أعراض وعلاج اضطراب الحركة عند الأطفال والنتائج المترتبة على إهماله

يتضمن علاج اضطراب الحركة عدة محاور هي: العلاج السلوكي والعلاج التعليمي والعلاج الغذائي والعلاج الدوائي -(أرشيفية)
يتضمن علاج اضطراب الحركة عدة محاور هي: العلاج السلوكي والعلاج التعليمي والعلاج الغذائي والعلاج الدوائي -(أرشيفية)

عمان-الغد- هيام عبدالله أم لطفلة في الثامنة من عمرها اسمها لين، لاحظت هيام أن طفلتها تعاني من حالة من التشتت وعدم التركيز، بالإضافة إلى الاندفاعية وكثرة الحركة وتدني التحصيل الدراسي، في الحقيقة لقد كانت هيام تلاحظ هذه الأعراض على طفلتها منذ فترة، وقد كانت تعتبر سلوك ابنتها عادياً وطبيعياً.اضافة اعلان
 إلا أن هذا الأمر أصبح يقلقها أكثر فأكثر مع دخول لين للمدرسة فقد أصبحت المدرسات يشتكين من النشاط الزائد لهذه الطفلة، كونها أكثر حركة وشغباً من باقي التلاميذ، وقد نصحتها إحدى هؤلاء المدرسات باصطحاب لين للطبيب؛ لأنها كانت تشك أن لين تعاني من حالة تسمى بحالة "اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه"، اصطحبت هيام ابنتها إلى الطبيب الذي أكد لها بعد القيام بمجموعة من الفحوصات أن لين فعلا تعاني من حالة "اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه".
الطبيب أخبر هيام بأن التعامل مع الأطفال المصابين بفرط النشاط ونقص الانتباه يشكل تحدياً كبيراً لأهاليهم، كما أخبر الطبيب هيام أن علاج ابنتها يتضمن عدة محاور هي: العلاج السلوكي والعلاج التعليمي والعلاج الغذائي والعلاج الدوائي، والنتائج العلاجية مشجعة عموماً، فـ(50 %) من الحالات تترك العلاج بعد (3) سنوات.
هيام التزمت بتعليمات الطبيب وقبلت التحدي الجديد الذي فرض عليها... والنتيجة كانت إيجابية ومشجعة فبعد سنة من الالتزام بالعلاج تحسن أداء وسلوك لين الدراسي، كما أنها أصبحت أكثر قدرة على الاندماج بالمجتمع المحيط بها والأهم من ذلك أنها أصبحت طفلة سعيدة والفضل كله يعود لتلك الأم "ذات العقل المنفتح" التي قبلت التحدي والتزمت بتعليمات الطبيب ولم تدع مشاعر الإنكار والرفض تطغى على مشاعر الأمومة الصادقة.
فما هو اضطراب فرط النشاط لدى الطفل؟ وهل يمكن أن يظهر على الطفل قبل دخوله المدرسة؟ وما علاجه؟ وما النتائج المترتبة على إهماله وعدم الالتزام بالعلاج؟
اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه
يعد اضطراب فرط النشاط من الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا بين الأطفال، وهو اضطراب سلوكي من أهم مكوناته فرط النشاط والاندفاعية، وقلة التركيز.
وهنالك أشكال ثلاثة لهذا الاضطراب:
الأول: النوع المركب، وهو الذي يستوي فيه اضطراب الحركة، ونقص الانتباه.
الثاني: النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه.
الثالث: النوع الذي يغلب عليه فرط الحركة والاندفاعية.
أسباب فرط النشاط الزائد
أسباب هذا الاضطراب غير معروفة تماماً، ويمكن لأي مما يلي أن يكون سببا له:
1 - الوراثة، حيث يصل احتمال تكرار الإصابة في نفس العائلة إلى (30 %) وبخاصة بين الأقرباء الذكور.
2 - العوامل البيولوجية: وترجع إلى وجود خلل في وظائف المخ المسؤولة عن الانتباه، أو اختلال التوازن الكيميائي للناقلات العصبية ولنظام التنشيط الشبكي لوظائف المخ، ويمكن أن تؤدي إلى هذا الخلل عوامل بيئية، مثل:
أ - عوامل قبل وأثناء الولادة، فقد تتعرض الأم أثناء الحمل للإشعاع، أو تناول المخدرات أو الخمور، أو بعض العقاقير الطبية، أو الإصابة ببعض الأمراض المعدية، كالحصبة الألمانية أو الزهري أو الجدري أو غيرها، ما يؤدي إلى تلف المخ بما فيه مراكز الانتباه.
ب - الحوادث: فإصابة مخ الجنين، أثناء الولادة، أو بعدها، أو في السنوات المبكرة من طفولته، بارتجاج نتيجة حادث أو ضربة على رأسه، يمكن أن يؤدي إلى إصابة بعض المراكز العصبية في المخ، بخاصة المسؤولة عن الانتباه والتركيز، ما يؤدي إلى عجز الانتباه.
ج - الأمراض المعدية: فتعرض الطفل لأي عدوى ميكروبية، أو فيروسية، كالحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي أو الحمى القرمزية أو الحصبة الألمانية، ربما يؤدي إلى إصابة المراكز العصبية في المخ المسؤولة عن الانتباه، بخاصة الفص الجبهي، والفصوص الخلفية للمخ.
د - التسمم بالتوكسينات (مواد سامة): كالتسمم بمادة الرصاص التي تدخل في طلاء لعب الأطفال الخشبية، وطلاء أقلام الرصاص.
3 – بعض أنواع الغذاء، مثل: محسنات الطعام الصناعية والشوكولاتة والمواد السكرية، وهي لا تؤدي إلى اضطراب في الانتباه، ولكنها تؤدي إلى ارتفاع مستوى النشاط الحركي نتيجة زيادة الطاقة لديه.
4 - عوامل اجتماعية ونفسية، مثل: عدم الاستقرار داخل الأسرة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
أعراض اضطراب فرط النشاط
تساعدك القائمة التالية للتعرف إذا ما كان طفلك مصاباً بهذه الحالة، فبعد الاطلاع على هذه القائمة ووجود نقاط عديدة منها تنطبق على حالة طفلك، فيجب عليك استشارة طبيب الأطفال أو الطبيب النفسي:
1 - الأطفال ما بين سن الثلاث إلى خمس سنوات:
- الطفل في حالة حركة مستمرة ولا يهدأ أبداً.
- يجد صعوبة بالغة في البقاء جالساً حتى انتهاء وقت تناول الطعام.
- يلعب لفترة قصيرة بلعبه، وينتقل بسرعة من عمل إلى آخر.
- يجد صعوبة في الاستجابة للطلبات البسيطة.
- يلعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال.
- لا يتوقف عن الكلام ويقاطع الآخر.
- يجد صعوبة كبيرة في انتظار دوره في أمر ما.
- يأخذ الأشياء من بقية الأطفال دون الاكتراث بمشاعرهم.
- يسيء التصرف دائماً.
- يجد صعوبة في الحفاظ على أصدقائه.
2 - الأطفال ما بين ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة
- يتورط هؤلاء الأطفال عادة بأعمال خطرة بدون أن يحسبوا حساب النتائج.
- يكون الطفل في هذا العمر متململاً، كثير التلوي والحركة، ولا يستطيع البقاء في مقعده، ويمكن أن يخرج من مقعده أثناء الدرس، ويتجول في الصف.
- من السهل شد انتباهه لأشياء أخرى غير التي يقوم بها.
- لا ينجز ما يطلب منه بشكل كامل.
- يجد صعوبة في اتباع التعليمات المعطاة له.
- يلعب بطريقة عدوانية فظة.
- يتكلم في أوقات غير ملائمة، ويجيب عن الأسئلة بسرعة بدون تفكير.
- يجد صعوبة في الانتظار في الدور.
- مشوش دائماً، ويضيع أشياءه الشخصية.
- يتردى أداؤه الدراسي.
- يكون الطفل غير ناضج اجتماعياً، وأصدقاؤه قلائل، وسمعته سيئة.
- يصفه مدرسه بأنه غير متكيف، أو غارق بأحلام اليقظة.
س: ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه؟
ج: يستمر كثير من الأطفال، ما لم يتم علاجهم، في المعاناة، ويخطئ كثير من الآباء في تخوفهم من العقاقير الدوائية، حيث وجد أن الأطفال الذين لا تتم معالجتهم بسبب الخوف من الدواء في هذه السن يكونون أكثر عرضة للاضطرابات السلوكية المختلفة، مثل: العدوان والجريمة والفشل الدراسي، واستخدام المخدرات والبطالة.
علاج اضطراب فرط النشاط
يتضمن العلاج عدة محاور هي: العلاج السلوكي والعلاج التعليمي والعلاج الغذائي والعلاج الدوائي، والنتائج العلاجية مشجعة عموماً، فـ (50 %) من الحالات تترك العلاج بعد (3) سنوات.
1 - العلاج السلوكي: ويتضمن تدريب الطفل على زيادة التركيز، والتخفيف من فرط النشاط، وتعديل السلوك المزعج، وتستعمل في ذلك مختلف الأساليب السلوكية.
2 - العلاج التعليمي: وهو علاج خاص في عدد من الحالات بسبب نقص التحصيل الدراسي، ويتعلق بالفترة التي يتواجد فيها الطفل بالمدرسة.
3 - العلاج الغذائي: قد يكون من المفيد تجنب الأغذية المحتوية على الأصباغ الملونة وبعض المواد الكيميائية، وربما يفيد ذلك (5 - 10 %) من الحالات.
4 - العلاج الدوائي: تفيد المنبهات العصبية في علاج فرط النشاط الحركي لدى الطفل، فهي تؤدي إلى هدوء الطفل، وزيادة فترة التركيز عنده، ولكن ينبغي ألا تعطى هذه الأدوية إلا للأطفال ممن هم في سن المدرسة، مع العلم أنها لا تصرف إلا تحت إشراف طبيب الأطفال، وأهم التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية هي: الصداع، والأرق، وقلة الشهية.
ويجب ألا يكتفى بالعلاج الدوائي، وإنما ينبغي أن يترافق مع أنواع العلاج الأخرى.