أمر الساعة – العيش معا

هآرتس بقلم: أسرة التحرير 18/5/2021 في الأيام الأخيرة، وفي ذروة المواجهات الأليمة بين العرب واليهود، جرت نشاطات يهودية عربية واسعة لمنظمات المجتمع المدني. وشارك في هذه النشاطات آلاف المواطنين العرب واليهود، بمن فيهم من شخصيات عامة، في داخل المدن وخارجها. ما يميز هذه النشاطات هو أنها تجري أيضا فيما "تضج المدافع"، بالتوازي مع أعمال الشغب والفتك، ولا سيما في المدن المختلطة. وهذا مصدر للأمل. في الماضي كانت النشاطات التي تجرى في زمن مثل هذه الأحداث محصورة للغاية، ولم تتسع إلا بعد أن تبدد التوتر. وعليه، فرغم الدهشة والاحباط اللذين تملكا مواطني الدولة في ضوء الأحداث الخطيرة يمكن أن نرى في الظاهرة دليلا ليس فقط على أن كل شيء ضاع بل تخرج من هنا بشرى للحياة المشتركة على أساس المساواة والاحترام المتبادل. فالقدرة على العيش المشترك لا يختبر فقط في الأيام الهادئة بل أساسا في الأيام المتوترة. وساهمت في هذا التطور المكانة الآخذة في التعزز للعرب في كل فروع الاقتصاد والخدمات العامة مثلما هي أيضا نشاطات منظمات المجتمع المدني التي على مدى السنين أعدت التربة لحياة مشتركة. إن نتيجة هذا العمل المثابر نراها الآن في وضع طوارىء غير مسبوق تقريبا أيضا، نجد أن المبنى المشترك لا يتفكك. يجدر بالذكر أن قبل بضعة اشهر فقط عملت الطواقم الطبية في كل أرجاء البلاد كتفا بكتف في مكافحة فيروس الكورونا. وكان هذا النشاط المشترك علامة طريق هامة في الحياة المشتركة. وليس صدفة أن الدعوة ضد العنف ومن أجل التعاون تخرج من هذه الطواقم. على خلفية محاولات التهييج من جانب بعض السياسيين، والشخصيات العامة ووسائل الإعلام، تبرز يقظة زعماء سياسيين، عرب ويهود، على المستوى القطري والمحلي، ممن يشرعون في مبادرات وحوار من أجل تخفيض مستوى اللهيب. صحيح أنه توجد خلافات عميقة في المجتمع الإسرائيلي وصحيح أن ما يحصل في القدس، وفي قطاع غزة وفي الضفة الغربية يؤثر مباشرة إلى الهامش الاجتماعي المدني في أوساط الفئتين السكانيتين، اليهود والعرب، ولكن لا بديل عن الحوار المشترك والحقيقي، وهذا هو السبيل الوحيد لتبديد أجواء التوتر، العداء والشك. العرب واليهود ولا سيما في المدن المختلطة، يعيشون الباب الى جانب الباب والشارع الى جانب الشارع. وأظهرت الأيام الأخيرة للفئتين السكانيتين كما خطيرا ومحبطا للعيش في أجواء الخوف وعدم الثقة. وعليه فعلى مستوى الحي، الشارع والمنطقة العامة أيضا توجد قيمة عظيمة في نشاطات مشتركة ولكل مبادرة وحدة وتقريب. عندما يختار رئيس الوزراء أن يتهم وسطا ما بالجريمة وبالعنف، فإن الخلاص يجب أن يأتي من تحت، من الميدان نفسه.اضافة اعلان