“أكلوني لحما ورموني عظما”.. قصّة “أبو الكيك” النجم الكروي الذي يجمع “النفايات”

اضافة اعلان

عمان – يُسلط برنامج “رياضيون منسيون” الضوء كل يوم أربعاء، على قصة واحد من الرياضيين الأردنيين القدامى، في مختلف الألعاب الفردية والجماعية.


عبد المنعم سليمان عيسى، المعروف بـ “أبو الكيك” أحد النجوم القدامى للمنتخب العسكري لكرة القدم، يبلغ من العمر (74 عاماً)، لمع نجمه في حقبة الستينيات من القرن الماضي مع النادي الأهلي، وكان يمارس العديد من الألعاب الفردية، قبل أن يضع حداً لمسيرته الكروية عام 1975.


في الحلقة الجديدة من البرنامج الذي يعرض اليوم، على موقع الغد الإلكتروني (www.alghad.com) وعبر صفحات “الغد” على منصات التواصل الاجتماعي، “أبو الكيك” يروي لـ “الغد” فصولاً مثيرة من حياته، حيث بات يجمع علب “الكولا” وأكياس البلاستيك “الخردة”، بعدما تخلى عنه الجميع، وأصبح يتناول بعض طعامه أحيانا من “حاوية النفايات”.

بدايتك الرياضية؟
محمد عبدالمنعم سليمان عيسى، كانت بدايته الرياضية في مدرسة الأمير حسن بجبل الجوفة خلال الفترة الإعدادية، وبعدها: “جاء الراحل نظمي السعيد إلى مدرستي عندما كنت أول ثانوي، من أجل إتمام إجراءات نقلي إلى كلية الحسين، ومنها إلى النادي الأهلي، وسجلت مع النادي آنذاك كلاعب جاهز”.
وتابع “أبو الكيك”: “لقد كنت ألعب الكثير من الرياضات الفردية، وهي: جمباز، جومناستك، ألعاب قوى، سباحة، رمي قرص، رمح، زانة، وكنت متمكناً من جميع هذه الألعاب، وبعد ذلك انتقلت إلى الجيش لأداء خدمة العلم، ومثلت المنتخب العسكري، وكنت مدرباً ولاعباً في الشرطة الملكية وسلاح الهندسة”.


أين أصبح بك الحال اليوم؟
ويكشف: “أنا الآن أعيش حياة بدائية بسيطة، أشبه بالإنسان الأول، لا راتب ولا تقاعد ولا عمل ولا مأوى ولا مواصلة ولا ماء ولا كدر، ولأن الظروف الاقتصادية صعبة على الجميع ولكوني تعديت حاجز الـ 74 عاماً، لم يقبلوني بأي وظيفة، أنا أعمل الآن بجمع العلب الغازية الفارغة وأكياس البلاستيك، هذه خردة وطاقات مهدورة”.
ويضيف: “لم يتبق من عائلتي إلا أنا و3 أشقاء، اثنان منهم مصابان بمرض السرطان، وضحّيت بالزواج من أجل التركيز على رياضة كرة القدم، لكنني لم أجد التقدير الذي أستحقه سواء من النادي الأهلي أو اتحاد الكرة، كما أنني أعاني من أمراض الضغط والسكري وتآكل في فقرات العظم وتخثر دم بالكبد وصمام في القلب، وأعاني من قطع في الإصبع وديسك على مستوى الظهر”.


ويؤكد أبو الكيك: “أنا آكل من الشوارع فتات الأرض، عبر جمع مخلفات الأكياس الموجودة على الطرقات والتي تحتوي على الطعام، أنا لا أخجل من شيء، لقد هدم بيتنا منذ فترة طويلة وفقدت ألبوم صوري، لكن هناك صور لي في النادي الأهلي، لكنها غير موجودة اليوم، أنا إنسان ضعيف وفقير ولم أكن أستطيع شراء الصور من المصورين آنذاك”.

أنت تشكل قصة نجاح حقيقية في حقبة السبعينيات؟
يستطرد أبو الكيك: “جميع الأندية كانت تتمنى أن ألعب معها في ذلك الوقت، وتلقيت الكثير من العروض للعب داخل وخارج الأردن، ومثلت العديد من الأندية في لبنان ومصر وسورية والعراق، وزرت كذلك ألمانيا وخلال مداعبتي للكرة دون أن تسقط على الأرض لأكثر من 200 مرة، تلقيت عرضاً مغرياً بحضور بهجت عبد المنعم نجم القادسية، ووائل فيصل لاعب النادي الأهلي، وهو عبارة عن شيك مفتوح لوضع الرقم الذي أرغب بكتابته للعب هناك، لكنني استغربت من الاهتمام الزائد، ورفضت العرض”.


وأضاف: “بعد فترة قصيرة، تلقيت عرضا للعب مع نادي الأهلي المصري مقابل 150 جنيها، وبعد 3 أشهر تم رفع المبلغ، لكنني رفضت العرض، وكنت أتميز بتنفيذ ضربة “الآوت” من منتصف خط التماس إلى المرمى، بما يقارب مسافة 33 مترا، واليوم أكثر لاعب لا تتجاوز رميته مسافة 17 مترا”.


عاصرتم زمن الانتماء واليوم تعيشون عصر الاحتراف؟
أبو الكيك: “الوضع اليوم يختلف كثيراً عن الماضي، عندما واجهنا راسينغ اللبناني كنت أنال الإشادات من المنافسين قبل المحبين، أشعر وكأن هناك تعتيماً مقصوداً حتى نبقى في الظل، لكننا اليوم نعيش زمن الاحتراف وهناك تلميع كبير للاعبين”.

من المسؤول عن الظروف المعيشية الصعبة التي تمرون بها اليوم؟
يجيب: “المسؤولون لم يخططوا للاعبي الزمن الجميل من أجل النهوض بهم، رابطة الزمن الجميل بلاعبيها هم مؤسسو حركة الرياضة بهذه المملكة، لكنهم لم يعتنوا بنا، أنا أحمّل الجميع من اتحاد كرة ومسؤولين الوضع الحالي الذي أعيشه، لقد رميت نفسي عليهم رماية، لكنهم ما أرادوني لأطماع شخصية، لقد كان بإمكانهم تأميننا في وظائف معينة نستطيع العيش من خلالها، لكنهم لم يهتموا بنا على الإطلاق، لم نجد التقدير الذي نستحقه”.

متى اعتزلت رياضة كرة القدم؟
يقول: “اعتزلت رياضة كرة القدم عام 1975، لكن سليم حمدان رغب بإشراكي في مباراة اعتزال ناصر قنديل مع الوحدات ضد المنتخب الوطني عام 1979، وكنت واحداً من نجوم المباراة رغم انقطاعي عن ممارسة الرياضة لـ 4 سنوات آنذاك”.