أسرة أم خالد.. منزلها يسقفه الصفيح وحياتها تلازمها الحرمان

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي- تعاني أسرة الأربعينية "أم خالد"، وهو اسم مستعار العوز الشديد، بعد أن أصيب زوجها بمرض "الشحنات الزائدة"، لتعيش في بيت متهالك يلتصق بجدرانه الفقر، وتسكنه مرارة الحرمان.

اضافة اعلان


"أم خالد"، التي بدت صابرة على ما عاشته من ظروف قاسية، تخفي دموعها وهي تراقب أطفالها بعين "الحسرة والألم"، فالفقر الذي "لا يرحم" يلازم أيامها.


"لا سند يساعدني على تجاوز حياة كلها آلام وهموم"، تقول أم خالد التي تقطن مع أبنائها الثلاثة الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة، فيما أحدهم يعاني من أمراض مختلفة كما هي تعاني من السكري والضغط".


في غرفتين من طوب وباحة صغيرة وسقف من صفائح الحديد "الزينكو" بمنطقة الشيخ حسين، لواء الغور الشمالي، تعيش الأسرة في منزل فقد معاني الأمان، بعد أن سكنت البيت الأفاعي والعقارب، على حد قول ام خالد، التي أكدت أن "الخوف يلازم الأسرة طوال الوقت".


تقول أم خالد انها اضطرت للسكن بهذا المنزل الذي يفتقد لأدنى الخدمات، بعد أن إجبرت على إخلاء منزل تراكمت أجرته، فيما يعود بيتها الحالي الى جدتها.


وتتابع، "الأفاعي ترافقنا والخوف يلازمنا ولولا عناية الله لتعرضا جميعا للدغات تلك الأفاعي".


تصف أم خالد الحياة بالقاسية جدا، تعتمد على جلب رزقها وقوتها اليومي في رمضان من اهل الخير القريبين من منزلها لإطعام أبنائها، فيما أغلب إفطار أسرتها من المعلبات الغذائية التي حصلت عليها من أحد طرود الخير.


وكانت أم خالد قد راجعت مديرية التنمية الاجتماعية اكثر من مرة من اجل الحصول على منزل يقيها وأبناءها وزوجها المريض من حر الصيف وبرد الشتاء ولكن دون أي جدوى، رغم تأكيدها أنها بأمس الحاجة الى منزل كون ظروفها المعيشية صعبة جدا.


وتوضح أن أكبر أبنائها وهو خلدون 16 عاما، ما يزال في المدرسة رغم الصعوبة التي تواجهه بالوصول الى مدرسته لطريقها الوعرة، وتتقاضى مبلغ 100 دينار شهريا من التنمية الاجتماعية، مطلوب من الأسرة التكيف والعيش بهذا المبلغ الذي لا يكاد يكفي حتى للطعام في ظل غلاء أسعار أنهى آمال العديد من الاسر بالعيش الكريم.


وتقول إن "أبنائي في المدارس، ألا يتطلب كل واحد منهم مصروفا يوميا، وأنا لا أجد لقمة العيش، اعمل في المزارع بأجرة بسيطة بالكاد توفر الطعام في شهر رمضان كما كنت اعمل على بيع الورقيات في موسمها والان لا يوجد موسم في الاغوار سوى ورق العنب وشراؤه من المزارع من اجل بيعه للزبائن في الوقت الحالي صعب بسبب سعره المرتفع".


بيد أنها لا تنفك عن الثناء والحمد لله، رغم الألم الذي ينخر حياتها، مضيفة، "أبنائي أحيانا يأخذون مصروفا يوميا لمدارسهم وأحيانا لا أجد ما أسد به رمقهم"، مؤكدة "أنها تعاني من أمراض هي وزوجها، وهذا يتطلب مبلغا ماليا باهظا من أجل العلاج أو الذهاب إلى المستشفيات البعيدة عن مكان سكنها".


تقول أم خالد، أتمنى أن يكون لدي منزل آمن مثل أي أسرة تعيش في هذا البلد، وأمنيتي كما باقي الأمهات أن يكون لدي مطبخ متواضع، أو مشروع بسيط يمكنني من الاستمرار بالعيش في ظل الظروف الصعبة التي أعاني منها.


جدير ذكره، أن لواء الغور الشمالي من المناطق التي صنفت ضمن الأشد فقرا وينتشر في اللواء الفقر والبطالة والأمراض.

إقرأ المزيد :