‘‘أكلات شتوية‘‘ تعمّ البيوت وتضفي أجواء دافئة ومفرحة

أكلات تفضل عائلات تناولها بفصل الشتاء - (ارشيفية)
أكلات تفضل عائلات تناولها بفصل الشتاء - (ارشيفية)

تغريد السعايدة

عمان- ما أن تلامس نسمات البرد الأجواء، ويحل الشتاء معلنا عن موسم الأمطار؛ تسارع الأمهات للتفكير بصنع مأكولات "شتوية" بالمنزل تضفي الدفء، والأجواء المميزة على اللمات العائلية.اضافة اعلان
ومع بداية الموسم المطري، اجتمع أفراد أسرة أبو محمود في بيت العائلة الكبير بعطلة نهاية الأسبوع، ينتظرون جميعا تناول الأكلة الأقرب لقلبهم وهي "المكمورة" والتي تشتهر في مناطق شمال الأردن.
أم محمود، اعتادت بفصل الشتاء أن تطهو لأبنائها وأحفادها أكلات يفضلونها كل يوم جمعة. واختارت الأسبوع الماضي أن تطبخ المكمورة والتي يفضلها الجميع، وبزيت الزيتون الذي تم عصره حديثا.
تقول أم محمود إن الأجواء الشتوية، تفرض مكوث أفراد العائلة أوقاتا طويلة بالمنزل، وبالتالي التفكير بإعداد أكلات شهية تضفي الدفء والأجواء الجميلة، ويساهم الجميع بتحضيرها بمتعة.
الجلوس لساعات أكثر من أي وقت آخر، يتطلب من آيات محمود أن تقدم لعائلتها أجواء شتوية "بامتياز"، تبدأ من رائحة الأكلات "الدافئة" التي تعلق في أركان البيت، وتجعل الأبناء يفضلون البقاء أوقاتا طويلة بالمنزل.
وقامت آيات خلال الأسبوع الماضي بتحضير المواد الأساسية التي يتم استهلاك كميات مضاعفة منها في فصل الشتاء، خصوصا لأطفالها الذين يحتاجون لتغذية جيدة خلال الأيام الدراسية في برد الشتاء، بالإضافة إلى أطعمة وحلويات خفيفة كونهم لا يخرجون من البيت كثيرا خلال هذه الفترة.
"بوشار، حلويات، كيك، معجنات، شوربات، رز بحليب"، جميعها أنواع مختلفة تحضرها أم عمر في الشتاء، وتمد الجسد بالطاقة. وتضيف ام عمر، وهي موظفة ولديها أربعة ابناء، أنها تحرص كغيرها من الأمهات على أن تطهو المأكولات "الدسمة"، وتستعين في بعض الأحيان بوصفات والدتها، مثل الشوربات، وابرزها العدس، وكذلك المسخن والأكلات التي تحتوي على اللبن.
وتحضر أم عمر منذ الليل الأكلات، وتضع اللمسات الأخيرة عليها بعد عودتها من العمل، مثل "الملفوف، ورق العنب والكوسا، المقلوبة بالفول، الرشوف، المعجنات، الشوشبرك"، وخاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ولكون فصل الشتاء يتميز بـ "الجمعات العائلية"، يقبل العديد من الأشخاص على تخزين "مونة" البيت بأصنافها المختلفة، وخاصة بموسم الزيت والزيتون والمكدوس، كما تقول فاطمة جمال، التي بدأت والدتها منذ شهر بـ "كبس" الزيتون وتحضير المكدوس ومحشي الزيتون، والمخللات، والزعتر البلدي. هذه المقبلات، كما تصفها فاطمة، أهم ما تحتويه "السفرة الشتوية".
وبيت عائلة فاطمة هو البيت الكبير، إذ يجتمع الجميع، وتقوم والدتها بعمل الحلويات، والمعجنات، والمشروبات الساخنة التي يقتصر تناولها على فصل الشتاء، مثل "السحلب، القرفة، بعض الأعشاب المهدئة والمريحة للجسم. ولا تغفل الستينية فاطمة على أن تكون وجبة الغداء مليئة بالسعرات الحرارية.
وترى أخصائية التغذية سحر العفيف أن اقبال الأشخاص على الأغذية المُشبعة والسكريات والدهنيات والبروتينات بحجة أنها "تزيد من دفء الجسم ومقاومة البرد"، قد يؤثر سلبا على الصحة، إذ يجب مراعاة المحاذير الصحية، وخاصة في الشتاء الذي تقل فيه الحركة والجلوس لساعات دون نشاطات تخلص الجسد من الدهون الزائدة.
وتبين العفيف أن هناك مجموعة من البدائل التي يجب على الأشخاص أن يضيفوها إلى وجباتهم الشتوية للتخفيف من المضار الصحية التي قد تحدث بعد حين وتعطي الطاقة والدفء، ومن ضمنها "الشوربات" التي يُقبل عليها الجميع خلال هذا الفصل.
"شوربة العدس" ترى العفيف انها من أكثر الشوربات استهلاكا خلال هذه الفترة، كونها غنية بالبروتينات والحديد، ولكن تنصح بإضافة قليل من الليمون عليها، للمساعدة على امتصاص الحديد، ويمكن عمل شوربة الخضار التي تُعد من الأغذية المفيدة، وتحتوي على البروكلي مثلا، والحبوب المختلفة، ومختلف أنواع الخضار.
ولا ترى العفيف ضيرا من تناول اللحوم على اختلاف أنواعها، كما في تناول الدجاج والسمك، فهي أغذية غنية بالبروتين وتعطي شعوراً بالشبع، بحيث لا يحتاج الجسم إلى تناول كميات زائدة عن الحاجة من الحلويات لـ "سد الجوع" كما يعتقد البعض، كما أن جميع هذه الأغذية تعتمد في مدى صحتها على الطريقة المناسبة في طهيها، دون إضافات غير صحية.
أما الحلويات، فترى العفيف أن هناك أنواعا مختلفة غير مُشبعة بالسكريات، والتي يمكن الاستعاضة فيها عن تلك المليئة بالسكريات، كأن يتم تحضير "الرز بالحليب"، فعدا عن مكوناته الصحية، فهو مغذ ويزود الجسد بكمية من السكر الذي قد يحتاجه، ولكن لا يتم ذلك في حال تم زيادة نسبته على الحليب أو إضافة السمنة، كما يمكن استخدام البطاطا الحلوة لتغذية الجسم في هذه الفترة.
وتنصح العفيف بتناول الفواكه على اختلاف أنواعها، وخاصة الحمضيات، لما لها من فوائد جمة، ويمكن الاستفادة منها من خلال تحضير العصير الطازج، وعدم إضافة السكر عليه، ويمكن الاستغناء عن السكر بـ "العسل".
كما توفر الفواكه كمية مناسبة من السكر الطبيعي وغير المُصنع، كما يمكن تناول المشروبات الساخنة التي تمد الجسم بالدفء، مثل الزنجبيل أو القرفة أو النعنع على الشاي، ليكون أكثر صحة ودفئا.