ألاعيب انتخابات

يديعوت أحرونوت

سيفر بلوتسكر 23/1/2019

اضافة اعلان

منذ سنين، وبشدة أكبر في السنتين الماضيتين، كان الخطاب الاقتصادي في إسرائيل، الذي يؤثر على سياسة الحكومة تأثيرا مباشرا، يدور حول الكفاح في سبيل "غلاء المعيشة". غير أن هذا هدف خاطئ ومضلل: ففي السنة الماضية أيضا كان التضخم المالي في إسرائيل، بمعدل 0.8 في المائة، متدنيا جدا، عميقا تحت هدف الحكومة وتحت وتيرة الغلاء المتوسطة في دول منظمة OECD، نحو 3 في المائة في السنة.
فجدول الأسعار للمستهلك، دون البنود الاستثنائية – الخضار والفواكه وايجار الشقة – لم يتحرك على الاطلاق. صفر. كنتيجة لذلك كان الفرق في الأسعار بين إسرائيل والدول المتطورة الاعضاء في منظمة OECD قد اختفى تماما تقريبا في نهاية العام 2018، عندما اقترب سعر الدولار إلى 3.8 شيكل.
ان الانشغال المهووس بـ "غلاء المعيشة" يحرف السياسة الاقتصادية – الاجتماعية إلى مسارات جانبية، مريحة جدا للحكومة. من الاساسي إلى التافه: من النقص في الاسرة في المستشفيات، في الاطباء والممرضات إلى سعر معجون الاسنان. من التخلف الاخذ في التعمق بيننا وبين الغرب بمستوى وجودة الاعلام إلى أسعار الهاتف الخلوي. من الاكتظاظ الاعلى في منظمة OECD من حيث الطرق في إسرائيل إلى سعر موقف السيارة في المواقف البلدية. من المواصلات العامة في مستوى العالم الثالث إلى سعر بطاقة السفر في القطار.
من الحاجة إلى تنفيذ استطلاع احصائي شامل في اوساط الجمهور الاصولي لمعرفة كيفية وقف الانخفاض المتجدد في معدل العمالة للرجال الحريديم إلى تمويل استطلاع مقارن من مكتب الاحصاء المركزي بين الشبكات التجارية المختلفة، الذي تجريه في كل العالم وسائل الاعلام ومجالس الاستهلاك. من التعاطي المتصاعد في اوساط الشباب للمخدرات، الكحول (الرخيص) والادوية الخطيرة إلى أسعار قرص "الأكامول" (مخفف الآلام).
هذا الانحراف لبؤرة الاهتمام يسمح للحكومة في التملص من مواجهة المشاكل الاساس للاقتصاد والمجتمع. فقبل ثماني سنوات نشب هنا احتجاج شعاره "في مظاهرات كبرى في صيف 2011 كان "تغيير سلم الاولويات الحكومي". أي من التغييرات التي طالب بها قادة الاحتجاج في حينه، بما في ذلك لجم ميزانية الأمن من أجل زيادة ميزانيات الصحة والتعليم، البناء المكثف لتأجير الشقق للأزواج العاملين ذوي اطفال، الغاء امتيازات ضريبية غير مبررة وتوجيه المال الاضافي للتأهيل والتعليم، لم يخرج إلى حيز التنفيذ.
لقد حررت الحكومات نفسها من الحاجة إلى الاستجابة للازمات الاجتماعية الكثيرة وركزت جهودها على الألاعيب السحرية: الغاء ضريبة القيمة المضافة على الاستيراد الشخصي حتى 75 دولار، والزام الشبكات التجارية بان تشير، إلى جانب سعر المستهلك للمشتري الإسرائيلي – السعر الاستهلاكي المشابه للمشتري الالماني في فرانكفورت مثلا أيضا.
الحكومة الحالية التي تتحمل المسؤولية حتى الانتخابات لن تغير مفاهيمها وسياستها. من الحيوي بالتالي مطالبة الاحزاب المتنافسة في الانتخابات بتغيير ألوان دعايتها من اللون الكاكي للبزّة العسكرية إلى اللون الابيض لملابس الاطباء.