أسر في إربد تعاني البرد ومبادرات لتوزيع المحروقات مجانا

مواطنون ينتظرون تعبئة غالونات بمادة الكاز في إحدى محطات الوقود بإربد-(الغد)
مواطنون ينتظرون تعبئة غالونات بمادة الكاز في إحدى محطات الوقود بإربد-(الغد)
أحمد التميمي إربد - تعاني أسر فقيرة في إربد من عدم قدرتها على توفير المحروقات، وخصوصا مادة الكاز، لمواجهة موجات البرد القارس التي تشهدها المملكة، فيما تنشط جمعيات وافراد لتأمين احتياجات تلك الأسر بالمحروقات. وحسب أحد الأشخاص الذي طلب عدم ذكر اسمه، ويتقاضى راتبا من المعونة الوطنية بمقدار 100 دينار، فإن هذا المبلغ نفد منذ بداية الأسبوع الأول من الشهر الحالي، بسبب اضطراره إلى شراء محروقات بشكل مستمر لمواجهة البرد القارس. وأشار إلى انه يعيش الآن بلا تدفئة منذ أسابيع، لعدم قدرته على شراء المحروقات، موضحا ان جمعية أمنته بصفيحة "كاز" سعة 20 لترا، وهذه الكمية لا تكفي لـ3 أيام، بسبب استمرار موجة البرد القارس. وقال شخص آخر، انه اضطر لاستخدام وسيلة تدفئه تعمل على الكهرباء لمواجهة البرد القارس، مؤكدا ان فاتورة الكهرباء لهذا الشهر ستقفز حاجز الـ60 دينارا، مؤكدا عدم قدرته على دفع الفاتورة المرتفعة، بسبب ضيق الحال وانه اضطر لاستخدام التدفئة الكهربائية لعدم قدرته على شراء المحروقات. ولفت إلى أن صندوق المعونة الوطنية، قام بصرف معونة تبلغ 136 دينارا لـ 3 أشهر، بعد أن فقد عمله في قطاع الانشاءات بسبب جائحة كورونا، مؤكدا ان هذا المبلغ لا يلبي الاحتياجات الأساسية، في ظل ارتفاع كلف المعيشة المتمثلة بارتفاع الأسعار وجميع المواد الأساسية. وأكد انه تقدم بعدد من الطلبات للجمعيات من أجل مساعدته في تأمين عدد من المواد العينية والطرود الغذائية، بحيث قامت إحدى الجمعيات بتأمينه بطرد غذائي، مؤكدا أن الاوضاع المأساوية للعديد من الأسر، دفعتهم لبقاء أسرهم دون تدفئة، ويضطرون للاستعانة بتغطية انفسهم بالحرامات طيلة فترة الليل، لعدم وجود تدفئة تقيهم من البرد. وقالت رئيسة جمعية الأسرة البيضاء في إربد فايزة الزعبي، إن الجمعية قامت أخيرا بتوزيع العشرات من وسائل التدفئة على الأسر الفقيرة وكبار السن في المحافظة لمواجهة موجة البرد القارس، إضافة إلى توزيع مادة المحروقات معها. وأكد الزعبي أن هناك عشرات الأسر الفقيرة في إربد بحاجة ماسة إلى تأمينها بالمحروقات، بعد نفاد رواتبها التي يتلقونها من صندوق المعونة وحتى الأشخاص الذين يتلقون رواتب لا أقل من 300 دينار، حيث أن هذا المبلغ لا يكفي محروقات لهذا الشهر. وأشارت إلى أن الأسرة المكونة من 4 أفراد، تحتاج أسبوعيا ما معدله 15 دينارا من مادة الكاز أو أسطوانتين أسبوعيا ثمنها 14 دينارا، في ظل هذه الأجواء الباردة، إضافة إلى أن بعض الأسر يكون عدد أفراد أسرتها أكبر وبالتالي تحتاج إلى أكثر من وسيلة تدفئة. وانطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي، العديد من المبادرات التي تدعو لتأمين الأسر الفقيرة باحتياجاته من المحروقات، في ظل الظروف الجوية السائدة، بحيث انطلقت مبادرة في إربد من إحدى القرى التابعة للمحافظة، بعد أن قام شباب المبادرة بتأمين مبالغ مالية من الشركات وفاعلي الخير، بشراء كميات كبيرة من المحروقات لتوزيعها على الأسر الفقيرة في المحافظة. وقال أحد الأشخاص القائمين على المبادرة احمد ملكاوي، إن هناك مجموعة من الشباب المتطوعين يقومون في كل شتاء بحملات على الشركات وفاعلي الخير، لجمع تبرعات مالية أو عينية يقدمونها للأسر الفقيرة في المحافظة، مؤكدا ان الاولوية في الوقت الحالي، تعطى لشراء "الكاز" لمواجهة الظروف الجوية الباردة. وأضاف أن هناك أسرا فقيرة، لا تمتلك ثمن شراء لتر واحد من مادة الكاز وآخرين يقومون بتعبئة الكاز بواسطة عبوة صغيرة، لا تتجاوز سعتها اللترين من أجل تأمين تدفئة ولو بسيطة لأفراد اسرته، مؤكدا أن هذه الأجواء الباردة، يتطب من الجميع التعاون في سبيل تأمين الأسر الفقيرة. وقال عضو جمعية الفيحاء الخيرية أحمد الشيخ الخيرية، إن الجمعية للمرة الثانية خلال هذا الشهر قامت بتأمين العشرات من الأسر الفقيرة في إربد بالمحروقات من خلال تعبئة عبوات صغيرة، لا تتجاوز سعتها 5 لترات، مؤكدا أن الأوضاع الاقتصادية للعديد من المواطنين مأساوية، وتتطلب من الجميع التعاون من أجل تأمين الأسر الفقيرة بالمحروقات. وأشار إلى أن الجمعيات تعتمد على تبرعات أهل الخير لدعم الأسر الفقيرة، مؤكدا أن إيرادات الجمعيات بشكل عام، تراجع بشكل كبير خلال جائحة كورونا، ما أثر على متلقي المساعدات، مما يتطلب من الجميع والمقتدرين مالية المساهمة في عمل الخير لمساعدة الفقراء في الأردن.اضافة اعلان