أعراض وعلاج اضطراب الوسواس القهري ما بعد الولادة

أعراض وعلاج اضطراب الوسواس القهري ما بعد الولادة
أعراض وعلاج اضطراب الوسواس القهري ما بعد الولادة

ليما علي عبد *

عمان- يسمع كثيرون عن اكتئاب ما بعد الولادة، إلا أنه ليس من الغريب أن تصاب الأم باضطرابات نفسية أخرى في تلك الفترة.

اضافة اعلان

ويزيد في فترة ما بعد الولادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية أو تفاقمها أو معاودة ظهورها، وذلك لما بهذه الفترة من تغيرات هرمونية وضغوطات نفسية.

ومن ضمن هذه الاضطرابات يقع اضطراب الوسواس القهري، والذي يعتبر أكثر اضطرابات ما بعد الولادة صعوبة للفهم وأقلها تشخيصا، وعادة ما يظهر هذا الاضطراب على الأم خلال أربعة أسابيع من الولادة، هذا ما ذكرته المواقع التالية:

postpartum.net وocd.about.com وwww.ocdchicago.org التي أشارت إلى أن أعراض هذا الاضطراب تتضمن ما يلي:

· الوساوس، والذي يسمى أيضا بالأفكار الاقتحامية، وتكون أفكارا متكررة أو صورا ذهنية متعلقة بالوليد، كما أنها تكون سيئة إلى حد بعيد.

ويشار إلى أن المصابات يعلمن أن ما لديهن من أفكار اقتحامية هي أفكار غريبة، وأنهن غالبا لن يقمن بتنفيذها. وتتضمن الأفكار التي تواجه الأم المصابة الفكرة بأن وليدها سيموت وهي نائمة، وأنها ترميه من مكان مرتفع، وأنه سيختنق ولن تستطيع إنقاذه، أو أن تضعه بفرن (المايكروويف)، وأن تصرخ في وجهه، كما وقد تتخيله ميتا.

·الشعور بالرعب الناتج عن الأفكار الاقتحامية والصور الذهنية.

·الإكراه، حيت تقوم الأم بأشياء معينة بشكل متكرر لتسكين مخاوفها وما تصاب به من أفكار اقتحامية وصور ذهنية سيئة، وتتضمن هذه الحالة؛ ما قد تقوم به الأم مثل؛ التنظيف المتكرر فضلا عن أنها تتفقد الأشياء أو تعدها وترتبها بشكل متكرر.

·خوف الأم من البقاء وحيدة مع وليدها.

·مبالغة الأم في حماية وليدها.

أما عن أسباب هذا الاضطراب، فما تزال حتى الآن غير واضحة تماما، إلا أنه يعتقد من الناحية الحيوية أن التغيرات العميقة التي تحدث للهرمونات، كالإستروجين (المودق)، قد تكون مسؤولة جزئيا عن الإصابة به، فمن الجدير بالذكر أن الهرمونات قادرة على تعطيل النواقل العصبية في الدماغ، والتي تتضمن السيروتونين، وهو ناقل عصبي متورط بشكل كبير في تسببه بالإصابة باضطراب الوسواس القهري.

أما من الناحية النفسية الاجتماعية، فولادة طفل جديد يمثل تحديات جديدة ومتعددة قد تكون حملا يثقل العديد من الأمهات، ويعتبر الضغط النفسي مثيرا قويا لاضطراب الوسواس القهري؛ وفترة ما بعد الولادة تعتبر مليئة بالضغوطات النفسية لدى معظم الأمهات، خصوصا من لا يتقن أساليب التغلب على الضغوطات النفسية ومن لا يحصلن على دعم من حولهن.

وفي ما يتعلق بعلاج اضطراب الوسواس القهري ما بعد الولادة، والذي يعتبر اضطرابا مؤقتا وقابلا للعلاج، فعلاجه أمر ضروري تماما كعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، إذ إنه قد يؤثر سلبا على الترابط بين الأم والوليد، فضلا عن ذلك، فهذا الاضطراب قد يسبب ألما ومعاناة شديدتين للأم ولجميع أفراد العائلة. لذلك، فعلى من يصبن بأعراض نفسية جديدة بعد الولادة استشارة الطبيبة النسائية أو النفسية، حيث أنه يجب القيام بتقييم شامل يتضمن التاريخ النفسي والفحوصات الطبية للتأكد من عدم وجود سبب آخر لتلك الأعرض، كقصور عمل الغدة الدرقية.

وكما هو الحال في علاج اضطراب الوسواس القهري، فإن علاج اضطراب الوسواس القهري ما بعد الولادة يتجاوب مع مضادات الاكتئاب من فئة المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين SSRIs، ويتجاوب أيضا مع العلاج المعرفي السلوكي.

وعلى الرغم من أن الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تتضمن المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين، تنتقل عبر حليب الأم للرضيع، إلا أنه لا توجد معلومات كافية حول تأثيراتها على الرضيع وعلى جهازه العصبي، الأمر الذي يدل على ضرورة الحصول على استشارة نفسية وأخرى نسائية بشكل فردي قبل الشروع باستخدام هذه الأدوية.

أما عن العلاج المعرفي السلوكي، فقد أظهر أنه أكثر فاعلية من الأدوية في علاج اضطراب الوسواس القهري، كما وأنه يعتبر خيارا جيدا لتجنب تعريض الرضيع للأدوية عبر حليب الأم.

ويتم هذا النوع من العلاج عبر تقييم حالة الأم وما يصيبها من أفكار وسواسية وكيفية تعاملها معها؛ ومن ثم يتم تثقيف الأم بأن ما تتعرض له من أفكار لا يعتبر مشكلة بحد ذاته، وإنما المشكلة تكمن في كيفية تفسيرها لتلك الأفكار، حيث إن كيفية تفسيرها قد تؤدي إلى الإصابة بالقلق؛ بعد ذلك، يتم تحدي ما لدى الأم من أخطاء في تفسيرها لأفكارها بتعريضها لبعض المواقف المتعلقة بما لديها من أفكار اقتحامية وصور ذهنية. فعلى سبيل المثال، فالأم التي تخاف من استحمام وليدها بسبب خوفها الوسواسي من غرقه، تقوم بتحميمه لعدة مرات بحضور المعالجة.

*مساعدة صيدلاني

[email protected]