أمور لا ترى من واشنطن

يديعوت أحرونوت

غيورا ايلند

التفكير الأميركي بالنسبة للمسيرة السلمية ينطلق من فرضية انه يجب دوما بذل المزيد من الجهد في المسيرة السلمية لاجل انهائها. المطلوب إعادة النظر في الفرضيات الاساس لهذه المسيرة والبحث عن حلول اخرى غير المسلمات مثل حل الدولتين، هذا ما يقوله مصدر إسرائيلي مطلع.اضافة اعلان
في غضون ذلك، يعد وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري بالوصول الى منطقتنا في محاولة لدفع التسوية السلمية الإسرائيلية – الفلسطينية الى الامام. ريح اسناد لهذه المبادرة هي وعد الرئيس أوباما بالوصول هو أيضا الى إسرائيل قريبا. مذهل أن نرى ذات النمط الثابت في السياسة الأميركية منذ عشرين سنة. كل ادارة جديدة تعود لتخلق توقعات بالنسبة لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وهي تفعل ذلك دون ان تكون موجودة مسيرة حقيقية من اعادة التقويم، مسيرة بدايتها هي التصدي للسؤال الاساس: لماذا فشلت هذه المساعي حتى الآن؟
ينشأ انطباع بان التفكير الأميركي يجري حسب السياق التالي: توجد مشكلة (النزاع) ولهذا فيجب ان يكون هناك حل. ما هو الحل؟ دولتان. لماذا لم يتحقق هذا الحل حتى الآن؟ يبدو أننا لم نجتهد بما يكفي. ما هو الاستنتاج؟ نجتهد أكثر.
الاستنتاج الأميركي بالطبع مغلوط. فالحل لم يتحقق حتى الان لان الطرفين لا يريدانه حقا. بالنسبة للطرفين فان ثمن تبني الحل اكبر بكثير من منفعته. من ناحية إسرائيل يوجد  ثمنان غير ممكنين، او على الاقل غير مجديين: الواحد هو الرابط الذي بين الخطر الأمني الهائل الذي ينطوي عليه الانسحاب الى خطوط 67، الى جانب عدم الثقة في أن ينفذ الطرف الاخر وعوده. المشكلة ليست فقط "التنازلات الاليمة"، بل الخوف من أن يصعد بعد التنازل في الضفة حكم حماس أو حكم آخر اسوأ منه، ببساطة لا ينفذ تعهداته في الاتفاق. الثمن الثاني هو الحاجة الى اخلاء 120 ألف إسرائيلي على الاقل. الثمن السياسي، الاجتماعي والاقتصادي هائل. فكلفة التعويض المباشرة للسكان وحدها هي نحو 120 مليار شيكل! من أين سيأتي المال وماذا بالنسبة للطرف الفلسطيني؟
توجد فرضية أميركية تبدو منطقية، ولكنها مغلوطة تماما. فحسب هذه الفرضية يوجد تماثل بين أمرين: الأول هو الرغبة الفلسطينية في التخلص من "الاحتلال". الثاني: رغبتهم في اقامة دولة صغيرة خاصة بهم في الضفة وفي غزة. القسم الأول حقيقي وصحيح. القسم الثاني – تماما لا. الفكرة الفلسطينية الاصيلة لم تكن أبدا اقامة دولة صغيرة خاصة بهم، وهي ليست هكذا اليوم أيضا. فالفلسطينيون يريدون "العدل"، الثأر، الاعتراف بكونهم ضحايا، وفوق كل شيء "حق العودة". لا توجد أمنية فلسطينية حقيقية لاقامة دولة صغيرة ومنفصلة ولهذا لا يوجد أيضا استعداد لدفع ثمن لقاء ذلك: الالتزام بالاعلان عن نهاية النزاع، انعدام المطالب في المستقبل والاعتراف بان إسرائيل هي دولة يهودية. عندما تكون الارادة غير حقيقية فلن يكون أيضا استعداد فلسطيني لـ "تنازلات أليمة" وهو الامر الضروري اذا كان يراد تحقيق السلام. إذن ما العمل؟ من ناحية الأميركيين، كان مرغوبا فيه أن يجروا اعادة تقويم حقيقية. وتقويم كهذا يستدعي السير عدة خطوات الى الوراء والفحص الجذري للفرضيات الاساس. الفرضية الاهم التي يجب فحصها من جديد هي "خريطة المصالح" – ما الذي حقا مهم للاعبين المختلفين: إسرائيل، السلطة الفلسطينية، حماس، مصر، الأردن، السعودية وغيرها. حتى لو كان مهم جدا حل النزاع، ولكن يجب الفحص هل حل "الدولتين" هو الوحيد ولا يوجد غيره. برأي الكثيرين هذا حل سيء كونه توجد له طبيعة "لعبة مبلغها الصفر". فهل ثمة ربما حلول اخرى؟
من ناحية إسرائيل، واضح أنه اذا اصرت الولايات المتحدة على استمرار نموذج التفكير القديم، فان كل ما يتبقى هو المشاركة في اللعبة: الموافقة على العودة الى المفاوضات دون شروط مسبقة والمعرفة بان وجود مسيرة سلمية هو أمر مرغوب فيه. فهل ستؤدي المسيرة الى السلام؟ يبدو أن لا، ولكن هذا أقل أهمية. المهم الا يتهمونا.