أضرار الاحتباس الحراري ترتفع باطراد

علاء علي عبد

عمان- يبدو أن العلماء والاقتصاديين قد أساؤوا تقدير "التكلفة الاجتماعية" للانبعاثات الكربونية بالنسبة للأجيال المقبلة، حسبما ذكرت مجلة "Nature".اضافة اعلان
تعرف الكلفة الاجتماعية بأنها عملية حسابية للأضرار المستقبلية التي تسببها انبعاثات طن واحد من ثاني أكسيد الكربون والتي تؤدي للاحتباس الحراري والتغير المناخي وارتفاع منسوب مياه البحار ودرجات الحرارة تحطم معدلاتها المعتادة.
والسؤال المطروح: كم من الممكن أن يوفر المجتمع لو لم يحرق طنا واحدا من ثاني أكسيد الكربون؟ أحد التقديرات الفيديرالية أشارت إلى أن المبلغ يصل لـ37 دولارا في كل طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. يمكن لهذه التقديرات أن تعطي الوزراء وموظفي الخدمة المدنية ورجال الأعمال فكرة جيدة عن الحلول التي يمكنهم اللجوء لها. لكن، ومن ناحية أخرى، فقد رأى فريق من الباحثين الأميركيين بأن التكاليف تتراوح بين 12 و64 دولارا، مع الإشارة إلى أن النماذج المحسوبة تحتاج لإعادة نظر وتوسع أكبر في نطاقها. التكاليف المادية للتغير المناخي قد تكون مرتفعة أكثر مما هو متوقع، وذلك للأسباب الآتية:
- يشير تأثير الاختلافات في درجات الحرارة تاريخيا إلى أن المجتمعات والاقتصاد يكونان أكثر ضعفا من النماذج التي استخدمتها التقديرات الأخيرة. وفي هذه الحالة يجب منح المزيد من الاهتمام للتغييرات القصوى في درجات الحرارة وأثرها على المحاصيل الزراعية وغير ذلك من الجوانب المهمة الأخرى.
- كما وأن النماذج المستخدمة استثنت الأضرار التي لحقت بالإنتاجية جراء التغير المناخي، مما أدى لانخفاض معدلات النمو الاقتصادي. هذا الانخفاض بدوره سيؤدي لانخفاض مستوى رفاهية البشر. وهذا بدون الأخذ بعين الاعتبار الحروب الناتجة عن التغير المناخي والانقلابات والانهيار المجتمعي.
- كما أن التقديرات تفترض أن القيمة التي يراها الناس للنظم البيئية، التي يعتبر الماء أحدها، ما تزال ثابتة. لكن الواقع أن ندرة السلعة تجعل قيمتها تزداد، مما يدل على أن تكاليف الضرر البيئي تعد أعلى من الأرقام التي قدمتها تلك التقديرات.
يلمح العلماء إلى أن المشكلة أعمق أيضا؛ حيث إن التقديرات التي اعتمدت عليها معرفة كلفة الضرر المجتمعي تعود لحسابات أجريت منذ أكثر من 20 عاما، وتعتمد على توقعات تشير إلى أن الاحتباس الحراري سيرفع درجات الحرارة بمقدار أقل من 3 درجات مئوية، بينما الواقع يشير إلى توقعات بارتفاع يصل لـ4 درجات مئوية عند نهاية القرن الحالي.
ويضيفون "إذا استمر الاحتباس الحراري للقرن الـ22 فستصبح أجزاء عدة من هذا الكوكب غير صالحة للعيش خلال فصل الصيف بدون امتلاك القدرة على معالجتها".
الضرر الاقتصادي قد لا يكون الشيء الوحيد الذي أسيء تقديره. مايكل مان، راصد جوي من جامعة بنسلفانيا، يعتقد أن ما اصطلح على تسميته بالتباطؤ في الاحتباس الحراري خلال العقد الحالي قد يعود لإساءة تقدير العلماء لتأثير ما يسمى بـ"تذبذب الأطلسي متعدد العقود" وهو دورة الاحتباس الحراري والتبريد للمحيطات والتي من شأنها توفير تغييرات طبيعية في أنماط الطقس في نصف الكرة الشمالي.
كما وأن التغييرات في كيمياء الجفت المستخدم للتدفئة يمكن أن تؤدي لإطلاق كميات غير معتادة من الميثان، يعتبر الميثان غاز دفيئة وهو متوفر بكميات أقل من غاز ثاني أكسيد الكربون، إلا أنه يعتبر عاملا محفزا للاحتباس الحراري وأقوى من ثاني أكسيد الكربون بـ34 مرة خلال أكثر من 100 سنة.

[email protected]
ala_abd@