أمسية تستعيد إرث نزار قباني الشعري بالغناء عبر أربع تجارب

المجمع العربي للموسيقى يوزع جوائزه السنوية في عمّان

علي عبدالأمير

عمّان - أحيا "المجمع العربي للموسيقى" التابع لجامعة الدول العربية، حفلا في مركز الحسين الثقافي الأربعاء الماضي تضمن توزيع جوائزه للعام 2009، إلى جانب فقرة غنائية احتفت بالشاعر الراحل نزار قباني.

اضافة اعلان

وقدّمت أصوات أردنية بصحبة "فرقة عمان للموسيقى العربية" و"فرقة عمان سموفينتا" بقيادة محمد عثمان صديق أغنيات كان صاحب ديوان "الرسم بالكلمات" صاغ مفرداتها، وأصبحت لونا خاصا في الأغنية العربية المعاصرة.

أمين المجمع العربي للموسيقى كفاح فاخوري قال إنّ "الاحتفال بتوزيع جوائز المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية في أمسية الليلة هو الاحتفال الخامس الذي نقيمه منذ أن أطلقنا مبادرة منح الجوائز لأعلام موسيقيين عرباً نذروا حياتهم في خدمة الموسيقى العربية وانتشارها".

وأشار إلى إقامة الاحتفال في المرات الأربع الماضية اعتباراً من العام 1999 في دار الأوبرا بالقاهرة، برعاية أمين عام جامعة الدول العربية وحضوره، مبينا أنها المرّة الأولى التي يقام فيها الاحتفال في عمّان، حيث مقر أمين المجمع ومركز بحوث المجمع.

وبشأن الدور الفني والعلمي للمجمع العربي للموسيقى، أوضح فاخوري أنّ "المجمع التجمّع الموسيقي الأبرز في الساحة الثقافية العربية الذي يضم كبار علماء الموسيقى العربية المعاصرين الذين حملوا المشعل من الأسلاف كالفارابي والكندي وإسحق الموصلي وزرياب والأصفهاني وارتضوا الظل، وليس الذل لتعزيز الهوية الموسيقية العربية في ذاكرة الإنسان العربي رغم موجات الاستلاب والمحاكاة الببغائية والنماذج الوافدة الجذابة".

وفيما حضر أغلب الفائزين إلا أن المطربة وردة الجزائرية (جائزة الأداء) لم تتمكن من الحضور، وهو ما أشار اليه فاخوري "كم كنا نتمنى لو تمكنت المطربة الكبيرة وردة الجزائرية من أن تكون بيننا الليلة للتكريم، إلا أن ذلك تعذر كما أن الظروف حالت في اللحظات الأخيرة من حضور زوجة ابنها رياض قصري، السيدة يولا، لتتسلم الجائزة عنها بعد وعكة صحية مفاجئة ألمّت بوالدة الكنّة". ونوه إلى إمكانية تسليمها الجائزة من قبل أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في القاهرة "في وقت قريب".

ودعا فاخوري رئيس المجمع العربي للموسيقى الدكتورة رتيبة الحفني إلى خشبة المسرح لتقديم الجوائز، والتي كانت على النحو التالي:

جائزة الأداء ظفرت بها المطربة الكبيرة وردة الجزائرية التي بدأت مشوارها الفني من باريس حين كانت تؤدي في الحادية عشرة من عمرها أغاني أشهر كبار مطربي الشرق العربي. وانتقلت لاحقاً إلى مصر وغنت لكبار ملحنيها: رياض السنباطي، محمد عبدالوهاب، كمال الطويل، محمد الموجي، سيد مكاوي، وزوجها بليغ حمدي الذي خصها بأجمل أغانيه. في رصيدها مئات الأغاني التي تشكل جزءاً من الذاكرة الموسيقية العربية. ولفت المجمع العربي للموسيقى الى ان جائزة الأداء التي يخص بها السيدة وردة "عربون وفاء وتقدير لمسيرتها الفنية الحافلة بالأداء الموسيقي العربي الأصيل ونشره".

جائزة البحوث والدراسات، وذهبت الى الباحث الموسيقي المغربي عبدالعزيز بن عبدالجليل، مواليد مكناس، وخريج جامعة القرويين في فاس. وهو عمل مستشاراً موسيقياً في وزارة الشؤون الثقافية المغربية ومديراً للمعهد الوطني للموسيقى بمكناس.

جائزة الإنتاج الموسيقي، وفاز بها الباحث العراقي حبيب ظاهر العباس، وهو خريج جامعة بغداد في العلوم الموسيقية. وفي تحية للفائز بجائزة الأداء المطربة وردة الجزائرية، قدمت أغنيتها "في يوم وليلة" التي صاغ ألحانها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بصوت الأردنية الشابة نتالي السمعان التي ولدت في عمّان سنة 1995 في كنف عائلة متذوقة للفن، وأحبت الغناء والموسيقى، تميزت منذ نعومة أظفارها بحبها لغناء الطرب الأصيل، انضمت إلى المعهد الوطني للموسيقى لتعلّم العزف على آلة العود والتدرب على أصول الغناء العربي منذ العام 2006 وما تزال تدرس في المعهد حتى الآن.

واجتهدت السمعان في تقديم أغنية صارت واحدة من علامات الغناء بحسب طريقة أداء المطربة الجزائرية الكبيرة.

وقبل البدء بالفقرة الثانية في الحفل الذي أخرجته الفنانة غادة سابا، وحاولت جعله حفلا منفتحا على السمع والبصر في آن من خلال المزج بين الأنغام والصورة الوثائقية الممنتجة وفق أسلوب (فيلم وثائقي قصير)، عرض فيلم عن الشاعر الراحل نزار قباني، أظهر أبرز مراحله الشعرية والإنسانية وتوقف عند إنجازه الخاص الذي ارتبط بالغناء العربي المعاصر، ومنه تعرفت جمهرة المستمعين في الحفل إلى أغنية "لا تسألوني" وهي من ألحان الأخوين رحباني، وأدّتها ليندا حجازي التي عرفت من قبل مطربة متمكنة بمشاركات في عدد من المسابقات المحلية والدولية، وساهمت في التعريف بألوان التراث الغنائي الأردني. فشاركت في مهرجان جرش للثقافة والفنون، كما تشارك في معظم أمسيات فرقة عمان للموسيقى العربية التي تقام عادة في الاثنين الأول من كل شهر. وعرفت بأنها "تغني الآخرين بأسلوبها مبتعدة عن المحاكاة".

كما قدمت فقرة تداخلت فيها أغنيتا "زيديني عشقاً" و"حافية القدمين" التي أوردها البرنامج تحت اسم "هل عندك شك" وهما من ألحان كاظم الساهر بصوت الطبيب والمطرب والعازف والدارس لعلوم "العلاج بالموسيقى" مهند عطاالله، فيما أدت المطربة هيفاء كمال أغنية "كلمات" التي صاغها موسيقيا الملحن إحسان المنذر وأدتها برقة متناهية المطربة ماجدة الرومي. وحاولت المطربة كمال التي تواصل دراستها الجامعية في فرع الغناء في المعهد الوطني للموسيقى وعملها عضوة في "فرقة عمان للموسيقى العربية" و"فرقة عمان سمفونيتا"، أن تطبع الأغنية ببصمتها الخاصة وهو ما منح الأغنية ملامح بدت أقرب الى روحية المطربة الأردنية الشابة.

وكان مسك ختام الحفل قصيدة "رسالة من تحت الماء" التي وضع ألحانها محمد الموجي، وقدمها بصوته المتمرس المطرب عطاالله هنديلة الذي عرفه جمهور الموسيقى العربية الرصينة في الأردن من قبل مطربا متخصصا في أداء الغناء الأصيل، فسبق له أن شارك مع أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى في إحياء الذكرى العشرين للفنان عبدالحليم حافظ (1997) والذكرى الثالثة والعشرين (2000) والذكرى الرابعة والعشرين (2001). كما شارك مؤخرا مع "فرقة عمان سمفونيتا" في حفلة حملت العنوان "الأسطورتان ? فيروز وعبدالحليم حافظ".