أمجد المسلماني يكتب: منافسة دول الإقليم سياحيا

امجد المسلماني *

استعدادا للموسم السياحي أمضيت عدة ايام في تركيا، أجريت خلالها لقاءات مع مستثمرين في القطاع السياحي ومكاتب سياحية عديدة في انتاليا واسطنبول وبودرم وطرابزون، وذلك للإشراف على التجهيز والاعداد لما بعد الشهر الفضيل وموسم الصيف السياحي. وهي ليست المرة الأولى التي أزور بها هذه المدن السياحية ولكني شعرت بأنها أول زيارة ، ففي كل عام يمكنك ان تشاهد منشآت سياحية جديدة واستثمارات جديدة وخدمات سياحية متنوعة أكثر ومنافسة أكبر بين مقدمي الخدمة السياحية.اضافة اعلان
من يعمل في السياحة يعلم تماما أنه لا وزارة سياحة ولا هيئة تستطيع الترويج لأي بلد في العالم مقارنة مع ما يمكن أن يقدمه لك سائح أمضى ايام جميلة وتم توفير كافة متطلباته لأنه في هذه الحالة سوف تتأكد أن هذا السائح ليس فقط سيعود مجددا لزيارة البلد بل سيكون برفقة أصدقائه وهذا يعد أكبر وأهم ترويج للسياحة.
عدد من الاجتماعات واللقاءات اجريتها مع إدارات فنادق ومنشآت سياحية في تركيا وكانوا مجمعين على أن لا تفاوض على الاسعار بل على الامكانات والخدمات فكل مستويات الاسعار والخدمات متوفرة وكل ما تطلبه تستطيع الحصول عليه فقط انت عليك أن تقرر ماذا تريد.
للأسف أننا مانزال نعاني من مشاكل مرتبطة بقطاع السياحة تجاوزوها في تركيا منذ سنوات ونحن نقف عاجزين عن حلها فأبسط ما يحتاجه السائح هو وسيلة نقل مريحة ومهيئة لنقله وهذا غير متوفر لدينا فحتى لو أعلنت وزارة النقل مؤخرا عن شركات نقل جديدة فهذا لن يقدم أو يؤخر في الوضع لأن المشكلة بنظام النقل التعجيزي الذي بشروطه يشكل حماية لشركات معينة وهذا لن يسمح لأي تنافس أو تطور في هذا القطاع.
ما شاهدته فيما يتعلق بالنقل السياحي قد يكون بحد ذاته من أهم أسباب الزيادة السنوية الكبيرة في أعداد السياح المتجهين إلى تركيا فكافة وسائل النقل متوفرة بكافة الأنواع والأحجام وبمختلف الأسعار التي تلبي احتياجات كافة السياح ولاحظت أن ما يحدد نوعية وعدد وسائل النقل السياحي هي حاجة السوق والمنافسة الشديدة بين مقدمي هذه الخدمة.
في هذه اللقاءات التي اجريتها وجدت رغبة كبيرة لدى الكثير من العاملين في السياحة التركية بزيادة أعداد السياح الأتراك القادمين للأردن وسنجري خلال الفترة المقبلة العديد من الاجتماعات لإبرام اتفاقيات بهذا الخصوص.
لا يوجد لديهم إمكانات سياحية أكثر مما لدينا ولكن للأسف يوجد لدينا أياد تكره وتخاف من التطور وترفض أن يتقدم قطاع السياحة وتبقينا محرومين من أن نوفر قطاعا يخدم السائح فنحن لسنا عاجزين عن أن نصبح سياحيا مثل اسطنبول أو انتاليا أو بودرم أو مارمريس أو غيرها من الدول التي استفادت من السياحة ولكن للاسف يحاول البعض وضع العصي في الدولايب ومنع قطاع السياحة من التطور وهذا لن يتحقق لهم، فالتطور قادم.
كافة إمكانات السياحة الاساسية متوفره في الأردن ولا نحتاج سوى لإرادة حقيقية حتى نصبح أفضل من الكثير من دول الاقليم ولكن الوقت يمضي وليس في صالحنا البقاء مكتوفي الأيدي لأننا على هذا الوضع نخرج من أي منافسة مع دول الإقليم ونحن قادرين إذا أردنا وفقط إذا أردنا أن نكون الأفضل.


نائب سابق*