أسر تستثمر موسم التنزيلات لشراء مستلزماتها

تعد التنزيلات مكسبا يحصل عليه الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة - (أرشيفية)
تعد التنزيلات مكسبا يحصل عليه الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة - (أرشيفية)

 منى أبوحمور

عمان- انخفاض الأسعار وإعلان معظم المحلات عن بدء التنزيلات يمنح العديد من العائلات الفرصة لشراء ما ينقص عليهم من ملابس وأحذية وغيرها من المستلزمات.اضافة اعلان
تزامن موسم التنزيلات مع العودة إلى المدارس مكن الأربعيني علي فياض من شراء كافة مستلزمات أبنائه الأربعة، من قرطاسية وملابس، الأمر الذي لم يتمكن منه في بداية العام بسبب ارتفاع الأسعار.
ويقول فياض إن "وجود تنزيلات بمعناها الحقيقي في بعض المحلات يجعل فرصة الشراء، أكبر"، خصوصا للعائلات التي يوجد فيها أكثر من طفل يذهب للمدرسة.
الثلاثينية هناء الكايد تنتظر موسم التنزيلات بفارغ الصبر في كل عام حتى تشتري لطفليها كل ما ينقصهما من ملابس وأحذية. فحتى الملابس الشتوية مرتفعة السعر تصبح متاحة بالنسبة لذوي الدخل المتوسط في هذه الفترة، من وجهة نظرها.
وتضيف "أشتري كسوة الشتاء في موسم التنزيلات لأبنائي"، منوهة إلى أن ارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية الصعبة لا تمكنها من شراء ذلك في بداية العام، خصوصا مع تزايد نفقات المحروقات والكهرباء.
حال الأربعينية صفاء درويش لا يختلف عن حال هناء، فهي تنتظر موسم التنزيلات لشراء كل ما ينقصها وأولادها، واصفة هذه الفترة بأنها "حرق للأسعار".
من جانبه يشير محمد قداح صاحب أحد المحلات التجارية التي بدأت الإعلان عن 70 % من التنزيلات منذ بداية الشهر الحالي، إلى الإقبال الكبير من قبل الناس على البضائع المعروضة في المحل، خصوصا تلك التي تتعلق باللوازم المدرسة، كبدلات الرياضة، وبناطيل الجينز، والبلايز والسويترات التي تناسب طلاب المدارس.
ويضيف أن موسم التنزيلات من المواسم المهمة بالنسبة للكثير من الناس، لافتا إلى أن الكثير من زبائن المحل يستفسرون بشكل دائم عن موعد التنزيلات لشراء ما يحتاجونه من ملابس، وغيرها.
ويرى أن هذا الموسم مهم لكل من البائع والمشتري، موضحا "الأمر الذي يتطلب من صاحب المحل الاستعداد جيدا للإقبال الكبير الذي يحدث في هذا الوقت من كل عام، وجلب عدد إضافي من الموظفين في هذه الفترة".
خالد الحديدي صاحب مكتبة ومحل لوازم المدرسة، يلفت إلى الإقبال الكبير الذي شهده المحل خلال هذه الفترة، خصوصا في ظل التنزيلات الكبيرة التي قام بها على قرطاسية المدرسة، والدفاتر والحقائب المدرسية.
ويقول "العروض التي يقدمها المحل شجعت الأهالي كثيرا، إذ إن انخفاض الأسعار بشكل كبير، مقارنة بالأشهر الماضية، شجع الكثير من الناس على شراء كميات مضاعفة بنفس سعر الكميات القليلة التي يشترونها قبل التنزيلات".
تجمع الناس بشكل كبير أمام أحد المحلات المتخصصة لبيع لوازم المدرسة هو ما لفت انتباه الثلاثيني حازم السيد، الذي دخل المحل ليتفاجأ بوجود تخفيضات كبيرة على الأسعار، على مستلزمات المدرسة كافة.
ويقول "اشتريت قرطاسية كاملة لأولادي الثلاثة بسعر قليل جدا، الأمر الذي منحني الفرصة لشراء قرطاسية أخرى للعام المقبل، تفاديا للوقوع في مطب ارتفاع الأسعار الذي تشهده كل بداية عام دراسي".
بدوره يرى اختصاصي علم الاقتصاد الاجتماعي، حسام عايش، أن هذه التنزيلات، وبغض النظر إن كانت حقيقية أو وهمية، تعد مكسبا يحصل عليه المواطن في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتظهر أهمية هذه التخفيضات، وفق عايش، في العائلات التي يكون عدد أفرادها كبيرا، ففي الأردن معدل عدد الأفراد في الأسرة الواحد يقدر بـ 5.4، فأي توفير بنسبة 10 أو 15 % يؤثر إيجابا في الميزانية العامة للأسرة، وبالتالي يقلل من التكاليف التي تتحملها هذه الأسرة.
وفي رأيه بشكل عام أن هذه التنزيلات تترك عند الكثير من الناس انطباعا جيدا، لذلك ينتهز المواطن هذه الفرصة لشراء أكبر كمية ممكنة من الأشياء، خصوصا ما يتعلق منها بمتطلبات الأبناء التي يمكن الاستفادة منها طوال العام.
وتكمن أهمية هذه التنزيلات، وفق عايش، في أنها مرافقة لما يسمى باقتصاد السوق ومصاحبة لآلية السوق القائمة على العرض والطلب، لافتا إلى أن الهدف من هذه التخفيضات هو زيادة نسبة المبيعات من جهة، والتخلص من البضائع التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء، أو شارفت "موضتها" على التراجع، من جهة أخرى.
ويؤكد عايش أن الناس، وبحكم زيادة وعيهم ورغبته في تقليل نفقاتها، أصبحوا أكثر ذكاء في انتقاء المكان الذي يقدّم تنزيلات حقيقية، وأصبحت تقدر وتشعر بإحساس أعلى بقيمة السلعة التي يشتريها.
ويردف أن المستهلك أصبح أكثر خبرة بتخفيض الأسعار، وبكلفة المواصلات التي ينفقها ذهابا وإيابا، ولذلك فإنه يشتري كميات تكفيه لمدة أطول.
ويرى عايش أن على الحكومة تنظيم عملية التنزيلات ومراقبتها، إضافة إلى أهمية مراقبة جودة ما يقدم للمستهلك في هذه الفترة إلى جانب ضبط آلية التنزيلات بما يضمن المصلحة لجميع الأطراف.