أكاديميون: الجامعات معنية بالإصلاح ومدعوة لتكون مرجعية للحاكمية

رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة (الثاني يسار) بافتتاح المؤتمر الدولي للحوكمة في مؤسسات التعليم العالي امس -(من المصدر)
رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة (الثاني يسار) بافتتاح المؤتمر الدولي للحوكمة في مؤسسات التعليم العالي امس -(من المصدر)

عمان -الغد- فيما أكد أكاديميون وخبراء أن الجامعات بيوت خبرة ومرجعية معتمدة من الدول لتطبيق الحوكمة على جميع القطاعات، لأنها معنية أساسا بالإصلاح والنهوض والتقدم من خلال دورها في التعليم والتأهيل والإعداد لجيل الشباب، أوضحوا أن الحوكمة "ليست مجرد إجراءات يتم اتباعها لضمان سلامة الانظمة في مؤسسات القطاعين العام والخاص بل هي ترسيخ لسلوك مستقيم لدى القوى البشرية".اضافة اعلان
وأشاروا الى دور الحوكمة في زيادة قدرة المؤسسات الأكاديمية على التغيير الايجابي وتعميق دورها وفعاليتها في عمليات الإصلاح والتحديث والتطوير والتنمية الشاملة.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي للحوكمة في مؤسسات التعليم العالي أمس تحت رعاية رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة.
وينظم المؤتمر مجلس حوكمة الجامعات العربية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية وجامعة الشرق الأوسط، بحضور الرئيس التنفيذي لمؤسسة القيادة للتعليم العالي البريطانية اليسون جونز وعدد من رؤساء الجامعات الأردنية والعربية.
وقال الطراونة ان الحوكمة "ليست مجرد إجراءات يتم اتباعها لضمان سلامة الانظمة في مؤسسات القطاعين العام والخاص بل هي ترسيخ لسلوك سليم في الإدارة تحتاج لتحويل الحوكمة إلى سلوك مستقيم لدى القوى البشرية".
وأضاف ان "للجامعات وأبحاثها المتخصصة دورا محوريا في تعزيز مفاهيم الحوكمة من خلال التشريعات والقوانين التي انبثقت عن توصيات اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية العام 2012".
وتابع أن مسؤوليات مجلس النواب "شديدة الصلة بالحوكمة من حيث التشريع والرقابة على الأداء الحكومي واقرار القوانين التي باتت تأخذ بالاعتبار معايير النزاهة والشفافية والمساءلة".
من جهته، قال الأمين العام لمجلس حوكمة الجامعات العربية الدكتور يعقوب ناصر الدين إن "القناعة راسخة بجدوى الحوكمة في إدارة شؤون التعليم العالي والحاجة إليها لمواجهة التحديات والصعوبات التي يتعرض لها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي"، مشيرا الى دور الحوكمة في زيادة قدرة المؤسسات الأكاديمية على التغيير الايجابي وتعميق دورها وفعاليتها في عمليات الإصلاح والتحديث والتطوير والتنمية الشاملة.
وأوضح أن "الجامعات ليست مطالبة بتطبيق معايير الحوكمة لذاتها فحسب، بل هي بيوت خبرة ومرجعية معتمدة من الدول لتطبيق الحوكمة على جميع القطاعات، لأنها معنية أساسا بعمليات الإصلاح والنهوض والتقدم من خلال دورها في التعليم والتأهيل والإعداد لجيل الشباب".  وشدد ناصر الدين على أن "المنطلق الواضح يقوم على أن التقدم والنماء يرتكز على أسس لا يمكن تجاهلها مثل النزاهة والشفافية والمساءلة وحسن الأداء وتطويره، تبعا لتطور الزمن وتغير الأساليب وتجدد الوسائل، وغير ذلك مما يتوجب على الجامعات القيام به من خلال دورها الريادي".
وكشف عن اتفاق مجلس حوكمة الجامعات العربية مع المنظمة العربية للعلوم الإدارية المنبثقة عن جامعة الدول العربية على وضع دليل لحوكمة مؤسسات التدريب في العالم العربي، مؤكدا أن المجلس "أعد دليلا موحدا لحوكمة الجامعات الأعضاء في الاتحاد، يراعي اختلاف المرجعيات القانونية من بلد لآخر".
بدوره، قال الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية سلطان أبوعرابي ان المؤتمر يهدف الى تعزيز المفاهيم العلمية والعملية للمساءلة، والشفافية، والمُشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بمؤسسات التعليم العالي، وبيان أثر البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تعزيز الحوكمة، وتحديد الأطر الرئيسية التي تضمن النزاهة والشفافية وضمان الجودة للتعليم، وتحديد آليات مُبتكرة وعملية لتطبيق مبادئ الحوكمة في مؤسسات التعليم العالي الوطنية والإقليمية والدولية.
من ناحيته، قال رئيس جامعة الشرق الاوسط الدكتور محمد الحيلة إن المؤتمر يعكس الإرادة القوية للجامعات العربية في الاستجابة لجهود مجلس الحوكمة، الذي يضم نخبة متميزة من رؤساء تسع جامعات عربية، أخذت على عاتقها وضع دليل للحوكمة مر في مراحله التشاورية والتنقيحية، وصولا إلى الدليل النهائي الذي ستساهم أعمال هذا المؤتمر في تجويده بناء على مراجعة التجارب العملية، وتجارب الجامعات الدولية، والهيئات ذات العلاقة.
وبين أن "الجامعات مقتنعة تماما بضرورة تبني الحوكمة لفضائلها المتمثلة في إرساء قواعد الإدارة الجامعية الرشيدة، وضمان سلامة إجراءاتها، وتحسين مخرجاتها على أسس من الجودة ومعايير الحوكمة التي أصبحت اليوم مقياسا دوليا لمدى نجاحها وتقدمها".
واستهلت جلسات اليوم الأول للمؤتمر، بعرض بحث مقدم من الرئيس التنفيذي لمؤسسة القيادة للتعليم العالي البريطانية د. اليسون جونز عرضت خلاله محددات وتحديات الحوكمة، ومكوناتها من المجتمع الأكاديمي والتعليمات، والسوق وأثرها على مسار الحوكمة، مؤكدة ضرورة "التركيز على آمال الطلبة في تحديد العناصر المؤثرة بالعملية برمتها في الجامعات، وتأثير البيئة التشريعية والمالية على نتائجها".
وتوزعت بحوث اليوم الأول على اربع جلسات تناولت تجارب الجامعات، وعلاقة الحوكمة وضمان الجودة، ومعاييرها ومفهومها، وسلطت الضوء على المفهوم لدى رؤساء الاقسام العلمية، وأثر الحوكمة في تعزيز معايير الشفافية والمساءلة والمشاركة، والاجراءات والضوابط المتبعة في جامعة الملك عبدالعزيز لضمان جودة الدراسات العليا، والحوكمة والمخاطر السياسية، ورصد اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو تطبيق متطلبات ضمان الجودة في الكليات العلمية بالجامعات الأردنية، وإشكالية قياس الحوكمة كأداة لتعزيز التغيير في مؤسسات التعليم العالي.
ويناقش المؤتمر على مدار يومين 40 بحثا محكما يقدمها خبراء من بريطانيا، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، الجزائر، لبنان، العراق، فلسطين والسودان بالإضافة إلى الأردن، وممثلون عن الهيئات التدريسية في جامعات عربية وأجنبية وعدد من المنظمات الدولية التي تعنى بالتعليم العالي.