أكاديميون يناقشون دور العلاقات الأردنية العمانية ومراحل نشأتها وتطورها

2222
2222

عزيزة علي

عمان- ناقش أكاديميون ونقاد في الندوة التي أقيمت في منتدى الفكر العربي، بالتعاون مع النادي الثقافي العماني، أول من أمس، الواقع الثقافي في سلطنة عمان ودور العلاقات الأردنية العمانية ومراحل نشأتها وتطورها، وإسهامات الأردن الفاعلة في مختلف القطاعات التنموية ودور المفكرين والأدباء والمثقفين في تعزيز التنمية الثقافية العمانية ونشرها.اضافة اعلان
شارك في هذه الندوة التي أدارها أمين عام المنتدى د. محمد أبو حمور؛ كل من رئيس مجلس إدارة النادي د. محمود بن مبارك السليمي الذي تناول "الواقع الثقافي في سلطنة عمان"، بمشاركة نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي عبد الرزاق الربيعي، وأستاذ اللغة العربية وآدابها والأدب الأندلسي بجامعة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة ووزير الثقافة الأسبق د. صلاح جرار، وعضو مجلس الدولة في سلطنة عمان د. عائشة الدرمكي، والأديب والناشر جعفر العقيلي.
قال المحاضر د. محمود السليمي "إن الثقافة بمفهومها الواسع تعد عنصراً مهماً من عناصر التطور والتقدم في البلدان والمجتمعات، وإنها مقياس حضاري يشير إلى مدى تقدم الأمة وتطورها ورفعتها، ومن هنا عمدت سلطنة عمان، من خلال رؤى جلالة السلطان قابوس، إلى دعم الحركة الثقافية والمثقفين في عمان، وذلك من خلال التقارب المذهبي ونبذ الطائفية، ومواكبة الاتجاهات الفكرية في العالم، والتواصل التاريخي مع الحضارات المحيطة، والحفاظ على الأصالة والتراث، وجعل بناء الإنسان الفاعل من الأولويات الأساسية في السلطنة".
وأشار السليمي إلى أن الأديب العماني هو من يتصدر المشهد الثقافي في السلطنة، وأن الخطاب الفكري يتسم بموقف متعدد الاتجاهات، مما يكسب عمان واقعاً غنياً وتنوعاً معرفياً وثقافياً، لافتاً إلى أن الشخصية العمانية، بعمومها، شخصية هادئة ومتسامحة وتعتز بذاتها ومحبة للاستقلال والسلام، وتحترم الآخر بقدر كبير دون أن تبتعد عن موروثها الثقافي والعادات والتقاليد العمانية.
وتحدث السليمي عن عمق العلاقات الفكرية والثقافية العمانية-الأردنية، مشيراً إلى عدد من إسهامات الأردن في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية التنموية بعمان، ومن أهمها الإسهام في بناء المناهج العمانية، والبرامج المشتركة بين الجامعات الأردنية والعمانية.
ومن جهته، تناول د. صلاح جرار إسهامات الأردن في النهضة الثقافية والتعليمية في عمان، ودور الأدباء والمؤلفين العمانيين في الثقافة العربية قديماً وحديثاً، ومنهم الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ)، وأبو بكر بن دريد (ت321هـ)، وأوس بن زيد مناة العبدي، مشيرا إلى دور المؤسسات الوطنية والجامعات والمنتديات الثقافية وعدد من المجلات والمجالس الفكرية والمحاضرات التي نهضت بالثقافة العمانية وجعلت منها واقعاً مستداماً ذات رسالة سامية تسعى إلى الحفاظ على الهوية الوطنية، كما نوه إلى عدد من إسهاماته في تحقيق مخطوطات من التراث العربي والإسلامي في عمان.
سفير سلطنة عمان لدى المملكة الأردنية الهاشمية هلال بن مرهون المعمري، تحدث عن أهمية تعزيز أواصر التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين العماني والأردني من خلال العمل على تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة والبرامج العلمية والأكاديمية والثقافية، مبيناً أنه يجري التحضير لإقامة معرض للمخطوطات العمانية في جامعة آل البيت خلال الفترة المقبلة.
فيما تحدث عبد الرزاق الربيعي عن إصدارات الكتب العمانية، وحركة نشر الكتاب العماني في معارض الكتب العربية والدولية، موضحاً أن العمل الثقافي في عمان أساسه الإلمام بالثقافة العمانية ومرجعياتها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية بمختلف مشاربها وتنوعها، وهذا ما جعل للأدباء والمبدعين العمانيين ذلك الحضور الواسع في الثقافة العربية، وعزز لديهم الحوار الحضاري والمفتوح مع الآخر، مشيراً إلى عدد من المبدعين والأدباء العمانيين، ومنهم: الشاعرة بدرية البدري، والروائية والشاعرة بشرى خلفان، والشاعر جمال الملا، والأديب يوسف البلوشي.
ومن جهتها، بينت د. عائشة الدرمكي أن التنمية الثقافية تعتمد على العمل الاجتماعي الذي يشمل مجالات الحياة كافة، ووجود سياسات ثقافية داعمة للتنمية، مشيرة إلى التجربة العمانية التي اعتمدت على قطاع التعليم والحفاظ على التراث الحضاري والتفاعل بين المنظومة المجتمعية، لتحقيق تقدم يضمن الاستفادة من التنوع الثقافي وتنمية القدرات الإبداعية والابتكارية والإنتاج الفكري، وبينت د.الدرمكي عدداً من الأسس التي اتبعتها سلطنة عمان لبناء التنمية الثقافية ومنها: بناء جمعيات مجتمع مدني، وإنشاء مؤسسات ترعى مواهب المبدعين والشباب.
وتناول الناشر جعفر العقيلي دور الإعلام العماني في مواكبة الثقافة العالمية، والانتشار عبر الإعلام العربي، مع احتفاظه واعتزازه بالهوية الوطنية وتراثه، واشتباكه المباشر مع التاريخ العماني، مبيناً أن الأصوات النسائية الأدبية في عمان حظيت بعناية فائقة منذ انطلاق النهضة، مما كثف وجودها في المشهد الثقافي العماني وفي الجوائز العربية والعالمية، موضحاً أن أصوات الإبداع العماني على تواصل دائم بين الأجيال مع وجود انفتاح أكاديمي على النشاط الثقافي، مما أوجد بيئة تحتية جيدة وناجزة للتنمية والإبداع الثقافي.
وبدوره، أشار د. محمد أبو حمور إلى أهمية تعزيز العلاقات الثقافية والحضارية بين الأردن وعمان، وتجسير التعاون البحثي والأكاديمي، كون العلاقات بين البلدين علاقات نموذجية، وشهدت خلال الأعوام السابقة تدرجاً منتظماً في التطور، منوهاً إلى تجربة إنشاء وحدة للدراسات العمانية في جامعة آل البيت العام 1988، وذلك لتعزيز سبل التواصل العلمي والأكاديمي بين البلدين.