أفضل سلاح في حرب أوباما على "داعش"

مسلمون يحتجون على وجود "داعش" ونسختها من الإسلام - (أرشيفية)
مسلمون يحتجون على وجود "داعش" ونسختها من الإسلام - (أرشيفية)

هيئة التحرير – (كرستيان سينس مونيتور) 6/11/2014

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

يتمثل الهدف الأول لحرب الرئيس أوباما على "داعش" في "إضعاف" قدرة المجموعة الإرهابية. وعلى المستوى المادي، يبدو أنه يسير في الطريق الصحيح. فقد دفعت الضربات الجوية الأميركية "الدولة الإسلامية" إلى التراجع في أكثر من منطقة. كما استعاد الجيش العراقي الذي أعيد تجميعه، إلى جانب المقاتلين الأكراد، بعضاً من المناطق التي كانت تسيطر عليها "الدولة الإسلامية".
لكن إضعاف هذه المجموعة الإرهابية ليس مهمة مادية فحسب. ولعل إحدى المؤشرات الإيجابية في الحرب حتى الآن هي أن بعضاً من المسلمين السنة الذين يعيشون الآن تحت حكم "الدولة الإسلامية" قد شرعوا في الثورة -وربما ليس ضد القمع العنيف فقط.
ربما يكون هؤلاء المسلمون قد أدركوا أن "الخلافة" الدكتاتورية التي أعلنها زعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي لا تنسجم مع تأويلهم للإسلام كدين يكفل المساواة بين المؤمنين تحت سيادة الله وحده. لم تقم "الدولة الإسلامية" باستشارتهم أبداً في شأن حقها في الحكم. كما تم تجاهل الوعي والضمير الفردي تماماً.
ليس السيد البغدادي أول مسلم يؤكد مبدأ يزعم بأن بوسع رجل دين أن يتولى السلطة السياسية على المسلمين من دون موافقتهم. فطوال قرون، ملأت أنظمة الخلافة مشهد العالم المسلم، من الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط إلى غرب أفريقيا والهند. وفي التسعينيات، حكمت طالبان أفغانستان. لكن أنظمة الخلافة هذه ظلت محدودة بالجغرافية والأفق المحدود. ويزعم البغدادي التفوق على جميع المسلمين. ويخضع كل من يفكر في مقاومة حكمه للتهديد بالعنف.
إنه هذا المبدأ عن السلطة المطلقة على الشؤون الزمنية هو الذي ينبغي إضعافه بنفس قدر إضعاف قوى "الدولة الإسلامية" العسكرية. ينبغي على القادة المسلمين الذين انضموا إلى الحرب التي تقودها الولايات المتحدة أن يرسلوا رسالة إلى الناس الذين يعيشون في ظل حكم "الدولة الإسلامية" بأن الإسلام يدعم الاختيار الفردي في الإيمان. ومع أنه يمكن تبجيل إمام إسلامي واتباعه، فإن سلطته تنتهي حين يستخدم العنف لإملاء الممارسات الدينية أو يدير مجتمعاً بكل تفاصيله الدنيوية.
مع ذلك، سوف يكون من الصعب على قادة إيران أن يوصلوا مثل هذه الرسالة، رغم وجهات نظرهم الشيعية تجاه النسخة السنية من الإسلام. فمنذ ثورتها في العام 1979، عاشت إيران تحت حكم قائدين متعاقبين: آية الله الخميني، وحاليا آية الله علي خامنئي، اللذين زعم كلاهما السلطة الدينية على الحكومة.
ومع ذلك، هناك عدد متزايد من الناس في إيران ممن أصبحوا يستنطقون هذا المبدأ، خاصة منذ احتجاجات الشوارع في العام 2009، والمعروفة باسم "الحركة الخضراء". وفي العراق، يظل آية الله العظمى علي السيستاني مدافعاً بارزاً عن فكرة إبقاء رجال الدين بعيدين عن السياسة.
ما تزال مسألة إلقاء نظرة صحفية داخل المناطق التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية" حدثاً نادراً. لكن فيلماً وثائقياً من صناعة الصحفي الفلسطيني مدين ديرية، والذي عرضه موقع "فايس نيوز"، يعرض الحياة بين الثوار في مدينة الرقة. وفي مشهد بالغ الإيحاء، يقول أحد مقاتلي الدولة الإسلامية: "الشريعة يمكن تطبيقها فقط بالسلاح".
ويقول مصطفي أكيول، المعلق التركي ومؤلف الكتاب الصادر حديثاً: "إسلام بلا تطرف: قضية إسلامية من أجل الحرية"، إن على العالم فهم إيديولوجية "الدولة الإسلامية" حتى يتمكن من هزيمتها. وفي عمود نشره مؤخراً في المطبوعة التركية "حرية"، يقول أكيول: "يجب أن نتفق على أن سلطة الله على الإنسان لا يمكن أن تكون الأساس لسلطة الإنسان على الرجال -وعلى النساء".
ربما لا تقل الكلمات من هذا النوع قوة عن أي طائرات من دون طيار في الحرب على "الدولة الإسلامية".

*نشر هذا المقال تحت عنوان: The best weapon in Obama's war on Islamic State

اضافة اعلان

[email protected]

@alaeddin1963