ألم الأسنان مرحلة متقدمة في التهاب اللثة

الإصابة بأمراض والتهابات اللثة تتسبب بفقدان 40 % من الأسنان - (أرشيفية)
الإصابة بأمراض والتهابات اللثة تتسبب بفقدان 40 % من الأسنان - (أرشيفية)

عمان- التهاب اللثة من الأمراض الشائعة في المجتمعات المتقدمة والفقيرة على حد سواء، وهو مرض تتحكم به ثقافة الإنسان الصحية اولاً وتزداد نسبة الاصابة بهذا المرض في المجتمعات الفقيرة بشكل ملحوظ بسبب انخفاض المستوى الاجتماعي والمادي وانخفاض الوعي الصحي.
وتشير إحصاءات طبية عالمية إلى أن 40 % من الأسنان تفقد بسبب الأصابة بأمراض والتهابات اللثة، لذلك فإنّ الوقاية منها من الأمور الأساسية لتفادي الإصابة بها، وذلك بالكشف المبكر عنه، فعلاج التهابات اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان يكون ممكناً في بدايته. أما في الحالات المتقدمة فإن العلاج الوحيد هو قلع الأسنان التي يصعب تعويضها مهما بلغت كفاءة الاسنان الاصطناعية.
وفي جميع الأحوال لا يمكن للطبيب عمل الكثير أو تقديم العلاج المطلوب بدون تعاون المريض، والالتزام بالنصائح والتوجيهات التي يقدمها الطبيب للمريض والمتصلة بتنظيف الاسنان بطريقة علمية وصحيحة والمراجعات الدورية المبرمجة للمريض المصاب بالتهاب اللثة عند الاصابة.
 ما الأسباب التي تؤدي  للإصابة بالتهاب اللثة؟
 تعد الصفيحة الجرثومية السبب الرئيس لالتهابات اللثة في بداية تكوينها، وتتكون من نزع طبقة خفيفة جداً من المواد البروتينية الموجودة في اللعاب؛ حيث تتجمع على أسطح السن وتكون بتماس مع اللثة. وبعدها تبدأ الميكروبات الموجودة في اللعاب بالالتصاق بهذه الصفيحة وتبدأ بتكوين البكتيريا غير المرضية للثة في الصيغة الموجبة، خاصة في الأيام الأولى من تكوينها، مع تقدم عمر الصفيحة الجرثومية؛ حيث يزداد سمكها وتتوفر فرصة لنمو البكتيريا اللاهوائية وفي الصيغة السالبة في طبقاتها السفلى، وهذه الانواع من البكتيريا تكون السبب لالتهابات اللثة، وواجب الشخص ان يزيل هذه الصفيحة الجرثومية من أسنانه يومياً بالفرشاة كي لا يعطي فرصة للبكتيريا اللاهوائية بالنمو.
 كيف يشعر المريض أنه مصاب بالتهابات اللثة؟
 من الامور المهمة التي يجب أن يعرفها الشخص هي أن التهابات اللثة في غالبية مراحلها غير مصحوبة بالألم، ولا يشعر المريض بها لأنها التهابات مزمنة فالألم يصاحب المريض ببعض الحالات المتقدمة، وفي هذه المرحلة يعجز الطبيب أن يقدم عوناً يذكر للمريض, لكن يمكن للمريض ملاحظة الأمور الآتية:
(1) نزف اللثة المستمر أثناء استخدام الفرشاة او تناول أية فاكهة قوية.
(2) ظهور روائح غير مستحبة بالفم.
(3) ظهور ترسبات جيرية على الأسنان.
(4) حدوث جيوب عميقة في اللثة حول الأسنان.
(5) ظهور حركة في الأسنان.
وعند ملاحظة هذه الأعراض على المريض أن يراجع فوراً طبيب الاسنان ولا يترك الحالة حتى لا تتساقط أسنانه فجأة.
 ما طرق علاج التهابات اللثة؟
يعتمد العلاج على حالة المرض عند الفحص والتشخيص في المراحل المبكرة جداً، وقد يكون العلاج فقط بتنظيف الأسنان بالفرشاة وتوعية المريض من قبل الطبيب باستعمال الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان.
والحالات المتوسطة قد يكون علاجها بتنظيف الأسنان من قبل طبيب الأسنان مع عمل كورتاج بسيط للثة أما الحالات المتقدمة فقد تحتاج الى تداخلات جراحية لعلاجها. وفي الحالات المتقدمة جداً يكون العلاج بقلع الاسنان المصابة.
 هل جميع الأشخاص عرضة لالتهابات اللثة الجرثومية؟
 نعم اذا اهملوا تنظيف أسنانهم كلياً. لكن هناك أشخاصا عرضة لالتهابات اللثة اكثر من غيرهم وهم:
(1) المصابون بداء السكري: حيث ان نسبة إصابتهم عن الناس العاديين اربع الى ست مرات، لهذا يحتاج مرضى السكري الى برنامج وقائي وعلاجي خاص من قبل اختصاصي اللثة، لأن هناك خللا في جهاز المناعة في الجسم بشكل عام وفي اللثة بشكل خاص عند مرضى السكري، وهذا يجعل اللثة غير قابلة على مواجهة الترسبات الجرثومية على الاسنان وتكون فرصة الاصابة بالتهابات اللثة اكثر من الأشخاص الاصحاء.
(2) الشباب في عمر البلوغ والنساء الحوامل: حيث الاختلال الهرموني عندهم يساعد على الإصابة بأمراض اللثة.
(3) العامل الوراثي: بعض العوائل عرضة لالتهابات اللثة اكثر من غيرهم لان هناك جينات مسؤولة عن هذه الحالة تعتمد على نوع البكتريا الموجودة في اللعاب. وهذه البكتريا من النوع المسبب لأمراض اللثة.
(4) المدخنون: هم عرضة للاصابة بأمراض اللثة أكثر بأربع مرات من الآخرين.
حيث السموم الموجودة بالتبغ تقلل المناعة باللثة مع تقليص الاوعية الدموية الشعرية في اللثة وبهذا تفقد اللثة أبسط مقومات المناعة الطبيعية.
(5) بعض الأدوية للأمراض المزمنة: مثل بعض أدوية ضغط الدم المرتفع وأدوية علاج الصرع وأدوية تقليل المناعة التي تستخدم من قبل مرضى زرع الكلى.
(6) الامراض التي تسبب نقص المناعة المكتسبة مثل الايدز.
(7) أمراض الدم مثل سرطان الدم وغيرها.
 كيف تقي نفسك من امراض التهابات اللثة؟
(1) المراجعة الدورية لطبيب الاسنان كل ستة أشهر لغرض اجراء الفحص على اللثة وكشف المرض في حالته المبكرة واجراء تنظيف دوري للاسنان.
(2) تنظيف الأسنان بواقع مرتين في اليوم صباحاً ومساءً، ويستحسن استشارة الطبيب حول الطريقة الصحيحة لاستعمال الفرشاة والخيوط الطبية لتنظيف ما بين الأسنان.
(3) الامتناع عن التدخين لغرض الحفاظ على صحة وسلامة الجسم بشكل عام واللثة بشكل خاص.

الدكتور معين حداد رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية

اضافة اعلان

نقابة أطباء الأسنان الأردنية
[email protected]