا أن عليهما التوسع بمطبخ مجهز، ليتحمل الطلبيات ويمكن من خلاله توظيف بعض السيدات لتقديم المساعدة وتوفير فرص عمل لهن.
وما يلفت الانتباه مرطبانات منمقة تحمل بداخلها العديد من الأصناف الغذائية المحببة للأردنيين والمصنوعة منزليا من اللبنة البلدية المعجونة بحبة البركة "القزحة"، ومرطبانات المقدوس والمربى بأنواعه كافة، والمخللات، تحت عنوان الماركة التجارية "مشكل".
ويتحدث مؤسس شركة "مشكل"، إيهاب العاصي، أن هذه الشركة أسسها وبدأ العمل عليها طالب جامعي يسوق من خلالها منتجات تجيد ربات البيوت صنعها، ولا يملكن مهارات ترويجها، وتحت مواصفات معينة في الصنع فلا يكون فيها اختلاف في كل مرة والعمل على تغليفها وتسويقها.
ومن عجلون جاءت أميمة المومني بمطبخ "سماقة" لعرض منتجات بلدية يصنعها المطبخ الإنتاجي لجمعية كفاح التعاونية، مبينة أن المميز في منتجاتهم الغذائية هو استخدام الخضراوات العضوية من مزارع خاصة تابعة للجمعية يتم الإشراف عليها بأن تقوم بالزراعة العضوية.
وكانت تعرض بعض الأعشاب البرية التي تبيعها الجمعية، ومنتجات "المونة المنزلية" من لبنة ومخللات، وتقديم صنفين يشتهر مطعم "سماقة" فيهما وهما: الصاجية بالدجاج واللحم.
ومن عراق الأمير، شاركت جمعية سيدات عراق الأمير التعاونية من خلال مطبخها الإنتاجي؛ حيث قامت خمس سيدات من المنطقة بعرض المخبوزات البلدية والمسخن بالزيت البلدي. فشكلت لهن هذه الفعالية فرصة غير مسبوقة لبيع منتجاتهن لسوق أكبر والتعامل مع قاعدة عملاء أوسع نطاقا.
وتعليقا على الحدث، قالت نائب مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الأردن، نانسي إيسلك: "يعد الطلب على المنتجات محلية الصنع محفزا لهذه المشاريع في تطوير منتجات جديدة وتعزيز مستويات الجودة وإيجاد المزيد من فرص العمل، وهذا هو الأساس لتشجيع النمو الاقتصادي المستدام لدى المجتمعات المحلية في المملكة".
يذكر أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تقدم دعمها للمشاريع المنزلية في مختلف المراحل، بدءاً من مرحلة تطوير المنتج، إلى التوزيع وفرص التدريب والاستشارة القانونية، ووصولاً إلى التمويل والربط بأسواق أكبر.
ومن الجدير بالذكر، أن أسبوع الأكل الأردني ينظم بدعم من مشروع مساندة الأعمال المحلية الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتحت رعاية كل من أمانة عمّان الكبرى، ووزارة السياحة والآثار، وكلية لومينوس الجامعية التقنية.