أمسية شعرية في جنين

عزيزة علي

جنين- تجمع شعراء عرب في قاعة سينما جنين القديمة للمشاركة في أمسية ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب في دورته العاشرة "فلسطين تقرأ".اضافة اعلان
وشارك في الأمسية كل من: مازن معروف فلسطيني من "لبنان"، ياسين عدنان "المغرب"، سامي الذيبي "تونس"، موفق ملكاوي وعمر أبوالهيجاء "الأردن"، ونهيل مهنا من "فلسطين"، بحضور نائب رئيس بلدة جنين.
وأشار المشاركون في الأمسية الى أن حضورهم الى فلسطين والمشاركة في الفعاليات الثقافية يعد تحديا للاحتلال الصهيوني وتأكيدا لعروبة تراب فلسطين.
قرأ الشاعر والمترجم الفلسطيني المولود في بيروت مازن معروف من ديوان "ملاك على حبل غسيل"، مجموعة من القصائد منها قصيدة بعنوان "فيزياء غير مقصودة"، يقول فيها "نهاري أصفر/كاسنان حشاش/أحلم بازميل/وسمكري غاضب/يثبت قدمي الى الاسفلت/ بمسماري فولاذ/ويرحل/ أحلم باظفر ينمو الى الداخل/أحك به شرايين قلبي/ الآن/ أي طائر/ يستطيع أن يأتي/بكل وقاحة/أن يستعير عظام صدري".
فيما قرأ الشاعر المغربي ياسين عدنان مقطعا من قصيدة بعنوان "رصيف القيامة"، يقول فيها "لكن الشيوخ الذين كانوا تحت الجمّيزة/المأهولة بالأرواح العطشى/ لم يصدقوا الماء ولا الهواء ولا بركة العاشقين/ وواصلوا النفخ/ على النار التي تأكل أحلامهم/ وحينما اختارت بنت في عمر فراشة/ البكاء/ لتبرد نارها/ لم يسعفها الدمع/ فحفرت حيث كانت العينان".
من جانبه، قرأ الشاعر التونسي سامي الذيبي بعضا من قصائده منها قصيدة بعنوان "لنكن صريحين"، يقول في مطلعها: "لنكن صريحين في مسألة الدراسة/ كنت أكره الدراسة والدروس/ وأحب العطل واللعب كثيرا/ ولكنني واصلت تعليمي/ فقط كي أحصل كل مساء على ساندويتش بالهريسة والسردينة/ كانت تقدمه الحكومة لأبناء المناطق النائية./ لنكن صريحين في مسألة الأناقة/ في طفولتي كنت أملك/ سروالا واحدا/ وجوربا واحدا/ وحذاء ممزقا وواحدا/ وحلما واحدا مفاده أنني عندما أكبر سانتقم من عرائي".
ثم قرأ الزميل موفق ملكاوي نصا بعنوان "أهلا بكم في الشرق"، يقول فيها: "لم ينته الاحتراق بعد، فما يزال في جعبة الغيب ليل كثير سينثره فوق أشلائنا. وما يزال الشرق يرمي على أوجاعنا الخذلان والخرافة والتيه: نريد شهداء كثيرين يقبعون فوق لافتات معدنية لشوارع منسية، كي نعزف لهم مقطوعات حزينة لا يتوقف عندها أحد.
نريد محترفي حرب يضحكون عاليا كلما ارتفع نهر من دم فوق قرية أو مخيم. وحدائق أشبه بالزنازين الضيقة، ولوحات يرسمها أزيز الرصاص على جسد المارة.
نريد أمهات غير عابئات بالجوع الذي يقطف الطفولة، وأطفالا أقل كي لا يذكروننا بعوراتنا كلها.
نريد هلالا غير خصيب، وشاما تحتلها "غيرنيكا". أهلا بكم في جنة الشرق".
من جهتها قرأت الشاعرة نهبل نصا استذكرت فيها عذابات الروح وعاينت معاناة غزة هاشم، تقول في نصها: "طيفك الليلة كثير عليّ/ في النوم المتكرر أراك/ في صوت الصواريخ في خوف الأطفال/ نفدت البطارية ولم أقل لك".
واختتمت الأمسية بقراءة الشاعر أبوالهيجاء الذي قرأ قصيدة "في المنزل القديم"، والتي يقول فيها: "في المنزل القديم/ ننام في حضن الشجرة/ من أعشاش الصدر عصافير لم تزل مصابة بالطيران/ في المنزل القديم ما زلنا دراويش".
رأى الشاعر التونسي سامي الذيبي الذي يزور فلسطين لأول مرة أنه من خلال تجربته المتواضعة؛ حيث إنه زار العديد من الدول ولكنه لم تكن لديه تلك الطاقة من السعادة والمحبة التي تغمره وهو "يتنفس هواء فلسطين"، فكان على مخرج سينمائي أن يصور تلك اللحظة عندما أخبره أنه يستعد للسفر الى فلسطين، قائلا: "أنا هنا في فلسطين أتذكر شهداء وشعراء كثر تنفسوا هواء وتراب فلسطين وسلقوا أحلامهم من حجر صغير ليعبدوا لنا طريق الكفاح والصبر والحب والحياة وإذا".
بينما قال الشاعر المغرب ياسين عدنان الذي يحضر الى فلسطين لأول مرة أيضا "إن فلسطين مثلما ترددت الأغنية والقصيدة والكتاب، أصبحت أشبه ما يكون في أسطور"، مشيرا إلى أن قدومه الى فلسطين "يحرر بقدر ما يحررها من الأسطور، فأنا ممتلئ بالفرح وأنا أكتشف من خلال مدينة رام الله بلدا جميلا مفعما بالحياة ويستحق الحياة".