أعمال البستنة هل تساعد بعلاج أعراض الاكتئاب والتوتر؟

figuur-i
figuur-i

علاء علي عبد

عمان - أصبح موضوع توضيح العلاقة بين أعمال البستنة، كقيام المرء برعاية حديقته المنزلية مثلا، وبين تحسين الصحة النفسية من المواضيع الرائجة ضمن الكثير من المؤتمرات المتخصصة حول العالم.
وبحسب ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية فإن أعمال البستنة تعد واحدة من الطرق الفعالة لعلاج أعراض الاكتئاب والتوتر. وبحسب إحدى الدراسات البريطانية تبين أن 25 % من الناس حول العالم يعانون سنويا من مشاكل نفسية متفاوتة. لذا، فسواء تم تشخيصها أم لا، فإننا جميعا مررنا بشكل من أشكال هذه المشاكل يوما ما.
لطالما تم الربط بين الطبيعة وتأثيرها على الصحة النفسية، ففي إحدى الأبحاث التي أجريت العام 2016 أظهرت النتائج وجود تحسن مستمر بالصحة الجسدية والنفسية لدى الأشخاص الذين كان عليهم العيش لساعات في الطبيعة مدة 30 يوما. حيث تبين أن التواصل مع الطبيعة يمنح المرء شعورا بالراحة والاندماج مع محيطه بشكل ينعكس إيجابيا على صحته بشكل عام وصحته النفسية بشكل خاص.
وفي ضوء تلك المعلومات بدأ عدد من علماء النفس بمحاولة إيجاد طريقة متاحة للاستفادة من هذا الرابط. فلا يخفى على أحد أن التواجد في الغابات أو المنتجعات الطبيعية يعد أمرا غير متاح للكثيرين، وهذا دفع علماء النفس لمتابعة ما إذا كانت الحدائق المنزلية تقدم نفس الفائدة المطلوبة أم لا.
وبالفعل تبين أن الجلوس في الحديقة المنزلية، إن وجدت، وممارسة أعمال البستنة فيها يمنح المرء شعورا بالرضا والراحة النفسية. أيضا، فإن الاهتمام بأمور البستنة يجعل المرء يقضي وقتا أطول خارج المنزل الأمر الذي يمنحه الفرصة لاستنشاق الهواء النقي الذي يسهم بشكل واضح بتحسين الحالة المزاجية لديه.
وإلى جانب قضاء وقت خارج المنزل، فإن من يكون محظوظا بامتلاك حديقة كبيرة يمكنه أن يمارس تمارينه الرياضية فيها الأمر الذي يجعل تلك التمارين مضاعفة الفائدة.
أيضا، فإن أعمال البستنة بحد ذاتها تمنح المرء شعورا بالمسؤولية تجاه النباتات التي يقوم برعايتها وتنشئ نوعا من الترابط بينه وبين الطبيعة الذي بدوره يحسن من صحته النفسية بشكل واضح.
ومن الأمور التي يمكن اللجوء لها في حال عدم توفر حديقة منزلية للمرء، يمكنه أن يحرص على تربية بعض النباتات داخل المنزل، فوجود هذه النباتات حتى داخل المنزل أو المكتب يمكن أن تؤثر إيجابا على الصحة النفسية للمرء.

اضافة اعلان