أفعال تتعبك اليوم وتجلب الراحة مستقبلا

علاء علي عبد

عمان- لطالما قرأنا نصائح تفيد بضرورة ابتعاد المرء عن منطقته الآمنة ليتمكن من التقدم في سير الحياة، وقد تبين بالفعل، بحسب موقع "The Ladders"، أن العقل البشري يصعب عليه الإتيان بفعل معين ما لم يشعر بشيء من التوتر المحفز له. ليس هذا فحسب، فقد تبين أيضا أن العقل البشري يبلغ أقصى طاقاته عندما يخرج المرء من منطقته الآمنة بشكل كامل.اضافة اعلان
من خلال ما سبق، يتبين لنا أنه من المفيد جدا لتحسين أداء المرء أن يخرج من منطقته الآمنة، وهذا الخروج لا يعني بالضرورة القيام بشيء عظيم كتسلق جبال الهمالايا أو ما شابه، وإنما قد يتم بخطوات معقولة، لكنها ذات مفعول كبير يناله المرء لاحقا:
- استيقظ مبكرا: ما لم تكن معتادا بطبيعتك على الاستيقاظ مبكرا، فإنك ستجد صعوبة بالاعتياد على هذا الأمر الذي سيؤدي لإخراجك من منطقتك الآمنة. الفائدة من الاستيقاظ الباكر أن الوقت الذي تحصل عليه قبل أن تبدأ بالاستعداد للذهاب للعمل يمكن أن تستغله بترتيب أفكارك وتصفية ذهنك لبدء اليوم بطاقة ونشاط جديدين. فضلا عن هذا، فإن الاستيقاظ مبكرا يمنحك الفرصة لتناول إفطار صحي بدلا من الاكتفاء بفنجان قهوة نظرا لضيق الوقت.
- حقق هدفا صعبا: ليس المقصود أن تحقق هدفا مستحيلا، لكن لو نظرت حولك جيدا ستجد العديد من الأهداف التي تبدو لك صعبة بالفعل وتقع بعيدا عن منطقتك الآمنة كالمشاركة بسباق "ماراثون" أو التحدث أمام جمع غفير في أحد اللقاءات أو ما شابه. فكثيرا ما نجد هذه الأمور وأمثالها صعب التحقيق وتجدنا نجهد أنفسنا بالبحث عن أعذار لتبرير عدم قيامنا بها. لكن اعلم أن الجهد الذي ستبذله لتحقيق أحد الأهداف الصعبة لن يذهب هباء حيث سيبقى هذا الإنجاز داعما لك لاحقا في مشوار حياتك.
- مارس التأمل: من السهل أن يبقى المرء متشبثا بمنطقته الآمنة عندما يكون عليه إنجاز الكثير من الأشياء، وبالتالي لا يتمكن من منح عقله فرصة للإبطاء قليلا والتفكير من أين يبدأ بما عليه. من هنا يتبين صعوبة التعود على ممارسة التأمل، لكن بشيء من الإصرار سيصبح التأمل جزءا من نظام حياتك اليومي. وقد تبين أن للتأمل العديد من الفوائد؛ حيث يقوم بزيادة كثافة مناطق معينة في الدماغ، بحيث تزداد قدرته على التركيز والتعامل بمرونة مع مختلف المواقف التي تعترضه.
- عض لسانك: هذه النصيحة تعني ببساطة أنه عليك أن تصمت في بعض الأحيان. فعلى الرغم من أنك تشعر بحاجة ملحة بداخلك لتفريغ غضبك على من شعرت أنه أساء لك بشكل أو بآخر، لكن اعلم أن الراحة التي تشعر بها بعد تفريغ غضبك ليست سوى راحة مؤقتة وسرعان ما سينتابك الندم على علاقات ربما تكون أفسدتها بيديك، وبعد أن تهدأ تدرك أن الأمر لم يكن بحاجة لكل هذا الانفعال. لذا مهما بدا مريحا أن تفرغ غضبك فاعلم أن صعوبة كظم الغيظ تعد أفضل على المدى البعيد.