أطباء ولكن!!

د. نضال محمود المجالي ست إلى ثماني سنوات من الدراسة بين المختبرات والتطبيق أجزم أن تكون كافية ليعلم الطبيب دوره ويتميز به، سنوات هي الأصعب دراسياً ولا مجال للمنافسة على مقعدها سوى لمن تجاوز التميز في دراسته وبرنامج حياته، نعم فاللطبيب مكانة لا يُقبل أن ينزلَ منها حتى باتت إرشادات زيارة الطبيب جلسة سلوكية وتدريب حي نوجه أبناءنا فيه لاستثمار كل دقيقة في نقل ما يعانيه لعل أن تنقذه تلك الخبرة وذاك القسم في عمل الطبيب. ولكن؛ لا يعني أن تكون طبيباً نجل ونحترم أن تبدأ تعيش اللحظة كالآخرين من العامة، فتركب أمواج اللايفات والتصريحات والوصفات فتصبح كما هو العطار في دكانه يجلس وحوله أكياس من «الكركديه» أو «المليسة»، فلا الأولى تعطيك «الحلاوة» ولا الثانية تمكنك من «إخراج» مصطلحات علمية! فما نشهده اليوم من تسابق على مختلف المنصات الإعلامية بين أطباء الداخل في مختلف التخصصات ومواقع العمل وبين أطباء الخارج في بقاع الأرض لتقديم ونقل فتاوى إعلامية شعبية لا طبية تتجاوز ما تقدمه «فنانة» في مكان ما على صفحاتها بين متابعيها من مختلف العقول والأعمار. نعم؛ الطبيب رسالة لا مهنة فقط، نجلها ونتغنى بحاملها حتى أضحت مثلاً بين العامة في وصف أفضل وأنقى وأعلى العلم، (شو بكرا بتصير دكتور!) وهذا وقت لا مجال فيه سوى لسباق واحد منكم أيها الأطباء وهو الوعي الحَذِر والابتعاد عن منصات لا تناسب شغفنا لدورك! أيها الطبيب موقعك أجلّ وأكبر في غرف عمل حقيقية لإنقاذ الوضع، فالسباق نحو مختبرات العمل لإيجاد حلّ أولى من طرح فتاوى وتوزيع وتثبيط همم، فأنت بعد الله ووعينا الرجاء! أيها الطبيب بتنا في وعينا أكثر شكاً بما حلّ بنا وفيك بتنا أكثر قناعة، فالجميع معنيون يعملون لتجاوز المرحلة فلا تخرج علينا أيها الطبيب أينما كنت لتقول فشلوا في إدارة ازمة! أو ساروا بنا لمجهول! بل قف خلفهم، وادعم نجاحهم، وشارك التوجيه، فأنت الأقرب منّا لهم، والأجدر بما يقدم، ولا تجعل غضبك من مدير أو حقدك على مسؤول أو تجاوزك في منصب سبباً لتجعلنا نعيش نصائحك التي أنت لم تلتزم بها بهذا الخروج! وختاماً أقول لك كمواطن أو مريض أحياناً أني أرى سماعة الأذن الطبية هي عِقدُكَ الجميل والأقرب لك فلا تستبدلها بسماعة الهاتف، وأرى شاشة جهاز قراءة المؤشرات الحيوية أكثر صدقاً من شاشة الهاتف، ودعاء مريض لا حاجز بينه وبين السماء للقبول بجهدك أعظم وأجلُّ فلا تستبدلها «بلايك» في ظاهره المحبة وفي باطنه الدسيسة. واعلم أن لكم منّا ألف تحية أطباء وممرضين وكل العاملين في مستشفيات الوطن ممن لا همَّ لكم سوى العبور بنا للنجاة!اضافة اعلان