أطعمة تزيد احتمال إصابتك بالخرف

يتناول الكثير من الأشخاص الأطعمة فائقة المعالجة مثل البيتزا المجمدة، والوجبات الجاهزة، التي تقلل من وقت تحضير الطعام في ظل حياتنا المزدحمة. لكن، كشفت دراسة جديدة عن أنه في حال زادت نسبة السعرات الحرارية التي تستهلكها من الأطعمة فائقة المعالجة على 20 %، فقد تزيد من خطر الإصابة بالتدهور المعرفي، وفق ما نشر على موقع "سي إن إن. عربية". ويعادل هذا المقدار نحو 400 سعرة حرارية يوميًا في إطار نظام غذائي يحتوي على 2000 سعرة حرارية في اليوم. وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة "JAMA Neurology" الاثنين الماضي، إلى أن الجزء من الدماغ الضليع بالوظائف التنفيذية، أي القدرة على معالجة المعلومات واتخاذ القرارات، هو الأكثر تضررًا منها. ووجدت الدراسة أن الرجال والنساء الذين يتناولون الأطعمة فائقة المعالجة بشكل أكبر، تزايد معدل إصابتهم بالتدهور المعرفي العالمي بنسبة 28 %، وارتفع معدل الانخفاض في الوظائف التنفيذية بنسبة 25 % مقارنة مع الأشخاص الذين تناولوا كمية أقل من الأطعمة فائقة المعالجة. وقال الدكتور ديفيد كاتز، المتخصص بمجال الطب الوقائي ونمط الحياة والتغذية، غير المشارك في الدراسة "إن هذه دراسة ترابط، وليست مصممة لإثبات السبب والنتيجة، ولكن تتواجد عناصر تعزز من نظرية نسب بعض التسارع في التدهور المعرفي إلى الأطعمة فائقة المعالجة". وتابع "أن حجم العينة كبير والمتابعة واسعة النطاق. ورغم أن هذا ليس دليلاً دامغًا، إلا أنه قوي بما يكفي كي نستنتج أن الأطعمة فائقة المعالجة، ربما تضر بأدمغتنا". وأضاف كاتز، أنه مع ذلك كان ثمة تطور مثير للاهتمام، متصل بجودة النظام الغذائي العام العالية، أي إذا تناول الشخص الكثير من الفاكهة والخضار غير المصنعة، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الصحية، ينتفي الرابط بين الأطعمة فائقة المعالجة والتدهور المعرفي. وأوضح كاتز "أن الأطعمة فائقة المعالجة تقلل من جودة النظام الغذائي، وبالتالي فإن ثباتها في النظام الغذائي يدل على سوء جودة النظام الغذائي في معظم الحالات". ولفت إلى أنه "كما يبدو، تمكن بعض المشاركين من ذلك، كما يبدو. وعندما كانت جودة النظام الغذائي عالية، تضاءل الارتباط الملحوظ بين الأطعمة فائقة التجهيز ووظائف الدماغ".

لا تحوي على الكثير من السعرات الحرارية

وكانت الدراسة التي عرضت خلال المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر 2022، في مدينة سان دييغو الأميركية، الاثنين الماضي، تابعت أكثر من 10 آلاف برازيلي لمدة 10 سنوات تقريبًا. وزاد عدد النساء المشاركات في الدراسة قليلًا على النصف، وبلغ متوسط ​​العمر 51 عامًا. وقالت الدكتورة كلوديا سويموتو، المؤلفة المشاركة، والأستاذة المساعدة بقسم طب الشيخوخة في كلية الطب بجامعة ساو باولو، "إن الأطعمة فائقة المعالجة تشكل في البرازيل نسبة تتراوح بين 25 و30 % من إجمالي السعرات الحرارية المتناولة". وعرفت الدراسة الأطعمة فائقة المعالجة بأنها "تركيبات صناعية للمواد الغذائية (زيوت، ودهون، وسكريات، ونشا، وبروتينات معزولة) تحتوي على القليل من الأطعمة الكاملة أو لا تحتوي على أغذية كاملة، وعادةً ما تحوي منكهات، وملونات، ومستحلبات، وإضافات تزيينية أخرى". وقالت ناتاليا غونسالفيس، مؤلفة مشاركة في الدراسة، وباحثة بقسم علم الأمراض في كلية الطب بجامعة ساو باولو، "إن الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 20 % من السعرات الحرارية من الأطعمة المصنعة يوميًا، سجل لديهم تراجع بالإدراك العالمي أسرع بنسبة 28 % وانخفاض أسرع في الأداء التنفيذي بنسبة 25 %، مقارنة مع الأشخاص الذين تناولوا أقل من 20 %". وإضافة إلى أثرها على الإدراك، فإن الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من مخاطر السمنة، ومشاكل القلب والدورة الدموية، والسكري، والسرطان، والعيش لفترة أقصر. وأوضح الدكتور رودي تانزي، أستاذ علم الأعصاب في كلية هارفرد الطبية، ومدير وحدة أبحاث الوراثة والشيخوخة بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، غير المشارك في الدراسة، أن الأطعمة فائقة المعالجة عادةً ما تحتوي على نسب عالية من السكر، والملح، والدهون، وكلها تعزز الالتهاب في جميع أنحاء الجسم، وهو ما يشكل "ربما التهديد الأكبر للشيخوخة الصحية في الجسم والدماغ".اضافة اعلان