أكثر دراماتيكية من تحول عام 77

إسرائيل هيوم بقلم: ليمور سمميان درش 7/11/2022 تحول عام 77 هو من أعظم الأحداث المهمة في التاريخ السياسي لإسرائيل. فالحزب الحاكم المطلق، مباي فاز لأول مرة بعدد مقاعد أقل من خصمه الذي لم يعرف حتى ذلك الحين الا مقاعد المعارضة – الليكود. لقد غير هذا التبديل للحكم الساحة السياسية. لكن هذا لم يكن مجرد تحول سياسي بل تحول اجتماعي أساسا، في ذروة صراع اجتماعي – ثقافي عديد السنين، نجحت فيه فئات سكانية كانت حتى ذلك الحين خارج اللعبة السياسية أخيرا في أن تشارك فيها. الإصلاحيون من جهة والشرقيون من جهة اخرى؛ اولئك الذين كانوا يسمون "فاشيون" تغلبوا على الراغبين في اقصائهم واحدثوا تغييرا تاريخيا. لكن رغم هذا الانجاز وفي ضوء القوى التي عملت في السنوات الاخيرة ضد اليمين، من الصعب الا نفكر في أن الانتصار هذه المرة أعظم ويحمل معاني أكبر. بينما حتى تحول 77 لم تكن أغلبية انتخابية لناخبي اليمين في الجمهور وعليه فانه لم يحظَ بـ "تلقي" الحكم، ففي كل المعارك الانتخابية الأخيرة الخمسة، بالمقابل، صوت الجمهور بأغلبيته الساحقة لأحزاب اليمين وللنواب ذوي المواقف اليمينية. لكن على مدى كل هذه الفترة جرى كل شيء – ببساطة كل شيء – لاجل منعها من أن تحقق الخيار الديمقراطي وتسمح لمن يترأس هذا المعسكر، نتنياهو، باقامة حكومة. ولئن كان تحول 77 نصرا سياسيا – اجتماعيا في اطار قواعد لعب ديمقراطية، فان نصر 2022 هو بمفاهيم عديدة النقيض لـثورة مناهضة للديمقراطية؛ ثورة قادتها قوى سياسية، قانونية واعلامية على حد سواء. من ناحية سياسية بدأ هذا بالفعل الغريب لليبرمان حين لم يوافق على الانضمام الى حكومة يمين في الجولة الاولى. وتبين لاحقا ان هذه خطوة سياسية أوسع اعدها بينيت، شكيد، ساعر وليبرمان – لمنع نتنياهو من أن يواصل كونه رئيس الليكود ورئيس المعسكر. وهكذا تم الدفع بدولة إسرائيل من انتخابات الى انتخابات. في كل مرة اتخذ حزب آخر صورة حزب يمين ومنع عمليا اقامة حكومة يمين. وكانت الذروة بالطبع عندما ارتبط بينيت وشكيد لاقامة حكومة يسار بواسطة أصوات مصوتي يمينا. من ناحية قانونية، منذ عهد الحكومة الـ 43 بذرت البذور لتجريم رئيس الوزراء نتنياهو لاجل محاولة الدفع نحو اعتزاله. واختلط دخان السيجار بسحابة التغطية العاطفة وسرعان ما لفقت لائحة شبهات، لائحة اتهام مع مئات الشهود وشعار "رشوة، غش وخيانة امانة". وفي الطريق الى الهدف سوغت كل سابقة قانونية، واتيحت كل ميزانية، وقدس كل عمل قانوني وغير قانوني -تسريبات، تعذيب شهود، زق أرجل. في انسجام مؤلم، فان معظم وسائل الاعلام اخفت بشكل منهاجي معلومات حيوية عن انجازات نتنياهو وحكمه من جهة وقادت حملة شيطنة له ولجمهور ناخبيه من جهة أخرى. أربع سنوات من حملة نزع الشرعية والكراهية اللاذعة، وفي اطارها حتى شجع التصويت لحزب التجمع، الذي يعارض وجود دولة إسرائيل وفضل على اقامة حكومة يمين. وعندما لم ينجح هذا، اعدت خطة احتياط لمواصلة الطريق: التوجه الى انتخابات سادسة، والسماح بتشكيل حكومة اقلية لا ترتبط بوجودها أو بحلها بتأييد اغلبية النواب. وبمعنى انه اذا لم ممكنا أن نغير الشعب – فسنغير طريقة الحكم. على هذا الخليط من القوى تغلب اليمين وانقذ الديمقراطية، ليس أقل.اضافة اعلان