"لن نخضع، لن يخضع منا، حتى طفل يرضع". بهذه الكلمات، يقص علينا الشاعر الفلسطيني توفيق زياد بإيجازٍ فلسفة ترابط متينة بين أطفال شعبه ومدرسة تنشِئة جيلٍ لا يهاب غريماً أو جائراً، اسمها فلسطين.
تُظهر كل كلمة من كلمات الشاعر كيف نجح شعبه في تحويل حربٍ كارثية إلى مقاومةٍ يُجبَل عليها الأطفال، ثقافة فلسطينية تؤمن أن ألد أعدائها هو رواية الغاصب الذي يريدها خليقةً تعتمد على الانتداب فحسب، فكانت تجربة البقاء على قيد الحياة عبر قرونٍ من الاضطهاد تقترن بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول خنق أمل شعب حر وثائر.
فكان أحمد مناصرة، فتى كغيره من فتيان فلسطين الذين عاشوا طفولتهم المنقوصة بين مضايقات الاحتلال وسجونه العفنة.
من هو أحمد مناصرة؟
تعيد حملات إلكترونية النور إلى قصة الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة (19 عاماً)، الذي اعتقلته قوات الاحتلال طفلاً، ويقبع في السجون الإسرائيلية منذ نحو 7 سنوات في ظروف صحية سيئة.
وكانت عائلة مناصرة قد ناشدت مساعدة ابنها في بيان، عقب نقله إلى العزل الانفرادي قبل 4 أشهر وحرمانه بشكل متكرر من لقاء أهله.
وعلى إثر ذلك، تفاعلت مع المناشدة جمعيات حقوقية ونشطاء فلسطينيون دشّنوا حملة إلكترونية عالمية للمطالبة بالإفراج الفوري عنه.
كما وقّع أكثر من 20500 شخص على عريضة إلكترونية عبر موقع "تشينج" (التغيير) مطالبين التحرير الفوري للشاب الفلسطيني أحمد مناصرة ليعود إلى أحضان عائلته, بعد سنوات من التعذيب القاسي والممنهج في السجون الإسرائيلية.
جذور قصة الاعتقال
اعتَقلت قوات الاحتلال أحمد مناصرة بطريقة وحشية عام 2015، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، ولم يكن سنه يتجاوز حينها 12 عاماً.
يومها، أطلق جنود الاحتلال النار عليه وعلى ابن عمه حسن (13 عاماً)، الذي استُشهد أمام عينيه.
أما أحمد فتعرّض للدهس والضرب من قبل قوات الاحتلال، ما نتج عنه إصابته بكسور في الجمجمة.
وبينما كان في العناية المركزة داخل إحدى المستشفيات، تم التحقيق مع أحمد. كما أُخضع للتعذيب النفسي والجسدي خلال التحقيقات.
ولاحقًا حُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا عام 2016، ثم خُفّض الحكم لاحقًا ليصبح 9 سنوات ونصف السنة..
وتشير وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إلى أن غرامة مالية فُرضت على أحمد بقيمة نحو 56 ألف دولار أميركي.
وخلال سنوات اعتقاله، تواصلت فصول تعذيب مناصرة، فقد تعرّض لإهمال طبي متعمد زاد من تدهور حالته الصحية.