أكاديميون: أزمة "العلوم الاجتماعية العربية" امتداد للحالة الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة

جانب من ندوة "أزمة العلوم الاجتماعية في العالم العربي" بالجامعة الأردنية أول من أمس-( من المصدر)
جانب من ندوة "أزمة العلوم الاجتماعية في العالم العربي" بالجامعة الأردنية أول من أمس-( من المصدر)

عزيزة علي

عمان – اعتبر أكاديميون أن أزمة العلوم الاجتماعية في العالم العربي، لا يمكن فصلها عن أزمات المجتمعات العربية وهي امتداد للحالة الاقتصادية والاجتماعية على المستوى العام القطري.اضافة اعلان
ورأوا في ندوة عقدت بمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية  أول من أمس بعنوان "أزمة العلوم الاجتماعية في العالم العربي" أن جميع المؤشرات في السنوات الأخيرة أظهرت نمواً بإنتاج البحث العلمي في المنطقة العربية، إلا أن هذا الإنجاز لم يترجم إلى الإنتاج في السياسات العامة.
وشارك في الندوة الدكتور بعلم الاجتماع بالجامعة الأميركية في بيروت ساري حنفي، ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى شتيوي، وأدارها الباحث الدكتور محمد ابو رمان.
ورأى المشاركون أنه حتى هذه اللحظة لم يتم تشكيل لجنة من الاكاديميين لدراسة موضوع اللاجئين السوريين، وانعكاسه واثره على المجتمعات العربية.
وقال  الدكتور حنفي إن المعرفة المنتجة من البحوث الاجتماعية في العالم العربي غير مستخدمة، وإن جميع المؤشرات الببليومترية في السنوات الأخيرة أظهرت نمواً هائل في إنتاج البحث العلمي في المنطقة العربية وجودة أفضل، إلا أنه لم يترجم إلى استخدام هذا الإنتاج في السياسات العامة والجدل المجتمعي.
وأضاف أنه استنادا إلى تصنيف مايكل بوراوي (2005) للمعرفة: المهنية والحرجة والعامة والسياسة، فإن الأنشطة البحثية المهنية والنقدية قد عانت من إشكالية ترجمة المعرفة خارج النطاق أسوار الجامعة. ولعل الرهان البارز هو في طبيعة البحث العلمي الذي يطمح دائما ليكون "كوني ومعولم" ولكن أيضا ذو صلة بالجماعات المحتاجة والمجتمع ككل.
ونوه حنفي إلى "وجود ثلاثة بروفايلات من الباحثين في العلوم الاجتماعية: أولئك الذين ينشرون عالمياً، ويندثرون محلياً؛ وأولئك الذين ينشرون محلياً ويندثرون عالمياً؛ ولكن أيضا أولئك الذين يندثرون محليا وعالميا".
وقال حنفي إن عدد كبير من البحوث الاجتماعية التي يمكن أن تكون ذات صلة بالمجتمع المحلي لكنها مكتوبة بطريقة لا تمكن إلا نخبة صغيرة من قراءتها، هذه النخبة التي بدورها قد قطعت أوصالها عن مجتمعها. ولا يعزى ذلك إلى غياب منتجاتها في وسائط الإعلام أو الصحف فحسب، بل أيضا إلى صعوبة التعامل مع صانعي السياسات العامة.
وأضاف حنفي أنّ هنالك نسبة من الإنتاج البحثي في العلوم الاجتماعية مكتوب بطريقة لا تمكن إلا نخبة صغيرة من قراءتها، هذه النخبة التي بدورها قد قطعت أوصالها عن مجتمعها. ولا يعزى ذلك إلى غياب منتجاتها في وسائط الإعلام أو الصحف فحسب، بل أيضا إلى صعوبة التعامل مع صانعي السياسات العامة. وسوف أتناول في مداخلتي بعض أسباب صعوبة تمكن البحث العلمي من المفاوضة على مكان له في المجال العام".
من جانبه رأى  الدكتور شتيوي أن أزمة العلوم الاجتماعية في العالم العربي لا يمكن فصلها عن تدهور المجتمعات العربية فهي امتداد للحالة الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة على المستوى العام والمستوى القطري، وضعف القاعدة أو البيئة الاقتصادية والتكنولوجية العلم لا تتقدم بدون التقدم الاقتصادي والتكنولوجيا.
وبين شتيوي أن بعض الدول قامت بنماذجها التنموية، فالعلوم الاجتماعية قامت بمحاكات العلوم الاجتماعية في الغرب من حيث إنشاء الجامعات ومراكز البحوث أطر فكرية قد تكون متعارضة مع البيئة المحلية مما ادى لحدوث ردة فعل باتجاه تعريب أو أسلمة العلوم الاجتماعية.
ورأى شتيوي أن البيئة الثقافية العربية لا تساعد على عمل وتطوير العلوم الاجتماعية والتي تحتاج الى مناخ من الحرية والجدل والتسامح، فالثقافة العربية راكده ومتجذرة تستمد عوامل بقائها من طول حالة الاستبداد السياسي وهيمته دول ما بعد الاستقلال ثقافة الهيمنة والاستبداد، والخوف من العمل الجمعي، وضعف ثقافة احترام حقوق الانسان وما حصل من تريف للثقافة العربية.
وقال شتيوي إننا نعاني من هامشية العلوم الاجتماعية وتدني قيمتها الاجتماعية واستقطابها الطلبة الأدنى تحصيلاً.
ودعا شتيوي إلى إدخال برامج الدراسات العليا والدكتوراه بخاصة في غياب الشروط الاكاديمية والعلمية لإنجاح هذه البرامج.
وشارك في الندوة نخبة من الاكاديميين الذين ناقشوا حالة العلوم الاجتماعية والبحث الاجتماعي في العالم العربي اليوم، والمعيقات والتحديات التي تواجهه، وعلاقته بالمجتمع المحلي وقدرته على الإجابة على التساؤلات المطروحة اليوم في العالم العربي، وقدرته على تحليل الظواهر الاجتماعية المختلفة.