أسلحة فرنسية مشروطة لأوكرانيا.. وأميركا تؤشر لتباطؤ في وتيرة الحرب

عواصم - فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده لأوكرانيا لن يشمل معدات تمكّن كييف من مهاجمة الأراضي الروسية، صرّحت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز أنها تشهد انخفاضا في إيقاع القتال في أوكرانيا.اضافة اعلان
وذكر الرئيس الفرنسي -في مقابلة مع قناة "تي إف 1" (TF1) الفرنسية أذيعت أول من أمس أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا عسكريا وستزودها بمزيد من الأسلحة، لكنه أوضح أن هذا الدعم لن يشمل أي معدات عسكرية تمكنها من مهاجمة الأراضي الروسية بما يقحم فرنسا في الصراع.
وأكد ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى إعداد بنيتها الأمنية المستقبلية.
وقال "هذا يعني أن إحدى النقاط الأساسية التي يجب أن نتناولها كما يقول الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين دائما، هي الخوف من أن يأتي حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أبوابه ومن نشر أسلحة يمكنها أن تهدد روسيا".
وأضاف الرئيس الفرنسي أن هذا الموضوع سيكون "جزءا من موضوعات السلام. لذلك نحن بحاجة إلى إعداد ما نحن مستعدون للقيام به، وكيف نحمي حلفاءنا والدول الأعضاء، وكيف نقدم ضمانات لروسيا في اليوم الذي تعود فيه إلى طاولة المفاوضات"، في إشارة إلى مفاوضات لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 24 شباط (فبراير) 2022.
الطاقة النووية
وذكر الرئيس ماكرون في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" (Le Parisien) الفرنسية أنه سيتحدث قريبا مع الرئيس بوتين حول القضايا الأمنية بشأن "الطاقة النووية المدنية" في أوكرانيا، بعدما يتحدث بداية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف ماكرون أنه سيتحدث (أمس) مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي حول الموضوع نفسه.
مقابل نبرة ماكرون تجاه الكرملين، قالت فيكتوريا نولاند وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية أول من أمس إن الرئيس بوتين "ليس صادقا بشأن محادثات السلام مع أوكرانيا حاليا".
وزارت نولاند أوكرانيا لإظهار الدعم في وقت تحاول فيه روسيا تدمير البنية التحتية للطاقة في البلاد، وأجرت الدبلوماسية الأميركية مباحثات مع الرئيس الأوكراني، وأضافت وكيلة الخارجية الأميركية "من الواضح جدا، سواء في الهجمات على الطاقة أو في تصريحات الكرملين والسلوك العام، أن بوتين ليس صادقا أو مستعدا لذلك".
تباطؤ القتال
وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية خلال مشاركتها في منتدى ريغن للدفاع الوطني المقام في ولاية كاليفورنيا غربي أميركا، "نتوقع أن يستمر القتال في أوكرانيا بالتباطؤ خلال الأشهر القادمة".
وأضافت المسؤولة الاستخبارية أن سعي روسيا للحصول على ذخائر دقيقة من إيران "أمر مقلق للغاية"، قائلة إن موسكو غير قادرة على إنتاج الذخائر التي تحتاج إليها.
وبحسبها، فإن الصين تساعد روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، لكنها لا تدعمها عسكريا.
وفي التطورات الميدانية للحرب، قال مراسل الجزيرة في أوكرانيا إن انفجارات متتالية سجلت في مقاطعة زاباروجيا جنوب البلاد، ودعت السلطات الأوكرانية السكان للبقاء في ملاذات آمنة.
مقاطعات الجنوب
وكان الجيش الأوكراني قال أول من أمس إن القوات الروسية شنّت 27 غارة جوية، وقصفت بـ44 صاروخا البنية التحتية في مقاطعات خيرسون، وميكولايف، وزاباروجيا، وكلها في الجنوب الأوكراني. وأوضحت كييف أن القصف الروسي طال محطات المياه في أوتشاكوف بميكولايف.
وقالت قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني إن سلاح الجو نفذ 17 غارة جوية على مواقع تمركز القوات الروسية، وأضافت قيادة عمليات الجنوب أنها نقلت بعض قواتها في خيرسون وزاباروجيا إلى خطوط خلفية، بسبب كثافة القصف الروسي.
في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن وحداتها صدّت محاولات من الجيش الأوكراني لتعزيز مواقع تمركزه في منطقتي أفدييفكا وماريينكا بمقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وأضافت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية وسلاح الجو تمكنا من إسقاط 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق دونيتسك ولوغانسك، بالإضافة إلى مروحية أوكرانية.
وفي سياق متصل، وقّع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أول من أمس مع نظيره البيلاروسي فيكتور خرينين على بروتوكول تعديل اتفاقية الضمان المشترك للأمن الإقليمي في المجال العسكري بين البلدين.
وقال شويغو إن موسكو ومينسك تتخذان إجراءات لتنسيق القدرات القتالية للتشكيلات العسكرية الروسية والبيلاروسية، موضحا أن علاقة بلاده مع بيلاروسيا تكتسي أهمية خاصة في مواجهة ما سماه ضغوط الغرب غير المسبوقة
إلى ذلك قالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس أنه ليس من المرجح أن تحقق روسيا نجاحات كبيرة في العملية العسكرية ضد أوكرانيا في الأشهر المقبلة.
وأشارت الوزارة في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تفيد بأن الدعم الشعبي الروسي "للعملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا آخذ في التراجع بشكل كبير.
كما قال بيان الوزارة إنه على الرغم من جهود السلطات الروسية لفرض سيطرة واسعة النطاق على المعلومات، فإن عدداً متزايداً من الروس يشعرون بتأثير الصراع منذ بدء "التعبئة الجزئية" لقوات الاحتياط في أيلول (سبتمبر) 2022.
وتابع أنه "نظراً لأن من غير المحتمل أن تحقق روسيا نجاحات كبيرة في ساحة المعركة في الأشهر المقبلة، فمن المرجح أن يواجه الكرملين صعوبة متزايدة في الحفاظ على موافقة ضمنية على الحرب" بين الشعب الروسي.-(وكالات)