علاء علي عبد
عمان- في نظر الكثيرين، يعد الذكاء الاصطناعي أحد أعقد الاختراعات البشرية وأكثرها إثارة للدهشة حتى الآن. وهذا الأمر حقيقي إلى حد كبير، خصوصا لو علمنا أن مجال الذكاء الاصطناعي الذي نراه ونتعامل معه في حياتنا اليومية ليس سوى قشرة بسيطة من من رأس قمة جبل عملاق.
وعلى الرغم من معرفة معظم الناس هذه الحقيقة، إلا أنه ما يزال من الصعب أن يتكون لدى المرء نظرة شمولية للأثر الذي ستقدمه تقنية الذكاء الاصطناعي على حياة كل منا في المستقبل القريب. وبالرغم من هذا، إلا أنه يمكن للمرء الاطلاع على أنواع الذكاء الاصطناعي المتوفر حاليا والذي تتفرع منه الكثير من الخدمات التي بين أيدينا اليوم. معيار تصنيف أنواع الذكاء الاصطناعي يعتمد على مدى قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على محاكاة ردود الفعل البشرية وحتى الانفعالات التي نمر بها كبشر. وبالتالي نجد أنه كلما استطاعت أنظمة الذكاء الاصطناعي محاكاة تصرفات البشر اعتبرت تلك الأنظمة أكثر تطورا. فيما يلي نستعرض عددا من أهم أنواع الذكاء الاصطناعي:
- الأنظمة التفاعلية: تعد هذه الأنظمة أحد أقدم أشكال الذكاء الاصطناعي والتي تمتلك قدرات محدودة للغاية قياسا بما وصل له هذا المجال من التطور. المشكلة في هذه الأنظمة أنها لا تمتلك القدرة على القيام بوظائفها اعتمادا على الذاكرة. وبالتالي فإن هذا النوع من الأنظمة لا يمكنه الاستفادة من خبرات سابقة مر بها، لذا فإن الاستفادة من هذه الأنظمة تتم من خلال إدخال معلومات محدودة والحصول على ردود مدرجة مسبقا فيها. ومن الأمثلة على هذه الأنظمة جهاز "IBM Deep Blue" الذي تمكن من هزيمة أستاذ الشطرنج كاسباروف العام 1997.
- أنظمة الذاكرة المحدودة: هذه الأنظمة، إلى جانب امتلاكها قدرات الأنظمة التفاعلية، فإنها تمتلك ذاكرة محدودة تمكنها من الوصول لنتائج شبه دقيقة بناء على معلومات سابقة لديها. فعلى سبيل المثال، يمكن لهذا النوع من الأنظمة أن يتعرف على عناصر صورة ما، وذلك من خلال تخزين آلاف الصور المختلفة لديه والتي يقوم بتحليلها وتطبيق معلوماته على صورة جديدة وتحديد طبيعة العناصر التي تتضمنها هذه الصورة بشكل دقيق إلى حد كبير. وتجدر الإشارة هنا إلى أن معظم التطبيقات التي نتعامل معها اليوم تقع ضمن فئة أنظمة الذاكرة المحدودة.
- أنظمة نظرية العقل: في الوقت الذي نجد فيه بأن النوعين السابقين من الذكاء الاصطناعي يتميزان بوفرتهما، إلا أن أنظمة نظرية العقل ما تزال في عملية التطوير، كون هذه الأنظمة تعد مرحلة متقدمة للذكاء الاصطناعي والتي تهدف للتعرف على كيانات الأشخاص الذين تتعامل معهم من خلال تمييز احتياجاتهم وحالتهم النفسية الحالية. هذه الأنظمة تتطلب إجراء تطوير على مجالات عدة من الذكاء الاصطناعي كون العقل البشري بالغ التعقيد ويحتاج للكثير من المعلومات حتى تتمكن أجهزة الذكاء الاصطناعي التعرف عليه والتواصل معه بالطريقة الملائمة لطبيعته وطبيعة تفكيره.