أعياد الميلاد في فلسطين: فرحة في بيت لحم رغم أوميكرون

تانيا كريمر* - (دويتشه فيله) 21/12/2021

يتميز الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بطابع خاص في بيت لحم، مهد السيد المسيح، والتي حافظت على الأجواء الاحتفالية في ظل جائحة كورونا التي كان هناك أمل في نهايتها. لكن متحور أوميكرون بدد هذا الأمل. فكيف هي أجواء الاحتفال هذا العام؟

  • * *
    مع موسم أعياد الميلاد، تسود أجواء احتفالية في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، ويُمكن سماع موسيقى مزمار القربة والأبواق والطبول في أرجاء المدينة ذات الغالبية المسيحية. في بيت ساحور، وهي بلدة صغيرة قريبة من بيت لحم بالضفة الغربية، يستعد موسيقيون فلسطينيون شباب من الكشافة داخل ملعب رياضي تابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية للمشاركة في الاحتفال بعيد الميلاد.
    وعن كيفية التدريب، يقول قائد مجموعة كشافة الرعاة في الكنيسة، ظافر قسيس: "إننا نتدرب بشكل حماسي هذا العام، حيث يتدرب معظم أعضاء المجموعة بشكل يومي تقريبا على مسيرة المشاركة في احتفالات عيد الميلاد".
    ويبدو حديث قسيس مترجماً على أرض الواقع، إذ يقوم أعضاء المجموعة بالتدريب على تقديم العروض الاحتفالية، مثل أغاني عيد الميلاد والترانيم الشعبية، والأهم قيادة عازفي مزمار القربة، وهو تقليد موسيقي يعود إلى حقبة الانتداب البريطاني في بداية القرن العشرين.
    عودة مسيرات عيد الميلاد.. الكشافة الفلسطينية
    تعد فرق الكشافة الفلسطينية والفرق الموسيقية جزءا لا يتجزأ من احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم، إذ تجوب هذه الفرق أنحاء المدينة كافة حتى الوصول إلى ساحة المهد أمام كنيسة المهد حيث ولد السيد المسيح. ويبدأ الاستعراض في صباح يوم 24 كانون الأول (ديسمبر). وتستمر الاحتفالات طيلة اليوم حتى قداس عيد الميلاد في منتصف الليل، فيما لا يُعرف حتى الآن ما إذا كانت ستفرض قيود جراء جائحة كورونا مثلما كان الحال العام الماضي 2020 حين تم تقليص الاحتفالات بعيد الميلاد.
    يجدر ذكر أنه يتم الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة بيت لحم مرات عدة، إذ تختلف الطوائف المسيحية في موعد الاحتفال. فالكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية تحتفلان بعيد الميلاد في 24 كانون الأول (ديسمبر) بينما يكون احتفال الكنيسة الأرثوذكسية في السابع من كانون الثاني (يناير)، ثم يلي ذلك احتفال الأرمن.
    قيود جديدة على السفر إلى الأراضي الفلسطينية
    على الرغم من زيادة وتيرة حملات التطعيم ضد فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية، إلا أن ظهور متحور أوميكرون أفسد استعدادات بلدية بيت لحم لاستقبال السياح هذا العام، 2021. فما كادت إسرائيل أن تفتح الحدود في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 حتى أغلقتها مرة أخرى بعد شهر للحيلولة دون تفشي متحور أوميكرون، فيما تم السماح لعدد قليل من الأفواج السياحية بالدخول خلال الأشهر الماضية.
    وخلال العام الماضي، كانت إسرائيل قد أغلقت حدودها مع استثناءات قليلة. ولذلك لم يتمكن السياح من السفر إلى الضفة الغربية، في حين جاء الإغلاق الحالي قبيل عطلة عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) وبداية موسم عيد الميلاد.
    وقد ألقى هذا الإغلاق بظلاله على الاحتفالات بأعياد الميلاد في بيت لحم، كما يقول المصور الفلسطيني إلياس الحلبي. ويضيف الحلبي وهو ينظر إلى شجرة عيد الميلاد الكبيرة المطلة على ساحة المهد "شعر الناس ببعض الأمل، ولكن بعد ذلك تم فرض (الإغلاق) ما يعني عدم وجود عدد كبير من السياح". ويتابع: "على الرغم من شعور الناس بالإحباط مرة أخرى، إلا أننا نشعر بأجواء وروح عيد الميلاد".
    قبل الجائحة، كان الحلبي يلتقط صورا لأرجاء بيت لحم كافة، حيث إنه "ليس لدينا دائما أجمل شجرة عيد الميلاد في بيت لحم، لكن لدينا بالتأكيد كنيسة المهد، وهذا ما يجعل بيت لحم مميزة".
    ويُتوقع أن يقصد عرب إسرائيليون وفلسطينيون من أجزاء أخرى من الضفة الغربية مدينة بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد إلى جانب بعض مسيحيي قطاع غزة ممن حصلوا على تصاريح إسرائيلية. ويجيء الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام 2021 ليكون الثاني في ظل جائحة كورونا، وهو ما أثقل كاهل سكان بيت لحم الذين يعتمدون بشكل أساسي على السياحة خاصة في هذا التوقيت من العام.
    وتقول ماهرة نصار غريب، التي تدير مركزاً للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية قرب كنيسة المهد: "لقد تأثرنا جميعاً، سواء الذين يعملون في الحرف اليدوية الصغيرة أو دور الضيافة الصغيرة أو الفنادق الكبيرة". وتضيف: "يتعين علينا أن نتحلى بقدر كبير من التفاؤل ونقول إنها ستكون هناك نهاية للفيروس في مرحلة ما".
    عدد قليل من زوار كنيسة المهد
    تشكل كنيسة المهد مركز الاحتفالات بأعياد الميلاد، والتي يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم على مر القرون. وعلى الرغم من القيود المفروضة بسبب وباء كوورنا، يأمل رجال الدين المسيحي في قدوم الزوار إلى الكنيسة. ويقول حارس الأراضي المقدسة الجديد، الأب فرانسيسكو باتو: "على الرغم من الأخبار السيئة عن ظهور متحور أوميكرون، فإننا نأمل بأن يتمكن الحجاج من العودة والاحتفال مع المسيحيين هنا".
    يشار إلى أنه خلال العقد الماضي، خضعت كنيسة المهد لعملية ترميم كبيرة فيما ساد الهدوء أرجاء الكنيسة بسبب وباء كورونا، ولم يعد هناك تلك الطوابير الطويلة التي تنتظر السماح لها بدخول الكهف، حيث تشير النجمة الفضية إلى المكان الذي وُلد فيه السيد المسيح.
    موسم أمل لساحة كنيسة المهد
    على الرغم من القيود، ما تزال ساحة كنيسة المهد مركزا يستقطب زوار بيت لحم، حيث يلتف حول شجرة عيد الميلاد في الساحة الكثيرون من أجل التقاط الصور -خاصة السليفي.
    وفي هذا السياق، يقول المصور الشاب إلياس حلبي: "بالنسبة لنا، فإن موسم عيد الميلاد يعد موسم أمل. حتى قبل جائحة كورونا، كانت هناك العديد من المشاكل الأخرى على مر السنين". ويضيف: "ولكن، على الرغم من كل الصعاب، فإن إضاءة شجرة عيد الميلاد في كنيسة المهد أو حتى التواجد في بيت لحم يعد شيئا مميزا في حد ذاته. وهذا يبعث فينا الأمل ويسعدنا".
اضافة اعلان

*ترجمه إلى العربية موقع "قنطرة".