أفلام إسلامية ببوسطن لتغيير نظرة الأميركيين عن المسلمات "الخانعات"

دبي- انطلق مهرجان للأفلام السينمائية الإسلامية في بوسطن الأميركية الاثنين الماضي بمجموعة من العروض السينمائية حول النساء المسلمات وعملهن من أجل الوجود الفعّال والمشاركة، وذلك لتقديم صورة مختلفة عن تلك الموجودة في أذهان الأميركيين بأن المسلمات خاضعات ولا صوت لهن، بحسب القائمين على المهرجان.

اضافة اعلان

وجاء المهرجان، الذي يرعاه وينظمه الكونغرس الاسلامي الأميركي، تحت عنوان "Think-Different Women" وترجمتها الحرفية "نساء يفكرن بشكل مختلف".

وقال ناصر ودادي، مسؤول الحقوق المدنية في الكونغرس الاسلامي الأميركي، إن المهرجان يهدف لتغيير الصورة النمطية الموجودة في أذهان الأميركيين عن المسلمات، لأن الأميركيين ينظرون إلى العالم الاسلامي من خلال قضايا الساعة والعنف ومكافحة الإرهاب فقط ولا يفهمون أن المجتمع الاسلامي هو مجتمع كغيره من المجتمعات فيه تعدد للأصوات.

وأضاف "جميع الأفلام تحمل فكرة أن النساء المسلمات ليس كما يتصور الغرب بأنهن صفر وبلا إرادة، بل يشاركن ويكافحن للوجود ولتحقيق دور فعال وأساسي".

وتابع "توجد نزعة محافظة في المجتمع الاسلامي لتقزيم دور المرأة وتحجيمه، ولكن هذا لا يعني أن المسلمة هي صفر وخانعة".

وافتتح المهرجان بفيلم "إيمان بلا خوف" للكاتبة الكندية المسلمة ارشاد مانجي والتي تتحدث علنا عن "سحاقيتها"، وهي صاحبة كتاب "الخلل في الإسلام: دعوة إلى الصحوة من أجل الأمانة والتغيير".

ومن أفلام المهرجان "سيدتي الرئيسة: النساء والقيادة السياسية في إيران"، الذي يتحدث عن محاولة نساء إيران في ظل نظام ولاية الفقيه والمجتمع الذكوري، الترشح لرئاسة المجهورية، ومنعهن من ذلك، رغم دعاية النظام أن الثورة حققت مكاسب كبيرة للمرأة، كما يقول ودادي.

كما يعرض فيلم وثائقي آخر هو "شادية"، وهي مواطنة عربية تقطن في أراضي الـ48 في فلسطين حصلت على بطولة عالمية في الكاراتيه عام 2003 ولكن، ورغم دعم والدها، وبسبب المجتمع المحافظ، منعها زوجها من أن تتابع مشوارها.

ويعتبر ودادي أن "شادية" هي مثال للفتاة العربية المسلمة، وهي بطلة العالم في الكاراتية وحاولت تحقيق حلمها، وليست صورة مسلمة ضعيفة مكسورة الجناحين.

كما يعرض الفليم المغربي "وداعا أمهات" للمخرج محمد اسماعيل، وهو فيلم يحاول أن ينفي الصور النمطية عن المسلمين في أميركا، حيث يتحدثون عن "عداء بالفطرة لدى المسلمين إزاء اليهود". ويتحدث الفيلم عن علاقة بين شاب مسلم وفتاة يهودية في المغرب في الستينيات والعائلة المسلمة تحمي أولاد رب الأسرة اليهودية وتتكفل بهم عندما يضطر للهجرة. وكان هذا الفيلم قد أثار جدلا واسعا في المغرب لتناوله قصة تعايش عائلتين مغربيتين واحدة يهودية والأخرى مسلمة في أحد أحياء مدينة الدار البيضاء في ستينيات القرن الماضي والتي تزامنت مع هجرة اليهود إلى فلسطين.

ومن الأفلام أيضا فيلم "أعداء السعادة" الأفغاني الذي يحكي عن حياة امرأة ناشطة في العمل السياسي.

وبحسب ودادي، تم تنظيم المهرجان من قبل الكونغرس الإسلامي الأميركي، بجهود كبيرة، تمكن فيها من الحصول على موافقة من المنتجين والمخرجين لعرض الافلام مجانا، مشيرا إلى معظم الذين حضروا للمهرجان من غير المسلمين.

ويرى ودادي أن المهرجان، المستمر لنهاية هذا الشهر، هو أيضا تظاهرة ثقافية للرد على الاساءات للاسلام والرسول (صلى الله عليه وسلّم) ووضع الحديث عن المسلمين والاسلام في إطار واقعي بدلا من الصورة النمطية والكاريكاتورية.