أكاديميات كرة القدم

شاهدت في أحد البرامج الرياضية في إحدى الفضائيات الرياضية أكاديمية لتدريب الأشبال والناشئين في لعبة كرة القدم.. كانت الأكاديمية وهي خاصة في لبنان تستقطب الأطفال من سن 7-12 سنة أي في سن التكوين والبناء العضلي العصبي والدخول إلى مرحلة الشباب.
استذكرت النجم الأشهر ميسي وأنا أشاهد أحد الأطفال وهو في التاسعة من عمره عندما استعرض مهاراته بصورة فردية أو خلال مباراة تجريبية قصيرة لياقة عالية – مهارات في منتهى الإتقان – ذكاء في التحرك واستلام الكرة والتصويب إنه موهبة حقيقية لها مستقبل واعد إذا استمر الاعتناء به ولم يطحنه الزمن.
شاب آخر في الحادية عشرة من عمره فنان في لعبة كرة القدم تتصور وأنت تشاهده بأنه صديق للعبة ويمارسها منذ سنوات طويلة جداً لأن مشاهدته وهو يلعب متعة حقيقية.
أهمية مثل هذه الأكاديمية أنها خاصة وأنها لا تتبع الأساليب الروتينية التي نشاهدها كثيراً في مراكز الواعدين أو المدارس الكروية الأخرى الرسمية في الدول العربية.
الأكاديمية الكروية كالمدرسة أو الكلية أو الجامعة يجب الاهتمام بها ويجب الإكثار منها لأن جيل الشباب الصغار والناشئين متعطش لمثل هذه الأكاديميات التي يجب أن تقام وفق مواصفات خاصة تساعدها على خلق أجيال جديدة تعد إعداداً مهنياً تدعم من خلالها الاتحادات الكروية وغيرها من الجهات المعنية بلعبة كرة القدم لتوسيع قاعدتها ورفع مستوى الأداء فيها.
أوروبا وأميركا وبعض الدول العربية والآسيوية والافريقية مليئة بهذه الأكاديميات التي أصبح لها دور مساعد مهم في اختيار المواهب وتهذيبها وإعدادها لأن تكون أجيالاً تزدهر وترتقي لعبة كرة القدم بها وتصنف على أساس أنها مصنع للنجوم.
إن هذه الأكاديميات التي لا تتعامل سوى مع الموهوبين لا تتعارض مع المدارس الكروية أو الأكاديميات الرسمية أو مراكز الواعدين لأن شعبية اللعبة وانتشارها يستوعب كل أصحاب المواهب الواعدة.
إن نجاح أي لعبة جماعية يحتاج إلى أجيال متعاقبة من الأشبال والناشئين والشباب والرجال من دون توقف ومن دون أن تكون هناك ثغرة أو نقطة ضعف في أحد هذه الأجيال.
إننا نتمنى أن تتواجد مثل هذه الأكاديميات لدينا شريطة أن تخضع لمواصفات تمكنها من أداء رسالتها من دون أن يكون الهدف المادي هو الأساس في تواجدها. 

اضافة اعلان

[email protected]