أفلام لم تحقق النجاح المنتظر في 2014

مشهد من فيلم "لوسي"- (أرشيفية)
مشهد من فيلم "لوسي"- (أرشيفية)

عمان- الغد- دائما وقبل كل عام، توجد مجموعة من الأفلام التي ينتظر منها عشاق الفن السابع الكثير سواء كجماهير أو نقاد، ولكن مع عرضها قد يصابون بحالة إحباط ليست لأنها سيئة بwل لأنها لم تصل لدرجة المثالية المتوقعة أو لأن جودتها لم تكن على قدر الضجة التي صاحبت حملتها الدعائية أو طول فترة الانتظار.اضافة اعلان
إذا ما كان الأمر يتعلق بجزء جديد من فيلم ناجح على مختلف الأصعدة، فإن الأمر قد يتحول لكارثة؛ حيث يعد البعض أي انخفاض في المستوى بمثابة تشويه لأصالة وتميز العمل الأول، وبطبيعة الحال شهد 2014 بعض الأمثلة على ذلك.
 آنابيل
ظهرت الدمية (آنابيل) العام 2013 في واحد من أنجح أفلام الرعب في الفترة الأخيرة وهو (الشعوذة)؛ حيث بات مؤكدا أنه لا بد وأن تفرد مساحة خاصة لها في فيلم منفرد، وهو ما حدث في 2014.
العمل مجملا جيد، ولكنه لا يرتقي إلى نفس الأجواء المميزة لـ(الشعوذة)؛ حيث إن المشاهد لا يشعر بالتوتر يتغلغل أعماقه على مدار الفيلم، وهو أهم شيء يجب توافره في فيلم رعب ناجح، حيث اعتمد (أنابيل) على قفزات الافزاع على فترات متفرقة.
افتقد العمل أيضا إلى أهم شيء يميز أفلام الرعب التي تتناول الأطياف أو الأرواح وغالبا ما يشكل فيها ذروة الأحداث وهي: جلسة تحضير أو استدعاء الروح، ويحسب له عدم اللجوء لمشاهد الدماء المقززة في جرائم (آنابيل).
العمل الذي قام به المخرج جون أر ليونيتي لم يكن سيئا، لكنه دون المتوقع وهو الأمر الذي يقلل من قيمة الفيلم، خاصة مع كل معطيات النجاح التي أحاطت بـ(أنابيل) بافتراض أن قصة الدمية المسكونة ترتكز على أحداث حقيقية والتمهيد الجيد الموجود في (الشعوذة)، وخبرة لينوتي بالعمل كمدير تصوير في عدد من أفلام الرعب الناجحة مثل (غادر) بجزأيه الأول والثاني على سبيل المثال.
لوسي
من إخراج وتأليف لوك بيسون وبطولة الفاتنة سكارليت يوهانسون ومورجان فريمان والفنان المصري عمرو واكد، وينتمي لفئة أفلام الخيال العلمي والحركة.
"الانطباعات الأولى لا تدوم".. يمكن تطبيق هذه العبارة على الفيلم؛ حيث إن إعلانه التمهيدي كان مشوقا للغاية، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على بدايته المبشرة تقريبا في أول ثلث ساعة من الفيلم.
لا يعيب الفيلم الاستناد على حقائق علمية خاطئة فيما يتعلق بمسألة وصول الإنسان لاستخدام 100 % من قدرته الدماغية، بل التسريع غير المبرر لأحداث العمل الذي طغى جانب الحركة عليه، بدون أي تجديد في الصورة، على الجانب الخيالي، بجانب افتقار شخصياته الأساسية للعمق المطلوب.
هذا الأمر ينطبق بصورة كبيرة على مورجان فريمان الذي باتت اختياراته في السنوات الأخيرة باهتة للغاية؛ حيث أصبح يعتمد بشكل كبير على استخدام صوت حنجرته وأدائه الصوتي، أكثر من قدراته في التمثيل التي سبق وأظهرها من قبل.
من جانبها، قدمت سكارليت دورا مميزا في بداية الفيلم، لكن مع تطور الأحداث غاب البريق عنها، الذي قدم أداء متوسطا، كانت بلا نكهة ولكن على أي حال فإن مشاهدة الفيلم ليست مملة.
سبايدرمان المذهل 2
ربما يكون فيلما مذهلا من الناحية البصرية، وهو السبب الذي ساعده على تحقيق ايرادات لا بأس بها بشباك التذاكر، ولكن على بقية الأصعدة الأخرى، فإنه كان محبطا بشكل كبير.
الحقيقة أن السبب وراء إعادة تقديم شخصية (سبايدرمان) مع إدخال تعديلات بسيطة في القصة منذ البداية لم يكن أمرا صحيحا؛ حيث إن الثلاثية التي قام ببطولتها توبي ماجوير كانت أفضل من كل النواحي، سواء من حيث القصة أو المؤثرات. (سبايدر مان المذهل 2) على صعيد ترابط الأحداث كان مفككا بشكل كبير، فتعدد الجبهات بالنسبة للبطل الخارق أمر عادي ولكن لكي يتم ربطها في فيلم واحد يجب أن يكون السيناريو متزنا وهو ما لم يحدث، كما أن جيمي فوكس في دور الشرير (الكترو) كان مملا بصورة كبيرة. ومن ناحية أخرى، فإن أندرو جارفيلد منذ الجزء الأول بعد إعادة إطلاق السلسلة لا يبدو ملائما بالمرة لأداء شخصية الرجل العنكبوت، لذا فإن مسألة الاستغناء عنه حال ضم (سبايدرمان) للجزء المقبل من سلسلة أفلام (كابتن أميركا) بعنوان (الحرب الأهلية) ستكون آتية لا محالة، بسبب كبر حجم الشخصية على الممثل الشاب.
نوح
تنوعت الأسباب التي أدت إلى عدم نجاح الفيلم بالصورة المنتظرة رغم حالة الترقب الكبيرة التي كانت قبله بسبب تأكيد المخرج دارين أرونوفسكي على أن الفيلم لا يلتزم بالرواية الإنجيلية حول قصة النبي نوح.
راسيل كرو بطل الفيلم نفسه كان قد أكد في حوار مع (إفي) أن الفيلم قُدم، بعد دراسة روايات الأديان السماوية الثلاث لقصة النبي نوح، ولكن من منظور مختلف.
ولكن طبيعة تقديم هذا المنظور كانت غريبة بعض الشيء؛ حيث كانت أغلب الشخصيات سطحية والأداء التمثيلي- خاصة من راسل كرو- متوسطا، باستثناء دور إيما واتسون الذي رغم صغر مساحته نجحت في تقديمه بشكل جيد.
لا يمكن إغفال الجانب الديني في التأثير على ايرادات الفيلم العالمية؛ حيث تم منع عرضه في عدد من الدول العربية بل والصين أيضا، بجانب عزوف المسيحيين المتشددين في الولايات المتحدة عن حضوره بسبب التغييرات الكثيرة في قصة النبي نوح وظهوره كشخص عصبي ومتناقض وفكرة أن السفينة ليست لانقاذ البشر الصالحين بل الحيوانات فقط.
وكان من أهم النقاط الايجابية في الفيلم المؤثرات البصرية؛ حيث كانت ممتعة للغاية وبالأخص في مشهد الطوفان وملائكة الصخور وهم يساعدون الأبطال في مهمتهم النهائية.
المرتزقة 3
كانت الحقبة الذهبية لأفلام الحركة خلال أواخر حقبة الثمانينيات ومطلع التسعينيات، حينما كان نجوم هذا النوع في قمة مجدهم والذوق العام للجمهور متقبلا له، بعيدا عن أبطال عالم الكوميكس المسيطرين حاليا على شباك التذاكر.
حينما قرر سيلفستر ستالون إعادة إحياء هذا النوع عن طريق سلسلة أفلام (المرتزقة) تجاوب الجمهور ايجابيا مع الجزء الأول؛ حيث حقق ايرادات طيبة وبالمثل الجزء الثاني، أما الثالث والأخير الذي طرح هذا العام فكان محبطا بشكل كبير.
في أفلام الحركة بالطبع، لا يمكن الحديث كثيرا عن أشياء مثل مدى عمق أو سطحية الشخصيات، لأن مثل هذه الأمور لا ترتبط بهذا النوع، ولكن من ناحية أخرى فالعناصر الواجب توافرها لنجاح أفلام الأكشن بالصورة المناسبة لم تكن متوافرة في (المرتزقة 3)، فالبطولة كانت موزعة على 16 ممثلا.
وغاب الفيلم المبالغة الشديدة في الأفعال الخارقة لأبطاله بشكل لا يتناسب حتى مع مبالغات أفلام الحركة، ولكن من ناحية أخرى فإن الفيلم تميز بـ"خفة الظل" واحتوى عل بعض الـ"قفشات" الظريفة.
وربما كانت أكبر الصدمات بالنسبة لجيل الجمهور الذي قادته الـ"نوستالجيا" لدار العرض لمشاهدة أبطاله القدامى، تقدم السن الواضح على نجوم مثل ميل جيبسون أو هاريسون فورد أو أرنولد شوارزنيجر، فيكفي القول إن إجمالي أعمار الـ16 بطلا الذين يشكلون طاقم (المرتزقة) في جزئه الثالث هو 850 عاما تقريبا.
وكان من ضمن الأسباب التي ظلمت الفيلم في شباك التذاكر أيضا، تسريب عدد من النسخ متوسطة الجودة من الفيلم حتى قبل عرضه الأول في الولايات المتحدة.
مدينة الخطيئة 2
على عكس الاستقبال الرائع الذي حاز عليه الجزء الأول من (مدينة الخطيئة) في 2005 سواء على صعيد النقاد أو الجماهير، فإن الثاني الذي يحمل عنوان (مدينة الخطيئة: سيدة تستحق القتل من أجلها) مثل إحباطا كبيرا لمحبي العمل الذي أخرجه روبرت رودريجز بجزأيه.
حافظ رودريجز في الجزء الثاني على أسلوب التصوير الفريد نفسه واللونين الأبيض والأسود المميزين لـ(مدينة الخطيئة)، ولكنه لم ينجح في القيام بأهم ما تميز به الجزء الأول وهو ربط قصص مختلفة تماما بشكل عبقري ومميز.
كانت النتيجة وراء ذلك هو ظهور القصة مفككة بشكل كبير؛ حيث لم يكن هناك أداء لافت للنظر سوى لإيفا جرين، التي يرى البعض أنها أفرطت في التعري خلال الجزء الثاني، ولكن كان من ضمن العيوب التي أظهرت شدة افتقار العمل للتجديد على سبيل المثال تكرار رقصة جيسيكا بيل الموجودة في الجزء الأول بالطريقة نفسها تقريبا.
انتظر عشاق (مدينة الخطيئة) تسع سنوات في دوائر من الشك والترقب لمعرفة اذا ما كان رودريجز سيكمل السلسلة أم لا وحينما حدث الأمر لم تأت النتيجة مبشرة، لدرجة اعتبار البعض أن الجزء الثاني يمثل اهانة للعمل الأول العبقري ويتمنون لو أن المخرج الأميركي لم يتخذ أبدا خطوة تقديمه في 2014.  - (وكالات)