أسعار النفط تترنح على وقع حمى "كورونا"

لندن - خلص مسح لرويترز أمس إلى أن أسعار النفط تتجه للاستقرار قرب المستويات المنخفضة الحالية خلال الأشهر المقبلة، إذ أن انهيار اتفاق بين كبار المنتجين للحد من الإنتاج يضر بسوق مترنحة أصلا بسبب هبوط الطلب الناجم عن فيروس كورونا.اضافة اعلان
وخفض محللون في استطلاع الرأي السريع توقعاتهم لأسعار خام برنت إلى 42 دولارا للبرميل في المتوسط هذا العام مقابل 60.63 دولار في المتوسط في استفتاء شباط (فبراير) الشهري.
ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي نحو 34.87 دولار في الربع الثاني و39.05 دولار في الربع الثالث قبل أن يسترد بعض القوة ويصل إلى 44.08 دولار في الربع الأخير من العام.
ويتوقع المسح الذي شمل 21 محللا بلوغ متوسط سعر الخام الأميركي 30.37 دولار للبرميل في الربع الثاني ونحو 37 دولارا للعام بأكمله.
وقال إدوارد مويا كبير محللي الأسواق لدى أواندا للسمسرة ”تأخرت أوبك كثيرا وانخفاض الأسعار هنا في طريقه للاستمرار لربعي السنة المقبلين على أقل تقدير. سيحتاج كل من برنت وخام غرب تكساس الوسيط الاعتياد على أسعار نفط تحت الثلاثين دولارا“.
وهبطت العقود الآجلة للخام أكثر من 30 % الاثنين الماضي، وهو أكبر هبوط خلال يوم واحد منذ حرب الخليج عام 1991، وذلك بعد أن أخفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، بينهم روسيا، في إطار ما يُعرف باسم أوبك، في الاتفاق على مد أجل تخفيضات إنتاجهم.
ونجمت عن ذلك حرب أسعار سعودية روسية وسباق على الحصة السوقية خفضت فيها السعودية سعر البيع الرسمي لدرجات خامها لجميع الوجهات وتخطط لإنتاج قياسي في نيسان (أبريل).
في الوقت نفسه، هرع منتجو النفط الصخري الأمريكي إلى تعميق تخفيضات الإنفاق وتقليص الإنتاج المستقبلي.
ويُضاف انهيار اتفاق أوبك إلى مخاوف تعرض الطلب لضغط بسبب الانتشار العالمي الفائق السرعة لوباء فيروس كورونا الذي أصاب سلاسل الإمداد بالشلل وأثار نزولا في الأسواق المالية.
ومن المتوقع أن يمر الطلب العالمي على النفط بأول تراجع فصلي له لأول مرة منذ 2009، إذ يتنبأ أغلب المحللين بانخفاض في إجمالي الطلب العالمي بين 0.8 مليون برميل يوميا وأربعة ملايين برميل يوميا في النصف الأول من 2020. وبالنسبة للعام بأكمله، يُتوقع نمو طفيف للطلب عند ما بين 0.1 مليون و0.5 مليون برميل يوميا.
وفي أسواق الأسهم والسندات، قال بنك أوف أميركا أمس إن المستثمرين تخارجوا من السندات والأسهم وجميع بقية فئات الأصول الكبرى وضخوا أموالا في أدوات النقد في أسبوع مضطرب للأسواق شهد محو تريليونات الدولارات في ظل تصاعد مخاوف الركود بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.
وقال محللون لدى بنك أوف أميركا ميريل لينش، الذين يحللون بيانات أسبوعية من إي.بي.إف.آر المتخصصة في تتبع التدفقات، إن أسواق النقد سجلت دخول تدفقات بقيمة 136.9 مليار دولار هي الأكبر على الإطلاق. وسحب المستثمرون تدفقات قياسية بلغت 25.9 مليار دولار من صناديق السندات في الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء.
واتجهن الأسهم العالمية أمس صوب أسوأ أداء أسبوعي منذ الأزمة المالية في عام 2008 بعد أن انخفضت 10 % أول من أمس.
وقال بنك أوف أميركا إن ”الانهيار“ في الأسواق يشير إلى مخاوف ركود اقتصادي وحالات تخلف عن سداد الديون، مما يؤدي إلى عمليات تسييل إجبارية في وول ستريت وانعدام كفاءة السياسات.
ولم تكن تخفيضات لأسعار الفائدة من جانب العديد من البنوك المركزية وإجراءات تحفيز اتخذتها حكومات كافية لتهدئة مخاوف المستثمرين إذا أن الضرر الاقتصادي الناجم عن الفيروس ما زال من الصعب تقييمه. - (وكالات)