أسر تتشارك في العزائم الرمضانية توفيرا للنفقات

منى أبو صبح

عمان - خطط الشقيقان المتزوجان من عائلة أبو مصطفى التشارك في "عزومة" رمضان التي تضم والديهما والأشقاء الشباب وشقيقاتهم المتزوجات في أحد أيام الشهر الفضيل.اضافة اعلان
يقول الابن الاكبر أبو علاء: "حقيقة الأمر، لجأنا لهذه المشاركة من باب التوفير، وبسبب ازياد المتطلبات الشرائية سواء للمنزل أو للأبناء، ولكل منا التزاماته المتعددة، فاقترح الفكرة شقيقي الأصغر ووافقنا عليها".
يضيف أبو علاء: "سأقوم بشراء جميع المستلزمات للعزومة، وستتعاون الزوجات في إعداد مائدة الإفطار التي تضم أصناف الطعام والحلويات الرمضانية الشهية والعصائر، ثم نقوم بتقسيم القيمة الإجمالية للشراء علينا".
 وتسعى كثير من الأسر للبساطة والتنويع في إعداد أطباق الولائم، واتجه كثير من الناس في الآونة الآخيرة للتشارك في هذه العزائم.
وكذلك حال الشقيقتين أم سند وأم حسين اللتين اتفقتا وزوجاهما على تخصيص يوم في الشهر الفضيل لـ "عزومة" عائلتهما، بحيث تقام في منزل الشقيقة أم سالم والعام القادم في منزل أم حسين.
تقول أم سند: "سنبدأ بتحضير المأكولات قبل يوم من موعد العزومة، فأنا سأتولى إعداد الكبسة والمحاشي، بينما أم حسين ستقوم بتجهيز الكبة والسمبوسك والفتة والسلطات، بينما نتقاسم فيما بيننا إعداد الحلوى".
أما عائلة أبو مراد، فقرر أبناؤها وبناتها المتزوجون أن يقيموا عزومة رمضان خارج المنزل (في الهواء الطلق) على طريق المطار من باب كسر الروتين، حيث سيخرج جميع أفراد العائلة قبيل موعد الإفطار بساعات قليلة لإعداد وجبة الإفطار.
يقول الابن فادي: "قمنا بإعداد قائمة تضم كافة المستلزمات لإحضارها وتجهيزها، ثم يقسم المبلغ على الجميع باستثناء الوالدين طبعا".
ويضيف ان هذه الفكرة جيدة جدا، وتفرحنا وأطفالنا، كما تتجدد الطاقة والحيوية لدينا خلال الشهر الفضيل، خصوصا بعد عناء متابعة الأولاد بالامتحانات المدرسية النهائية، فهي فرصة للترفيه والتنزه، بالاضافة أنها توفر على كل أسرة قيمة عزومة كاملة بمفردها في ظل الأوضاع المادية الصعبة التي نعيشها.
يشير الخبير الاجتماعي د. حسين الخزاعي إلى أن المشاركة في الولائم والعزائم والتقاء الأهل والأقارب في شهر رمضان له ايجابيات عدة، منها من الناحية الإقتصادية فهي توفر على الأسرة الوقت والجهد والمال والإسراف والتبذير وترشيد الاستهلاك.
ومن الجانب الإجتماعي يكون هنالك مجال أكثر للإخوان والأخوات الذين لم يلتقوا من فترة طويلة أن يلتقوا مع بعضهم البعض، فهو فرصة للقاءهم وجلوسهم وتصبح العلاقة حميمية وقوية بينهم، وأيضا الأبناء، وفيها أيضا جوانب أخرى تقريب أبناء المجتمع من بعضهم.
ويلفت الى ان رمضان شهر كريم فيه مشاعر الرحمة والمودة بين الناس، ومن الجميل أن يتشارك الأشقاء أو أبناء العمومة أو الخال في "عزومة" ما تضم أفراد العائلة الممتدة، كما أن المشاركة توفر على سكان المحافظات، عناء المجيء أكثر من مرة، ففيه ترشيد للنفقات.
 ويبين أن العزائم المشتركة امر ايجابي، رغم أن هناك أشخاصا لا يتقبلون الفكرة بأن يتم دعوتهم مع الآخرين رغم اهمية الفكرة.
ويقول الاستشاري التربوي والأسري د. أحمد سريوي: "اللمة والتجمع حول المائدة من أجمل المظاهر في رمضان، ولكن أحيانا هذه العزائم تشكل عبئا ماليا على بعض الناس، ولأنهم تعودوا على فعلها كل رمضان فلا يستطيعون أن يقطعوها، مبينا ان مفهوم التشارك في العزائم بين الأخوة يوزع العبء المالي بينهم، وتكون المسألة بسيطة وهينة مقارنة بما لو حملها شخص واحد. والهدف في النهاية هو كسب أجر الصائم، صلة الرحم، التجمع واللمة، والفوز برضى الله.