أمراض اللثة: الوقاية والعلاج

يوصى بزيارة المريض في حال كان هناك نزيف مستمر في اللثة -(أرشيفية)
يوصى بزيارة المريض في حال كان هناك نزيف مستمر في اللثة -(أرشيفية)

عمان-  أسنانك معدّة لخدمتك مدى الحياة، وبإمكانها فعل ذلك بشرط العناية بها بشكل صحيح، ولكنها لن تفعل ذلك إذا أهملت؛ حيث تشير الأبحاث الى أن الكبار يفقدون أسنانهم بسبب أمراض اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان بنسبة أكبر من نسب فقدانها بسبب نخر الأسنان، وبما أن أمراض اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان لا تكون دائما مصحوبة بالألم، وتتطور ببطء، فمن الضروري جدا مراجعة طبيب الأسنان في زيارات دورية منتظمة لتفقد الأسنان واللثة، الذي بدوره يستطيع أن يكشف عن وجود إشارات المرض الخفية قبل أن تستفحل وتؤدي الى فقدان الأسنان.اضافة اعلان
من أبرز تلك الأمراض وأكثرها شيوعا
- التهاب اللثة: حيث تصاب أنسجة اللثة فقط بالالتهاب، وتظهر اللثة حمراء لامعة تنزف عند أي ضغط عليها، ويمكن شفاء هذه الحالة تماما اذا عولجت مبكرا قبل أن تتطور الى:
- التهاب الأنسجة ما حول السنية، والتي تشمل أجزاء اللثة كافة، بالإضافة الى العظم الداعم للأسنان، وهذا الالتهاب يسبب تغيرات دائمة في الأنسجة؛ حيث يصعب إرجاعها بعد العلاج الى وضعها الطبيعي، وتكون أعراض تلك الحالة نزف من اللثة ورائحة كريهة من الفم وحركة الأسنان واستطالتها وألم في بعض الأحيان.
أسباب الأمراض اللثوية وأعراضها
- اللويحة الجرثومية السنية (البليك)، والتي هي عبارة عن غشاء رقيق من بروتينات اللعاب، تحتوي على الجراثيم، وتعد السبب الرئيسي لأمراض اللثة، وفيما يلي عرض لما يحدث: لدى كل الناس أنواع كثيرة من البكتيريا، والجراثيم موجودة بشكل طبيعي في أفواههم، ولكن حتى مع تنظيف الأسنان بشكل جيد، فإن الكثير من تلك الجراثيم تبقى في الفم، وخلال ساعات، فإنها تتكاثر مكونة هذه اللويحة الجرثومية على الأسنان؛ وخصوصا على الخط الفاصل بين السن واللثة.
إن هذه البكتيريا تسبب التهابا في اللثة اذا لم تنظف بمعدل مرتين يوميا على الأقل،  بعد الإفطار صباحا ومرة قبل النوم، وإذا استمرت تلك اللويحة ملتصقة على السن بدون إزالتها لفترة أطول، فإنها تبدأ بالتكلس؛ حيث تتراكم على الأسنان مادة تسمى الرواسب الكلسية (أصلها من اللعاب)، وهذه تؤدي الى استقبال كمية أكبر من البكتيريا على شكل اللويحة الجرثومية، ومع الوقت، فإن اللثة تبتعد بالتدريج عن السن بفعل تلك الرواسب، ما يؤدي الى تكون جيوب لثوية تمتلئ بالجراثيم والقيح وبقايا الطعام التي تتعفن فتنبعث منها الرائحة الكريهة، وفي الوقت نفسه، فإن العظم الداعم للأسنان يتحطم ويذوب بفعل السموم التي تنتجها الجراثيم في الجيوب اللثوية؛ حيث تكون قريبة من العظم، ولذلك فإن الأسنان تبدأ بالتحرك وتتراجع اللثة؛ بحيث تنكشف جذور الأسنان فتسبب الألم مع الحرارة والبرودة، وتظهر فراغات بين الأسنان يكون منظرها غير مستحب، إضافة الى ذلك، فإن اللثة تكون ملتهبة وشكلها غير طبيعي وتنزف بسهولة، وقد يحدث التهاب في أحد تلك الجيوب اللثوية، ما يؤدي الى ألم شديد، وفي هذه الحالات من المرض، تصبح الأسنان بحاجة ماسة للعلاج المكثف لمنع فقدانها.
وهناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر وشدة وسرعة تطور الحالة؛ ومن هذه العوامل:
1 - الأدوية والعلاجات: إن العلاجات التي تقلل من إفراز اللعاب، والعلاجات التي لها تأثير في خفض المناعة، تؤدي الى ضعف في مقاومة اللثة للجراثيم والالتهابات؛ مثل السيترويدات، وبعض الأدوية المضادة لمرض الصرع، والأدوية المعالجة للسرطان.
2 - الحمل واستعمال موانع الحمل العفوية بالنسبة للسيدات، وفي هذه الحالات تزداد نسبة تركيز الهرمونات في الدم، وهذا يشجع على نمو البكتيريا، مما يؤدي الى تفاقم أمراض اللثة.
3 - الأمراض الجهازية: مثل مرض السكري وأمراض الغدد الصماء وأمراض المناعة، فكلها تؤدي إلى تقليل مقاومة النسيج اللثوية للالتهابات.
4 - التدخين: أثبتت الدراسات أن أمراض اللثة لدى المدخنين أكثر منها بين غير المدخنين.
5 - المشاكل الموجودة داخل الفم: مثل سوء الإطباق والحشوات السنية الرديئة التصميم، وتؤدي الى تراكم بقايا الطعام وتراكم اللويحة الجرثومية.
6 - المأكولات: إن أكل الوجبات الخفيفة والحلويات بين الوجبات الرئيسية يؤدي الى زيادة تراكم اللويحة الجرثومية.
7 - المشاكل النفسية: إن القلق والضغوط النفسية والتوتر والاكتئاب يمكن لها أن تزيد من سوء حالة أمراض اللثة، إما عن طريق تقليل إفراز اللعاب أو جعل الإنسان يضغط عليها أسنانه بشكل مستمر، وهذا يؤدي الى تفاقم أمراض اللثة.
8 - العمر: إن فرصة الإصابة بأمراض اللثة تزداد بازدياد العمر.
هل أواجه خطر فقدان أسناني؟
تستطيع أن تساعد طبيب الأسنان ونفسك في محاربتك لأمراض ما حول السن بتعلم العلامات التحذيرية التالية:
1 - اللثة التي تنزف بسهولة.
2 - اللثة الحمراء المتورمة والحساسة.
3 - اللثة التي تراجعت عن مكانها.
4 - الصديد الذي يظهر بين اللثة والأسنان حينما تضغط على اللثة.
5 - الشعور بطعم سيئ ورائحة فم سيئة.
6 - الأسنان الدائمة (غير المؤقتة) التي تبدأ بالتحرك.
7 - أي تغيير في ثبات الأجهزة السنية المتحركة.
الوقاية والعلاج
- إن الحفاظ على أسنانك ولثتك سليمة مدى الحياة سهل ويسير إذا تم الاعتناء بصورة جيدة بصحة فموية جيدة، والطريقة الوحيدة لضمان عدم إصابتك بأمراض اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان هي أن تزيل اللويحة الجرثومية يوميا، وهذا يعني تنظيف أسنانك جيدا (مرتين يوميا على الأقل)، وخصوصا المنطقة الفاصلة بين الأسنان واللثة.
- إن تنظيف الأسنان يعني أكثر من مجرد استعمال الفرشاة والمعجون؛ لأن الفرشاة، مع أنها تنظف سطوح الأسنان الظاهرة، إلا أنها لا تنظف ما بين الأسنان، وهنا يأتي دور الخيط السني الذي ينظف المناطق المخفية بين الأسنان والمنطقة الفاصلة بين الأسنان واللثة؛ حيث تبدأ منها الأمراض، كما أنه من الضروري مراجعة طبيب الأسنان بانتظام للتفقد الدوري للأسنان واللثة، ولإزالة الرواسب الكلسية الملتصقة بالأسنان وتنظيف الجيوب اللثوية إن وجدت، وقد يصف الطبيب علاجات أو غسول للفم لعلاج الأمراض الموجودة.
الدكتور معين حداد
رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية
نقابة أطباء الأسنان