أشرطة بن لادن تكشف أن القاعدة لم تعلن الحرب على أميركا مطلقا (صور)

ينال أبو زينة

في مقالة له نشرها على موقع "فايس نيوز" يوم أمس، بين عالم الأنثروبولوجيا اللغوية، فلاغ ميلار، أن الأشرطة الصوتية المسجلة لبن لادن كشفت النقاب عن حقيقة لم يكن أحد يتوقعها، وهي أن تنظيم القاعدة لم يعلن الحرب على الغرب مطلقا.

اضافة اعلان

وكتب ميلار كتاباً في هذا الخصوص، مستنداً إلى المعلومات التي حصل عليها من بعض الأشرطة الـ1,500 الصوتية المسجلة ما بين العام 1997 والعام 2001، والتي تمكن أحد طلاب جامعة ييل من دراستها بعد أن قرر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي الإفراج عنها.

وأوضح ميلار أن هناك العديد من الاكتشافات المثيرة للجلبة والدهشة في هذه الأشرطة. يبرز أولها في أن بن لادن لم يكن زعيماً لتنظيم القاعدة في البداية، بل كان التنظيم يسعى إلى تهميشه. و"القاعدة" التي عادةً ما يجري الحديث عنها في الدوائر الاستخبارية الغربية وأجهزة إنفاذ القانون، تشير في الأساس إلى معسكر تدريب معين، يقع في شرق أفغانستان، ويسمى "الفاروق". وكان يدير هذا المعسكر الذي تأسس في أواخر الثمانينيات إلى حد كبير متشددون من مصر وشمال أفريقيا، والذين يهدفون إلى إسقاط الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي.

لكن هؤلاء القادة وجدوا أن ميزات بن لادن كسعودي وثروته موضع شبهة، بما أن الدعم السعودي يأتي بشروط: لا تجلب ثورتك إلى الوطن. ويلقي تحليل ميلار الأضواء على مجموعة التسجيلات التي تغاضت عن عبارة مهمة في الميثاق المؤسسي لتنظيم القاعدة: "لا يجب أن يكون القائد أو حرسه أو حاشيته من أيٍ من دول الخليج أو اليمن". ولأنه كان ممنوعاً من استخدام معظم حراسه السعوديين واليمنيين الموثوقين، فقد اضطر بن لادن إلى البحث عن الدعم وتسويق جهوده خارج العالم الإسلامي نفسه.

وفي حين أن تنظيم القاعدة يختلف عن التنظيمات المسلحة والإرهابية الأخرى في تركيزه المطلق على مهاجمة الغرب والولايات المتحدة، حدد قادة التنظيم الأولويات بخصوص أعدائهم، وفي مقدمتهم الحكام المستبدين في العالم العربي. وقد تجنبت خطابات بن لادن منذ العام 1993 أية إشارة عامة لتوجيه نشاط القاعدة المسلح إلى أميركا، وذلك رغم تواجد كم هائل من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في موطنه لمدة 3 أعوام كاملة.

وكان بن لادن نوه في أحد تسجيلاته إلى أن المملكة العربية السعودية محتلة، بحيث قال: "لقد أحاط الكفر ببلاد الحرمين الشريفين (مكة والمدينة) مثل سوار يلتف حول الرسغ. ونسأل الله أن يحرر المسلمين في كل مكان ويحمي الحرمين الشريفين".

ومع ذلك، واصل بن لادن تحويل غضبه إلى المسلمين أنفسهم: "من شرقك يأتي الشيعة الروافض... ثم هناك المتعاطفين معهم الذين تجاهلوا المظلومين. ثم تحول إلى نشرات الإعلام إذا أردت، وستجد أن شعاراتها هي: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة: وحدة، حرية، اشتراكية".

ولم يكن "إعلان بن لادن الحرب على الولايات المتحدة" الشهير في العام 1996 في الحقيقة إعلان حرب أو حتى دعوة إليها، وإنما ألصق الصحفيون والمترجمون الغربيون هذه الأمور به في محاولة لفت الانتباه إلى ازدياد الغضب العربي إزاء الآثار المدمرة للعقوبات التي فرضها تحالف أميركا ضد صدام حسين على الشعب العراقي.