أسرى يواصلون إضرابهم.. وعشرات المستوطنين يقتحمون "الأقصى"

مستوطنون يهود يستبيحون باحات المسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال - (وكالات)
مستوطنون يهود يستبيحون باحات المسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال - (وكالات)

عواصم - دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المُبارك/ الحرم القُدسي الشريف، وآخرها اقتحام أعداد كبيرة من المتطرفين للمسجد وقيامهم بتصرفات استفزازية تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.اضافة اعلان
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول، في بيان امس، إنّ التصرفات الإسرائيلية بحق المسجد مرفُوضة ومُدانة، وتُمثل انتهاكاً للوضع القائم التاريخي والقانوني، وللقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل كقوةٍ قائمةٍ بالاحتلال في القدس الشرقية. وشدّد على أنّ المسجد الأقصى المُبارك/ الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المُبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه. وطالب الناطق الرسمي السلطات الإسرائيلية بالكف عن الانتهاكات، واحترام حرمة المسجد، واحترام الوضع القائم القانوني والتاريخي واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس.
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، امس، ساحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين واصل 6 اسرى اضرابهم عن الطعام بعد تجاهل الاحتلال لمطالبهم.
وأفادت مصادر محلية لـ"وفا"، بأن 290 مستوطنا اقتحموا الأقصى عبر باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه.
وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، قد حذر من الدعوات التي أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم والمنظمات المتطرفة ضد المقدسات الفلسطينية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، بهدف المساس بهما.
في سياق متصل، ضيّقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المقدسيين، وأغلقت عدة طرقات في مدينة القدس، بذريعة الأعياد اليهودية.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال وضعت حواجز إسمنتية وحديدية على مفرق الطريق المؤدي إلى شارع رقم 1، كما أغلقت منطقة جسر بيت حنينا ومنعت تنقل الأهالي من وإلى مدينة القدس وقيدت حركتهم بشكل كامل.
وأضافوا أن العديد من الأسواق في البلدة القديمة بمدينة القدس تعرضت إلى الإغلاق كما هو الحال في سوق القطانين، الذي أرغم التجار فيه على إغلاق محالهم بشكل كامل لذات السبب.
وفي السياق ذاته، اندلعت في ساعات متأخرة من الليلة الماضية، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في حي سلوان ومنطقة باب حطة.
كما شهدت بلدة سلوان كذلك مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في البلدة، خاصة حي بئر أيوب.
أسرى يواصلون إضرابهم
قال نادي الأسير، إن ستة أسرى يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقالهم الإداري.
وأوضح نادي الأسير في بيان صحفي امس، أن أقدم الأسرى المضربين الأسير كايد الفسفوس مضرب منذ (64) يومًا، يليه الأسير مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ (57) يومًا، وعلاء الأعرج منذ (39) يومًا، وهشام أبو هواش منذ (31) يومًا، ورايق بشارات منذ (26) يومًا، وشادي أبو عكر منذ (23) يومًا.
وأكّد أن الأسرى الستة يواجهون أوضاعًا صحية صعبة، تتفاقم جرّاء رفض الاحتلال الاستجابة لمطلبهم المتمثل بإنهاء اعتقالهم الإداريّ، لافتًا إلى أنه لا تطورات حتى الآن تتعلق بقضيتهم.
وكان الأسرى منذ مطلع العام الحالي وتحديدًا المعتقلين الإداريين قد نفذوا إضرابات عن الطعام لمواجهة سياسة الاعتقال الإداريّ، وبلغ عدد الأسرى الإداريين نحو 520 أسيرًا.
وجدد نادي الأسير دعوته إلى ضرورة وقف التوجه لمحاكم الاحتلال العسكرية، التي تُشكّل أداة طيعة في يد جيش الاحتلال.
تصريحات معادية للسلام
الى ذلك، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، التصريحات والمواقف المعادية للسلام التي يتسابق على إطلاقها أركان الحكم في كيان الاحتلال، الذين يتنكرون بشكل صريح واستفزازي لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية العادلة والمشروعة، ويتفاخرون بإغلاق فرص العودة للمفاوضات وعدم وجود نية للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين أو لإطلاق المسيرة السلمية لحل الصراع، معلنين إصرارهم على الاستيطان، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ذات سيادة، متصلة جغرافياً، بعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبرت "الخارجية الفلسطينية" في بيان صحفي امس، أن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، ووزير جيشه، ووزير ماليته، جزءا لا يتجزأ من القرارات والإجراءات أحادية الجانب التي تتخذها وتمارسها دولة الاحتلال بهدف تصفية القضية الفلسطينية وإزاحتها عن سلم الاهتمامات الإقليمية والدولية، كترجمة لرواية إسرائيلية قديمة جديدة تنكر وجود الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وكامل حقوقه السياسية.
وقالت: إضافة إلى ذلك، يكيل أركان الحكم في دولة الاحتلال، الاتهامات للقيادة الفلسطينية تحت حجج وذرائع واهية لإخفاء اطماعهم الاستعمارية التوسعية في أرض دولة فلسطين، تارة بحجة التوجه للجنائية الدولية، وأخرى بحجة العدو الخارجي، وحقيقة الأمر أن بينت الذي يقول عن الدولة الفلسطينية أنها "مصيبة" هو عدو لدود للسلام ويمثل المستوطنين ومجالسهم ومنظماتهم الإرهابية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وأضافت: ننظر بخطورة بالغة لهذه المواقف التحريضية، ونعتبرها حرباً سياسية وعدوانا على شعبنا وحقوقه وقيادته، ونحذر من نتائجها الكارثية على فرص الحل السياسي التفاوضي للصراع وعملية السلام برمتها، ومخاطرها التي تهدد بتخريب الجهود الأميركية والدولية والإقليمية الهادفة لإحياء عملية السلام.
وطالبت الخارجية الفلسطينية، الدول التي تدعي الحرص على عملية السلام وحل الدولتين، رفض وإدانة هذه المواقف، ودعت المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن والرباعية الدولية، إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه مخاطر وتداعيات هذا الموقف الإسرائيلي المعادي للسلام، عبر الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط يفضي إلى مفاوضات حقيقية على أساس مرجعيات السلام الدولية، لإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها واستيطانها لأرض دولة فلسطين.-(وكالات)