أسطورة البطولة للسجناء يمكن أن تؤدي إلى صفقة تبادل

هآرتس بقلم: جاكي خوري - 20/9/2021 الهرب من سجن جلبوع اعتبر في الوعي الفلسطيني، بالاساس في جزئه الاول، عملية بطولية نجح فيها ستة سجناء فلسطينيين في التغلب على المنظومة الامنية الاسرائيلية والخروج الى الحرية، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة. هذا العمل الجريء سينقش في الذاكرة الفلسطينية كاسطورة للبطولة. وقد أوجد بالفعل عرضا تضامنيا يتجاوز الحدود بين الفصائل. السجناء، سيقول الفلسطينيون، هم محط اجماع، ولا يوجد فرق بين محمود العارضة الذي قاد الهرب مع زملائه الاربعة من الجهاد الاسلامي وبين السجين السادس زكريا الزبيدي، رجل فتح المشهور. عرض الوحدة تمثل في الاسبوع الماضي بتصريح أبو عبيدة، المتحدث بلسان الذراع العسكري في حماس، الذي اعلن فيه أن السجناء الستة سيكونون جزءا من أي صفقة مستقبلية لتبادل الاسرى. وحقيقة أنهم لا ينتمون لحماس لا تلعب أي دور، على الاقل على مستوى التصريحات. مع ذلك، في الساحة الفلسطينية سيفضلون الآن عدم ابراز القاء القبض على السجناء الستة، ومن بينهم ايهم كممجي ومناضل نفيعات، اللذان تم القاء القبض عليهما فجر أول من أمس في جنين. لم يكن من الصعب ملاحظة مشاعر المرارة والغضب وخيبة الأمل، ليس فقط في المدينة بل في اوساط معظم الفلسطينيين. صحيح أنه قبل ذلك تم اعتقال الزبيدي والعارضة، الاعضاء البارزين في الخلية، لكن حقيقة أن هناك اثنان نجحا في الوصول الى الضفة الغربية أبقت مدخل لمشاعر الانتصار في اوساط من بحثوا عن انجاز كبير في عملية الهرب نفسها. حقيقة أن الاثنين وصلا الى منطقة جنين قوت المتفائلين. جنين، وبشكل خاص مخيم اللاجئين فيها، اعتبرت جوزة صعبة على الكسر، وكل عمل في هذه المنطقة يتوقع أن يواجه بمقاومة شديدة. ما نجح في الناصرة وفي أم الغنم لن يتكرر في جنين، اعتقد المتفائلون. ولكن هناك ايضا تم اعتقال السجناء بدون أي مقاومة. السجناء الذين يعتبرون في وعي الاسرائيليين قتلة خطيرين، استسلموا بدون أي شروط. احداث البطولة التي تألقت في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية بقيت في العالم الافتراضي، بعيدة عن الواقع على الارض. واذا لم يكن هذا كاف، فان الاتهامات المتبادلة في اوساط الفلسطينيين على جانبي الخط الاخضر لم تساعد. إن القاء القبض على السجناء الستة يثير علامات تساؤل ايضا فيما يتعلق بمنظومة الفصائل الفلسطينية وقدرتها على اعطاء جواب لاعضائها على الارض، بالاساس داخل مناطق الضفة. الزبيدي من جهة والسجناء الخمسة من جهة اخرى، ينتمون لتنظيمين كبيرين ومعروفين في الساحة الفلسطينية. وهرب السجناء يمكن أن يحث كل تنظيم مقاومة يضع نفسه كرأس حربة للنضال الوطني، على قلب كل حجر من اجل مساعدة اعضائه. على سبيل المثال، في التعليمات التي نقلت بواسطة رسائل سرية الى خلايا على الارض فورا عند خروجهم من فتحة النفق. ولكن لم يحدث أي شيء من ذلك. استعراض القوة لمسلحين في مخيم جنين للاجئين لم يساهم فعليا في اخفاء السجناء. وايضا لم يمنع أي نشاط لاسرائيل. حتى لو كان هناك عدد غير قليل من السلاح في الضفة، لا سيما في جنين، لا يمكن الحديث عن بنية تحتية يمكنها تحدي منظومة الامن في اسرائيل. البنية التحتية الوحيدة هي للسلطة الفلسطينية، وهناك لا يخطر ببال أحد السعي لمواجهة مع اسرائيل عن طريق اعطاء ملجأ للسجناء. الآن مركز الثقل ينتقل الى حماس. ربما في حماس تنفسوا الصعداء لأن هذه القضية انتهت بدون قتلى وبدون مواجهة مع اسرائيل. ولكن انتهاء القضية يضع حماس في امتحان، هل ستصمم على اطلاق سراح الستة كشرط اساسي لعقد الصفقة مع اسرائيل، أو أنه سيتم العثور على طريقة للتراجع عن هذا الطلب. هل عدد السجناء الذين سيتم اطلاق سراحهم في أي صفقة مستقبلية، الذي طرحه رئيس حماس يحيى السنوار فور انتهاء العملية الاخيرة في غزة، سيزيد الآن من 1111 الى 1117؟. الجمهور الفلسطيني كان يريد ذلك، لكنه يخفض توقعاته. من ناحيته الرسالة تغلغلت وحجم الامل هو بقدر خيبة الامل.اضافة اعلان