أسبوع حاسم أمام الائتلاف المناهض لنتنياهو

القدس - تقترب دولة الاحتلال الإسرائيلي من نهاية حقبة بعد إعلان ائتلاف متنوع في اللحظة الأخيرة يمكن أن يطيح خلال أيام بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الذي شغل المنصب لأطول في تاريخ الدولة العبرية التي أكدت واشنطن دعمها الثابت لها أيا تكن الحكومة.اضافة اعلان
ويتكون هذا الائتلاف غير المسبوق من ثمانية أحزاب - اثنان من اليسار واثنان من الوسط ، وثلاثة من اليمين وحزب عربي - تتبنى مواقف متناقضة في كل القضايا باستثناء الرغبة في إزاحة نتنياهو عن السلطة.
ويفترض أن يصوت البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) على الثقة في فريق الحكومة خلال أسبوع. لكن نتنياهو بدأ من أول من أمس مضاعفة محاولاته لزعزعة الاتفاق على أمل حدوث انشقاقات في الائتلاف في اللحظة الأخيرة.
وكتب في تغريدة على تويتر كسر فيه الصمت الذي يلتزمه منذ إعلان الاتفاق "يجب على جميع النواب المنتخبين بتأييد اليمين معارضة هذه الحكومة اليسارية الخطيرة".
وعبر حسابه الشخصي على تويتر دعا نتنياهو حزب الليكود الذي يتزعمه حلفاؤه اليمينيين السابقين إلى "سحب" توقيعاتهم "الآن".
كان دعم زعيم الحزب اليميني المتطرف يمينا والحليف السابق لرئيس الوزراء نفتالي بينيت، حاسمًا في تشكيل الائتلاف المناهض لنتنياهو.
أكدت واشنطن أول من أمس ان الولايات المتحدة ستبقى في كل الأحوال حليفة للدولة العبرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين إن واشنطن ستبقي على "دعمها الثابت" لإسرائيل "مهما حدث وايا تكن الحكومة"، مؤكدا أنه "لن يتغير شيء حتى لو تغيرت الحكومة".
كما أكد نية واشنطن المساعدة في إعادة بناء مخزون الدرع الإسرائيلية المضادة للصواريخ الذي استخدمت صواريخه بكثافة خلال النزاع الذي استمر 11 يوما مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في أيار (مايو).
واستمرت المفاوضات التي أفضت إلى هذا الاتفاق أياما عدة على خلفية إشاعات وضغوط وتوتر.
وكان يائير لبيد زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي أعلن أنه "نجح في تشكيل حكومة" قبل انتهاء المهلة بعشرات الدقائق منتصف ليل الاربعاء الماضي، وأنه حظي بدعم من 61 نائبا (من أصل 120).
ويفترض أن ينهي لبيد أزمة سياسية استمرت عامين تخللتهما أربع انتخابات بدون تشكيل أي حكومة مستقرة.
وأدت الأزمة إلى حالة من الاستقطاب بين الإسرائيليين، بين الذين يرون في هذا التحالف الهش "خيانة" لأفكار اليمين واليسار، والذين ارتاحوا لرؤية رئيس الوزراء الثابت في منصبه على وشك الرحيل بعد أكثر من 12 بلا انقطاع في السلطة.
وقالت تشين كوستوكوفسكي التي تقيم في تل أبيب وتشارك في الاحتجاجات ضد بنيامين نتنياهو "كدنا نفقد الأمل ونأمل بعد هذين العامين الصعبين جدا أن نشهد أخيرا عهدا جديدا يعيد الأمل إلى إسرائيل".
ونتنياهو الذي يحاكم في ثلاث قضايا "فساد" هو أول رئيس حكومة إسرائيلي يواجه ملاحقات جنائية أثناء وجوده في منصبه. ويفترض أن يصبح نائبا عاديا من جديد ولن يكون قادرا على استخدام نفوذه لمحاولة تمرير قانون لحمايته.
وشهد مساء الأربعاء الماضي مع توقيع اتفاق الائتلاف من قبل نفتالي بينيت معتمرا القلنسوة والنجم التلفزيوني السابق يائير لبيد الذي أصبح وسيطا ومنصور عباس زعيم حزب عربي اسرائيلي وهم يبتسمون، نقطة تحول في التاريخ السياسي لاسرائيل.
ويشكل عرب اسرائيل 20 % من سكان الدولة العبرية. لكن باستثناء مرتين خلال 71 عاما، بقوا بشكل عام على هامش اللعبة السياسية.
ويعد انضمام القائمة العربية الموحدة التي يقودها منصور عباس إلى ائتلاف حكومي في إسرائيل أول خطوة من نوعها لحزب عربي في الدولة العبرية، لم تؤيدها الأحزاب العربية الأخرى.
وكتب منصور عباس في صفحته على فيسبوك "نوقع اتفاقا تاريخيا لدخول الائتلاف الحكومي يوفر حلولا لمشاكل مجتمعنا العربي الحارقة في مقابل مكاسب وإنجازات هي الأضخم والأوسع لصالح مجتمعنا العربي وميزانيات ضخمة".
ورأى عباس أن هذه الخطوة ستؤدي إلى "ترسيخ مكانة الأحزاب العربية كلاعب مؤثر وشرعي في الساحة السياسية". لكنه لا ينوي المشاركة في هذه الحكومة.
وأكد لبيد الأربعاء الماضي أن "هذه الحكومة ستكون في خدمة جميع مواطني إسرائيل بمن فيهم الذين ليسوا أعضاء فيها، وستحترم من يعارضها وستبذل كل ما في وسعها لتوحيد مختلف مكونات المجتمع الإسرائيلي".
وسيكون نفتالي بينيت المساعد السابق نتنياهو الذي أصبح منافسا له، أول رئيس للحكومة حتى 2023 ثم يحل محله يائير لبيد حتى 2025، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما لم يسقط هذا الائتلاف المتنوع والمنقسم حول المسائل الاقتصادية والأمن والقضية الحساسة المتعلقة بالعلاقة بين الدولة والدين، عبر انشقاقات. ورأت صحيفة "هآرتس" اليسارية في افتتاحيتها أول من أمس أن "تشكيل (هذه الحكومة) حدث ذو بعد تاريخي، لكن يمكننا بالفعل توقع نهاية مريرة ومبتذلة ومؤلمة لها".- (أ ف ب)